مصلحة لبنانية في التقارب الإيراني ـ السعودي

أكد مصدر ايراني مسؤول لـ«السفير» ان التقارب الايراني السعودي، اذا حصل، فيه مصلحة لكل دول المنطقة ومنها لبنان، وقال: «ان الدولتين مهمتان في المنطقة ولهما تأثير إيجابي بلا شك في دول المنطقة وفي حل الأزمة اللبنانية، لكننا نفضل أن يكون الحل في لبنان وفي أي دولة من داخلها وليس بتدخل خارجي، لا من ايران ولا من سواها، والمسؤولون اللبنانيون لديهم الحكمة والكفاءة والتدبير للخروج من هذه الأزمة».
وأوضح المصدر أن «هناك خلافا في النظرة بيننا وبين السعودية حول المسألة السورية، لكننا نرفض تدخل أي دولة في سوريا ونترك للشعب السوري أن يقرر مصيره بنفسه، وأن يختار الرئيس الذي يريده، بغض النظر عن الشخص، فالمسألة ليست بالشخص». وقال: «نحن نسعى للتقارب أكثر مع السعودية ونركز على النقاط المشتركة للتفاهم والتلاقي، وقد شكلنا لجنة خاصة من قبلنا لدراسة الملفات المشتركة التي ستبحث في أي لقاء سيعقد، سواء على مستوى القمة أو على أي مستوى آخر، ونحن نريد أن تعود العلاقات الى ما كانت عليه قبل الأزمة السورية، والسعودية صدرت عنها تصريحات مماثلة، ما يؤسس لبناء علاقة جديدة جيدة، لكن أي لقاء سيحصل يجب أن يكون محضّرا له جيدا ليعطي النتائج المرجوة ويكون ذا جدوى».
أضاف: «كنا مستعدين للحوار والتقارب مع السعودية في أي مرحلة، قبل الأزمة السورية وقبل معركة القصير وبعدها، ولا نربط تطورات الوضع الميداني في سوريا بتطور العلاقة مع السعودية. والرئيس حسن روحاني يحاول الاستفادة من الوقت قدر الامكان لترتيب العلاقات مع الدول الصديقة والجارة، لذلك يجب ان يحضّر ملفاته بشكل مدروس. والرئيس روحاني يعتبر انه لا حاجة لغطاء الحج لزيارة المملكة، بل نريد لقاءات جادة، ونحن نترقب الموقف السعودي».
وردا على سؤال عن الخلاف الايراني السعودي حول تدخل «حزب الله» العسكري في سوريا، وهل يمكن اعتبار معالجته مدخلا لتحسين العلاقة مع السعودية ولحل الازمة في لبنان كما يروج البعض؟ قال المصدر الايراني: «لماذا يركزون فقط في الاعلام والمواقف السياسية على وجود حزب الله في سوريا دون الاشارة الى تدخل غيره من الدول والجماعات المسلحة الاجنبية؟ هؤلاء هم بدأوا الحرب في سوريا والحزب كان آخر المتدخلين».
وتساءل المصدر: «هل اذا خرج حزب الله من سوريا تنتهي الازمة السورية وترتاح دول المنطقة؟ بالطبع لا، وهل لو طبقت سياسة النأي بالنفس بشكل صحيح وجرت حماية الحدود كما طبقت على الحدود مع فلسطين المحتلة كان حصل الذي حصل؟». وقال: «نحن مع خروج جميع الاطراف الخارجية من سوريا وليس حزب الله وحده، ليستطيع الشعب السوري ان يحل أزمته وحده ويختار ما يريده وحده ويكون قراره بيده».
وعن العلاقة مع الولايات المتحدة قال المصدر: «لن نقدم شيئا لأميركا مجانا، فقبل كل شيء نحفظ حقنا في الاستعمال السلمي للطاقة النووية وفق برنامج رقابة صارم ومدروس، لكن لا يمكن تجزئة الملفات، فمقابل أي تقدم منا يجب رفع العقوبات رزمة واحدة وبالتدريج».

السابق
لا شرق أوسط جديداً من دون تركيا إذا
التالي
العدو يرضخ لعيترون ويتراجع عن شق طريق