الشرق: حزب الله نفى حل السرايا

كتبت “الشرق ” تقول: عاد ملف تشكيل الحكومة الى نقطة الصفر، في ظل تمسك فريقي 14 و 8 آذار بشروطهما للتأليف. وعلى الرغم من ذلك فإن عنوان “التشكيل بقي يحتل حيزاً بارزاً في التحرك الداخلي مع أن محاولات الدفع في إتجاهه إنكفأت بفعل التحولات الإقليمية وإنتظار نتائج المفاوضات الدولية وتداعياتها المباشرة على هذا الملف”.
وفي المقابل تراجع التأزم في ملف الجلسة الحكومية النفطية بعدما ثبت للمعنيين ان الاجماع المطلوب للجلسة غير متوافر وان الحسابات النفطية خاضعة للمحاصصات السياسية بما يرجح ترحيل البحث في الملف الى ما بعد عطلة عيد الاضحى وعودة رئيس مجلس النواب نبيه بري من زيارته الخارجية حيث انتقل امس من سويسرا حيث شارك في مؤتمر اتحاد البرلمانيين العرب الى رومانيا في زيارة رسمية.
حكوميا، نقلت وكالة الأنباء المركزية عن مصادر بارزة في 8 آذار، قولها ان الأمور عادت من نقطة الصفر، بعد عودة قوى 14 اذار الى لعبة فرض الشروط ورفع سقف مطالبها والحديث عن حكومة حيادية معتبرة ان كل كلام عن تشكيل الحكومة قبل نهاية الحالي مجرد تمنيات لا نعتقد انها ستتحقق. واوضحت ان ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة من المسلمات الوطنية الرئيسية غير الممكن التنازل عنها او الالتفاف عليها وهي مكرسة في الطائف وفي كل الحكومات بعده.
في المقابل ناشدت الامانة العامة لقوى 14 اذار الرئيسين ميشال سليمان وتمام سلام تحمل مسؤولياتهم في تشكيل الحكومة واخذ قرار وطني لبناني بحكومة وطنية، فالمطلوب الثبات وليس المغامرة، واشارت الى ان سليمان وسلام مسؤولان ونحترمهما ولا نرى خارجهما اي خطوة لحل هذا الموضوع ونطالبهما بتشكيل الحكومة.
وفي انتظار زيارة الرئيس المكلف الى بعبدا المتوقعة ذكرت “المركزية” ان وزير الشؤون الاجتماعية وائل ابو فاعور زار مساء الثلاثاء الرئيس تمام سلام في اطار المشاورات الحكومية وحركة الاتصالات المتواصلة بين النائب وليد جنبلاط وسلام الذي اكدت اوساطه ان كل ما يطرح عن صيغ للتأليف غير دقيق فلا صيغة جدية ونهائية حتى الساعة، الا ان سلام وفي حال توافق الاطراف السياسية كافة على صيغة معينة جاهز لدراستها، وشددت على ان فكرة الاعتذار غير واردة في المرحلة الراهنة والرئيس المكلف ماض في مهمة التكليف الى حين نضوج الظروف المناسبة لتشكيل الحكومة.
وليس بعيدا، اوضحت اوساط قريبة من الرئيس نجيب ميقاتي انه لن يدعو مجلس الوزراء للانعقاد لبحث ملف النفط في غياب التوافق حولها وحرصا على عدم تعويم حكومته، علّ الملف النفطي يشكل عنصرا ضاغطا اضافيا لتسريع تشكيل الحكومة.
وداخلياً، شهد القصر الجمهوري امس، إجتماعاً وزارياً بحث في موضوع النازحين السوريين، في حين عقد في السراي إجتماع برئاسة الرئيس نجيب ميقاتي تابع ملف سجن رومية، وعرض لمراحل التحقيقات القضائية والإدارية في شأن تنفيذ الاشغال في السجن. وطلب من النيابتين العامتين التمييزية والمالية والتفتيش المركزي متابعة التحقيقات حتى نهايتها واحالة من ثبتت مسؤوليته على القضاء بعيدا من اي اعتبارات من اي نوع كانت.
وقال مصدر امني سابق ان كل المحاولات المبذولة على خط معالجة الخلل في سجن رومية لن تؤدي الى النتيجة المرجوة ولا تعدو كونها جرعة مخدر ستتلاشى مفاعيلها مع انتهاء الاجتماعات. وذكر بالخطة الموضوعة لمعالجة جذرية لملف السجون والمتضمنة انشاء 4 سجون حديثة بمواصفات عالمية، ثلاثة في المناطق يتسع كل منها لالف سجين والرابع بديل عن سجن رومية الذي لم يعد صالحا نسبة لاقتراب الحركة العمرانية منه في شكل غير مقبول ولا مسموحا. واعتبر ان التجاوزات الحاصلة في سجن رومية ناجمة عن عدم وجود سجون خاصة بذوي الخصوصية الامنية، ما اضطر المسؤولين الى وضع بعض العناصر الخطيرة الى جانب اخرى قد تصنف بالاخطر في ما يفترض ان يوضع هؤلاء في سجون خاصة.
على خط اخر، وفي ما يتصل بملف حل سرايا المقاومة في صيدا وانسحابها الى خارجها، اوضحت مصادر قريبة من حزب الله ان الحديث عن انسحابها غير وارد كما ان حلها غير مطروح، واوضحت ان اجتماع الثلاثاء يأتي في سياق ترتيب العلاقة بين حزب الله والتنظيم الشعبي الناصري بعد حدوث اكثر من اشكال بين عناصر السراي والتنظيم، واشارت الى ان الاعلان عن اللقاء بين رئيس التنظيم اسامة سعد ونائب رئيس المجلس السياسي في الحزب محمود قماطي هدف الى الاشارة الى انتهاء التباينات وتنظيم الاختلافات، ومن ضمنها الاشكالات التي حصلت بين عناصر الجانبين”.
وفي ملف المخطوفين اللبنانيين، توقعت مصادر متابعة ان يتم اطلاقهم خلال فترة غير بعيدة.
واشارت الى ان النقاط التي يتضمنها الملف تمت تسوية معظمها ولم يتبق سوى نقطة واحدة عالقة تتعلق ببعض الضباط الاتراك الموقوفين لدى النظام السوري. وان سوريا التي وافقت على اطلاق الدفعة الثانية من النساء المعتقلات لديها، تشترط راهنا بعض الامور الاستراتيجية لا علاقة لها بما يجري على الارض والحدود مع الدولة التركية.
وفي الاطار نفسه، اشارت مصادر مواكبة لملف المخطوفين الى ان ما ساهم في دفعه في اتجاه الخاتمة السعيدة كان التحرك الذي قاده لبنان على المستوى الرسمي في الاونة الاخيرة، حيث اظهر الوفد اللبناني الذي قاد هذه المحادثات سواء في قطر ام في سوريا وحتى في تركيا ديناميكية خولته من خلال الاوراق التي امتلكها، الضغط على الجانب التركي للمساعدة في الافراج عن المخطوفين.

السابق
اللواء: التأليف يسابق الإستحقاقات الداهمة.. ومخطوفو أعزاز إلى الحريّة قبل الأضحى؟
التالي
الأخبار: الشبكة الإرهابية خطّطت لاغتيال الخير وشعبان وتفجير باص مدني