الشرق الاوسط: مقاتلين من لواء أبو الفضل العباس في ريف دمشق

كتبت “الشرق الأوسط ” تقول: أعلن الجيش السوري الحر أمس عن سيطرة مقاتليه بالكامل على مركز لحرس الحدود (الهجانة) مع الأردن في جنوب سوريا، بعد اشتباكات عنيفة استمرت شهرا. وجاء ذلك بينما سقطت قذيفتا هاون صباح أمس على المصرف المركزي السوري، وسط العاصمة دمشق، أصابت إحداهما السطح فيما سقطت الثانية في المرأب.
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الكتائب المقاتلة سيطرت على كتيبة الهجانة بعد حصار دام شهرين واشتباكات عنيفة منذ نحو شهر في محيطها. وبث “الجيش الحر” صورا من داخل الكتيبة الحدودية تظهر سيطرة أفراده على دبابتين وخزان وقود وعدد من الآليات العسكرية التي تركها عناصر الجيش الحكومي وراءهم.
وقال قائد عمليات “الجيش الحر” في قطاع الجنوب، المقدم ياسر العبود، إن عددا من كتائب الجيش الحر تمكن، فجر أمس، من السيطرة على أكبر كتيبة للهجانة في جنوب سوريا، والبالغ مساحتها نحو 5 آلاف دونم، مشيرا إلى أن كتائبه غنمت ذخائر وأسلحة مختلفة من الكتيبة إضافة إلى عدد من العربات العسكرية، وقتلت عددا من جنود النظام، لم يحدد عددهم.
وشارك نحو 200 مقاتل من الجيش الحر في العملية، بحسب العبود، واستطاعوا السيطرة على الكتيبة بشكل كامل، من دون وقوع أي إصابات في صفوفهم، وسط قصف جوي نظامي، في محاولة لاستعادة السيطرة على الكتيبة التي تضم مركزا لقيادة قوات حرس الحدود في جنوب سوريا، بالقرب من مدينة الرمثا الأردنية. وقال العبود إن “السيطرة على كتيبة الهجانة، يعد استكمالا لعملية تحرير معبر درعا – الرمثا الحدودي أحد المعبرين الحدوديين الرسميين بين الأردن وسوريا الذي سيطر عليه الجيش الحر الشهر الماضي”.
ويقع مركز الهجانة على الحدود الأردنية، بمحاذاة مركز الجمرك القديم الذي استولت عليه مجموعات من المعارضة المسلحة، وبينها “جبهة النصرة”، قبل أيام. وبات الشريط الحدودي الممتد من درعا البلد حتى الحدود مع هضبة الجولان المحتلة من إسرائيل خارجا عن أي سيطرة للقوات النظامية السورية.
في موازاة ذلك، أفاد ناشطون معارضون بسقوط قذيفتي هاون صباح أمس على المصرف المركزي السوري، الواقع في ساحة السبع بحرات وسط العاصمة دمشق، أصابت إحداهما السطح فيما سقطت الثانية في المرأب. وليست المرة الأولى التي يستهدف المصرف المركزي السوري فيها، إذ فجر انتحاري نفسه بسيارة مفخخة خلال شهر أبريل (نيسان) الماضي في مرأب خلف المصرف المركزي، ما أدى إلى مقتل 15 شخصا وإصابة أكثر من خمسين بجروح. واستهدفت قذيفة “أر بي جي” المصرف خلال شهر أبريل 2010. اقتصرت أضرارها على الماديات. ويتكرر سقوط قذائف الهاون على أحياء من دمشق بشكل شبه يومي. ويتهم نظام الرئيس السوري بشار الأسد مقاتلين معارضين بإطلاق هذه القذائف من معاقل لهم في محيط العاصمة.
وفي حين أعلن ناشطون سيطرة “الجيش الحر” ليل الثلاثاء الأربعاء على تلّ البحارية الأثري، في منطقة المرج بريف دمشق بعد أشهرٍ من المعارك، وهو ذات موقع استراتيجي كونه تلّا مرتفعا ويطل على مجمل المناطق المحيطة به، أفادت لجان التنسيق المحلية في سوريا بـ”مقتل 40 عنصرا من قوات النظام وميلشيات لواء أبو الفضل العباس في كمين محكم عند شارع العباس في بلدة الذيابية، بريف دمشق”.
في المقابل، أعلن التلفزيون السوري الرسمي أن “وحدات من الجيش أعادت الأمن والاستقرار إلى بلدتي الحسينية والذيابية بريف دمشق بعد أن قضت على آخر تجمعات الإرهابيين فيهما”. ونقل عن مصدر عسكري “إلقاء القبض على أعداد كبيرة من الإرهابيين ومصادرة أسلحة وذخيرة متنوعة كانت بحوزتهم”.
وكانت بلدات الذيابية ومخيم الحسينية وحجيرة البلد والبويضة تعرضت أمس لهجوم هو الأشرس من نوعه، بحسب لجان التنسيق المحلية، من قبل “ميلشيات لواء أبو الفضل العباس وحزب الله وقوات النخبة من الجيش النظامي”. وأشارت لجان التنسيق إلى أن “الهجوم بدأ قبل يومين باستهداف هذه البلدات بكافة أنواع الأسلحة الثقيلة، بالتزامن مع غطاء جوي”، علما بأن النظام يحكم حصاره على هذه المنطقة منذ أشهر عدة.
وفي ريف دمشق، شهدت مدينة المعضمية صباح أمس قصفا مدفعيا عنيفا من مراكز قوات الفرقة الرابعة في جبال المعضمية، وفق ما أعلنه “مكتب أخبار سوريا”، القريب من المعارضة السورية، لافتا إلى اشتباكات على الجبهة الشمالية الغربية للمدينة، في محاولة قوات النظام اقتحام المدينة من جهة المنطقة الصناعية، معززة بعدد كبير من الدبابات والمدرعات وعناصر ميليشيات موالية للنظام. كما شنّت الطائرات النظامية غارتين جويتين على مدينة عربين بريف دمشق، أسفرتا عن مقتل تسعة مدنيين، على الأقل، وجرح عدد كبير منهم، إضافة إلى أضرار مادية كبيرة، ودمار لحق بالأبنية السكنية. من جهة أخرى، قال الجيش الإسرائيلي إن قذيفتي مورتر أطلقتا من سوريا أصابتا موقعا عسكريا إسرائيليا في مرتفعات الجولان المحتلة، مما أدى إلى إصابة جندي وردت إسرائيل بإطلاق النار.
وقال الجيش في بيان، إن التقارير الأولية تشير إلى أن القذيفتين من النيران الطائشة في الحرب الأهلية الدائرة بسوريا.
في موازاة ذلك، أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية أمس اختطاف الصحافي نيكولا هنين والمصور بيير توريس في الثاني والعشرين من يونيو (حزيران) الفائت، ليرتفع بذلك عدد الصحافيين المحتجزين إلى أربعة على الأقل. ولم يتم الكشف عن نبأ اختطافهما إلى الآن احتراما لرغبة ذويهما، وفقا لبيان الخارجية الفرنسية.

السابق
الحياة: سليمان يتابع قضية الطفل المعنّف وتدابير تنظيم لجوء السوريين
التالي
استنفارات على جانبي الحدود في العباسية