النهار: المحكمة الدولية تكشف المتّهم بتزوير أبو عدس

كتبت “النهار ” تقول: خرق إعلان المحكمة الخاصة بلبنان اسم المتهم الخامس في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه في 14 شباط 2005 المشهد الداخلي الجامد في حين كان تعثر تمويل المحكمة ودفع حصة لبنان من موازنتها من أعراض الازمتين الحكومية والسياسية اللتين تسببتا بتأخير هذا التمويل.

وطبقاً لما أوردته “النهار” الثلثاء الماضي، كشفت المحكمة الدولية امس في بيانها اسم المتهم الخامس وهو حسن حبيب مرعي الذي بات العنصر الخامس من عناصر “حزب الله” المتهمين بالتورط في جريمة اغتيال الحريري، الى جانب كل من سليم جميل عياش ومصطفى امين بدر الدين وحسين حسن عنيسي وأسد حسن صبرا. وأفادت المحكمة ان قاضي الاجراءات التمهيدية دانيال فرنسين صادق على قرار الاتهام في حق مرعي وأرسل القرار الى السلطات اللبنانية ومذكرة التوقيف بصفة سرية في السادس من آب الماضي، وأعطيت هذه السلطات مهلة ثلاثين يوما لتنفيذ هذا الالتزام، ثم تبلغت من النائب العام اللبناني انه لم يعثر على المطلوب. ولفتت الى ان رئيس المحكمة رأى ان الجهود التي بذلتها السلطات اللبنانية كافية لتبرير اتباع سبل أخرى للبحث عن المتهم.

واستناداً الى القرار الاتهامي، تولى مرعي مع بدر الدين تنسيق عملية اعلان المسؤولية زوراً عن الجريمة بايجاد شخص مناسب عرف لاحقا باسم أحمد أبو عدس (أبو عدس) واستخدم في تسجيل شريط فيديو يعلن فيه زوراً هذه المسؤولية. وتناول القرار تفاصيل الاتصالات الهاتفية بين المتهمين الاربعة الاوائل ومرعي لتنسيق عملية الاعلان المزورة للمسؤولية وكذلك في اطار الاعداد للاعتداء. وكشف ان “أبو عدس” الذي اختير هو فلسطيني وجدوه في مسجد الحوري في بيروت وقد فقد منذ 16 كانون الثاني 2005.

صفقة التبادل
وفي سياق أمني آخر، برز امس مزيد من المعطيات الايجابية عن ملف المخطوفين اللبنانيين التسعة في اعزاز أنعشت الآمال في إمكان التوصل الى صفقة تبادل قريبة قد تشمل ايضا اطلاق المطرانين بولس يازجي ويوحنا ابرهيم المخطوفين في حلب منذ نيسان الماضي، وكذلك الطيارين التركيين المخطوفين في بيروت. وأفادت معلومات لـ”النهار” ان مجمل المعطيات يدل على قرب انتهاء ملف المخطوفين وقد بدأ اهالي المخطوفين اللبنانيين الاعداد لاستقبالهم. وعلمت “النهار” ان رئيس الجمهورية ميشال سليمان كان امس في جو الجهود المبذولة من أجل اطلاق المخطوفين اللبنانيين في اعزاز، وان المعطيات تشير الى ان النتائج الايجابية النهائية لهذه الجهود هي قريبة جدا وربما خلال أيام قليلة فقط قبل عطلة الاضحى.

غير ان وزير الداخلية مروان شربل قال لـ”النهار”: “نحن نقترب من النهاية السعيدة، والتفاؤل اليوم أكثر من أي وقت مضى. ولن نحدد موعدا لاطلاق المخطوفين وإن كنا متفائلين كثيرا”.

وفيما يتابع المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابرهيم تحركاته المكوكية السرية، التي يتولى عبرها استكمال التفاصيل العملانية لاتمام عملية التبادل على مراحل متفق عليها بين الاطراف المعنيين، علمت “النهار” ان ابرهيم نقل امس الى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي أجواء ايجابية عن اطلاق المطرانين يازجي وابرهيم.

المشاورات الحكومية
على الصعيد السياسي، شهد قصر بعبدا امس مزيدا من المشاورات في الملف الحكومي، فأجرى الرئيس سليمان جولة أفق مع رئيس كتلة “المستقبل” الرئيس فؤاد السنيورة، ثم مع وزير الصحة في حكومة تصريف الاعمال علي حسن خليل، على ان يتوّج اليوم هذه المشاورات مع الرئيس المكلف تشكيل الحكومة تمّام سلام قبل عطلة الاضحى الاسبوع المقبل. وعلمت “النهار” ان الرئيس المكلف قد يدلي اليوم بعد لقائه الرئيس سليمان بموقف يشرح فيه موقفه مما آلت اليه جهود التأليف، علما ان مشاورات قصر بعبدا في الايام الاخيرة أظهرت ان الباب لا يزال موصدا امام إحداث ثغرة في جدار أزمة التأليف.

وفي ما يتعلق بمحادثات سليمان والسنيورة، علم ان البحث تناول الملف الحكومي من زاوية العناوين العامة من دون الدخول في مقترحات جديدة غير تلك المتداولة. فيما تحدثت أوساط السنيورة الى “النهار”، فقالت ان الاخير قدّر ايجابا مواقف رئيس الجمهورية في نيويورك وعرض موقف كتلة “المستقبل” مما طرح عن عقد جلسة استثنائية للحكومة المستقيلة لايجاد حل لعملية التلزيم النفطي، فأكد رفض الكتلة لهذا التوجه انطلاقا من ان الحكومة المستقيلة في حال تصريف للاعمال ولا يجيز لها الدستور اتخاذ قرارات في هذا الموضوع المصيري، اضافة الى ان الكتلة لا ثقة لها بالوزير المختص لمخالفته كل القوانين المرعية الاجراء، فضلا عن الفضائح التي يتبادل وزراء في الحكومة المستقيلة إشهارها بعضهم في وجه البعض. وشدد السنيورة على اسراع سليمان وسلام في تشكيل الحكومة أياً تكن المعوقات.

الى ذلك، من المتوقع ان تستكمل الاسبوع المقبل الاجراءات التي تقرر المضي فيها في الاجتماع الاخير الذي انعقد في قصر بعبدا على صعيد التشدد في مراقبة أوضاع اللاجئين السوريين لجهة ضبط الحدود والمعابر والتدقيق في اوضاع اللاجئين. ومن غير المستبعد عقد اجتماع آخر في القصر الجمهوري بعد عطلة عيد الاضحى للنظر في مجريات تنفيذ الاجراءات المقررة. وأمس غادرت مطار الرئيس رفيق الحريري الدولي دفعة جديدة من النازحين السوريين الى المانيا في اطار قرار برلين استيعاب نحو خمسة آلاف نازح.

السابق
إطلاق نار في إشكال في سيروب في صيدا والجيش ينتشر
التالي
السفير: لمسات أخيرة على صفقة مخطوفي أعزاز أي ثمن سياسي ل الثلث المعطّل؟