زفاف البحر في صور

كان أهالي صور، خلال القرن التاسع عشر مع بداية شهر تشرين الأول من كل عام، يقيمون حول نبع المياه تحت قلعة العين، احتفالات «زفاف البحر». إذ تتحوّل مياه النبع إلى حمراء.
وكان الأهالي حينذاك، يملأون جرارهم الفخّاريّة بمياه من البحر القريب، ويحملونها ليسكبوها في النبع، فيعود إلى صفائه الطبيعي، على وقع الأغاني والرقص. وتقول بعض الكتابات التاريخية الحديثة أن أهالي صور كانوا قبل مئة عام يستعينون بمياه الشرب من النبع، عندما كانت تتراجع معدلات تغذية المدينة من برك رأس العين الواقعة جنوب المدينة.
لكنَّ الرمول غطّت النبع، ولم يُكشف إلا في بداية السبعينيات من القرن الماضي. وقد استندت المديرية العامة للآثار في الحفريات وعملية التنقيب إلى وثيقة للرحالة الاندلسي ابن جبير، يتحدّث فيها بالتفصيل عن البرج ونبع المياه والدرج المؤدي إلى النبع. وأفضت الحفريات التي أجرتها المديرية آنذاك إلى مواقع أثرية أخرى، منها ساحة تتقاطع فيها طرق، وتعود إلى الحقبة الرومانية، ومجموعة أبنية من الحقبة الصليبية.
بُني البرج الذي يحرس النبع في المرحلة الصليبية، وهو أحد حصون المدينة. وكان الرحّالةُ يقصدونه وقد برز في رسوم عدة لهم. أما الهدف من بنائه فهو المراقبة العسكرية وحماية مياه النبع.
ويروي رئيس المواقع الأثرية في الجنوب علي بدوي، أنه يُحكى أن السيد المسيح جلس إلى صخرة قرب النبع، أثناء زيارته صور، وأن الحجّاج إلى الاراضي المقدسة، خلال الفترة الصليبية، قاموا بسلخ أجزاء من الصخرة ونقلها إلى إحدى كنائس صور. ولفت إلى أن مياه النبع الذي يُعتبر من أكبر العيون في منطقة صور يحافظ على منسوب المياه على مستوى الأرض ويرتفع منسوبها في الشتاء.

السابق
مستشفى صور الجديد نحو التنفيذ
التالي
حزب الله بالخليوي المشهود