حزب الله: فشل البروباغندا في صدّ هجوم المحكمة

المحكمة الدولية
فشلت البروباغندا المضادّة للمحكمة الدولية الخاصة بلبنان، وانكسر حلم حزب الله بالتحول الى أيقونه تقود الحركات الإسلاميّة تحت راية ايران لمجابهة المشاريع الأميركيّة الصهيونيّة، بعد اتهام 5 من قيادييه بالتخطيط الميداني وتنفيذ عمليّة اغتيال الرئيس رفيق الحريري.

صدّق قاضي الإجراءات التمهيدية لدى المحكمة الدولية الخاصة بلبنان قرار اتهام ومذكرة توقيف بحق أحد عناصر حزب الله، حسن حبيب مرعي في قضية اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري (جريمة 15 شباط \ فبراير 2005)، بعدما كانت السلطات اللبنانية قد تسلمتها بصفة سرية في أغسطس (آب) الماضي.

وطالبت المحكمة السلطات اللبنانية بتعزيز جهودها لاعتقال مرعي لافتة إلى أنه اتهم بارتكاب عدد من الجرائم، منها جريمة المؤامرة بهدف تنفيذ عمل إرهابي، والتآمر مع أربعة متهمين آخرين ينتمون لحزب الله (مصطفى بدر الدين، حسن عنيسي، أسد صبرا، سليم عياش) لتنفيذ اعتداء 14 شباط 2005، علما أن قرار اتهام صدر قبلا بحق هؤلاء جميعا.

هذا وما زالت تحاك الأقاويل في ضاحية بيروت الجنوبية والمناطق الشيعيّة كافة حول جريمة اغتيال الحريري على أنّ من ارتكبها “الأميركيون والصهاينة لإلصاق التهمة بحزب الله والنيل منه ومن إيران وسوريا خاصّة بعد انتصاري عام 2000 وعام 2006 على اسرائيل”.

كما يدأب إعلام حزب الله ومناصريه على القول إن “المحكمة الدولية هي أميركية صهيونيّة أيضا”، رغم وجود قضاة ومحققين فيها من جميع أنحاء العالم. كما تصوّر على أنها “غير فعّالة ولن تصل الى أيّة نتيجة”، وأنّها “لن تؤثّر على حزب الله او على مستقبله وموقعه المقاوم الممانع في لبنان والعالم العربي”.

والغريب هنا أن لا حزب الله ولا جمهوره التفت الى ان المحكمة الدوليّة انجزت حتى الآن أكثر عملها، وذلك عندما اتهمت وسمّت المتهمين المسؤولين في حزب الله ، وأنها مازالت تتقدّم بثبات غير عابئة لا بالتهديدات ولا بمحاولات تشويه سمعتها، والقول إنها محكمة اسرائيلية أميركيّة. ولم يبقَ غير اعلان موعد المحاكمة والنطق بالحكم الغيابي ان لم يحضر المتهمون وهم لن يحضروا بالتأكيد، خصوصا بعد اعتراف حزب الله انهم منتمين له ومسؤول عن حمايتهم.

أما بالنسبة لعدم قدرة المحكمه الدوليه على التأثير، فهو كلام مردود أيضا فقد أثّرت وما زالت تؤثّر على موقع حزب الله وسمعته داخليا وخارجيا.

فمنذ عامين، وتحديدا تاريخ 29 حزيران عام 2011، وهو تاريخ اتهام القائد في حزب الله مصطفى بدرالدين ورفاقه في اغتيال الرئيس الحريري، بدأ حزب الله يعامل في المحافل العربيّة والدولية كتنظيم ينفّذ القتل والإغتيالات، وفقد هالة القداسة التي صنعتها انتصاراته على العدو الاسرائيلي ، لتحل محلّها “شيعيته وإيرانيته” وعداؤه لأهل السنّة. كما لم يعد يدعى الى المحافل والمؤتمرات التي تعقد في العالم العربي والاسلامي.

لقد انكسر حلم حزب الله بشكل نهائي في أن يتحوّل الى الأيقونه التي تقود الحركات الإسلاميّة تحت راية ايران لمجابهة المشاريع الأميركيّة الصهيونيّة، بعد اتهام المحكمه الدّوليه لخمسة من مسؤوليه حتى الآن بالتخطيط الميداني وتنفيذ عمليّة اغتيال الحريري.

واذا كان تدخّل حزب الله اليوم في سوريا الى جانب النظام قد أطلق رصاصة الرّحمة على سمعته العربيه والإسلاميّة، فإن إدانة حزب الله في المستقبل وتجريمه من قبل المجتمع الدّولي بتهمة قتل رئيس وزراء لبنان السابق رفيق الحريري، سوف تكون هي العلامه الفارقة التي ستطبع مسيرته وتكتب، ربما، الفصل النهائي لتاريخه.

السابق
جنبلاط انتقل الى 8 آذار
التالي
شربل: التمديد السيء للرئاسة الأولى أفضل من الفراغ