الديار: حزب الله لم يحلّ سرايا المقاومة في صيدا

كتبت “الديار ” تقول: يراعي الرئيس نجيب ميقاتي التحفظ السني على عقد جلسة لمجلس الوزراء، ويبدو ان هناك انزعاجا سنيا شاملا بشأن تأليف الحكومة وطرح تركيبات حكومية دون الأخذ بعين الاعتبار وجهة نظر الرئيس المكلف تمام سلام، حيث ان صلاحية الرئيس المكلف هي تأليف الحكومة بالتشاور مع رئيس الجمهورية.

الا ان الرئيس سلام يجد نفسه امام طروحات لتشكيل الحكومة دون مراعاة وجهة نظره او دون التشاور معه، كذلك فإن الرئيس نجيب ميقاتي الذي استقال نتيجة عدم التمديد للواء اشرف ريفي كما حصل لغيره فإنه يراعي التحفظ السني على عقد جلسات حكومية في ظل حكومة تصريف الاعمال، اضافة الى معرفته بأجواء الخلاف بين بري وعون وبالتالي مع وزير الطاقة جبران باسيل بشأن تلزيم التنقيب عن النفط لشركات دولية.
فالرئيس نبيه بري مع جنبلاط وقوى 8 آذار مع جلسة للحكومة لمناقشة الملف النفطي مع اصرار بري على تلزيم عشرة “بلوكات” دفعة واحدة للحفاظ على حقوق لبنان.
اما حزب الله الذي لم يعلن عن موقفه رسميا لكنه لا يمكن إلا ان تكون المقاومة وحزب الله مع تلزيم عشرة “بلوكات” وكل الثروة النفطية بدل الخضوع للتهديد الاسرائيلي والانكفاء الى تلزيم “بلوكين” كما يريد الوزير جبران باسيل، وبالتالي فإن الرئيس ميقاتي لا يريد ان يشهد إنقساما حكوميا داخل الجلسة اذا عُقِدَت ولا يريد ان يدعو اليها الخلاف بين عون وبري كما هو ظاهر بالتصريحات التلفزيونية والصحافية.
ويبدو ان الرئيس ميشال سليمان رئيس الجمهورية غير متحمس لعقد جلسة لمجلس وزراء في ظل حكومة تصريف الاعمال وان هذه الحكومة تنقسم على نفسها بين كتلة عون وكتلة بري. اضافة الى ان الخلاف الذي سبق وحصل بين الرئيس نجيب ميقاتي ووزير المالية محمد الصفدي حول ملف الضرائب مع الوزير نقولا فتوش حيث طالب الوزير الصفدي الوزير فتوش بدفع ضرائب مقابل بيع ارض فاشتكى فتوش على الوزير الصفدي وأحال الرئيس ميقاتي الملف الى امن الدولة للتحقيق وهذا ما رفضه الصفدي.
وفي ظل هذه الاجواء يبدو ان الامور متجهة الى جمود في كل الملفات من الحكومة الى عقد جلسة لمجلس الوزراء الى ما بعد عطلة عيد الاضحى المبارك وربما الى فترة طويلة. خصوصا ان تكليف الرئيس تمام سلام مضى عليه سبعة اشهر ودون نتيجة. علماً ان الرئيس سلام اكد انه يعرف العقبات ولا يريد اتخاذ اي خطوة ناقصة لكنه في المقابل لن يعتذر ومستمر في مهامه واتصالاته.
اما حزب الله فهو يسعى لتقريب وجهات النظر بين العماد عون والرئيس بري لكن المعلومات المؤكدة اشارت بألا تقدم في هذا الملف والرئيس بري والعماد عون ما زالا على موقفيهما.
وفي هذا الاطار زار الوزير وائل ابو فاعور الرئيس المكلف تمام سلام وجرى بحث في الملف الحكومي وعُلِمَ أن النقاش تركز على العقد التي تعترض التشكيل، مع الاشارة الى ان كل ما يُطرح عن صيغ للتأليف غير دقيقة، فلا صيغة جدية ونهائية طُرِحت حتى الآن، الا ان الرئيس تمام سلام يوافق على اي صيغة اذا توافق عليها الجميع.
على صعيد آخر أبدت قوى 14 آذار تخوفها من عمل امني لتنفيس الاحتقان في البلاد، واعتبرت ان ما يجري بين الوزراء في حكومة تصريف الاعمال ليس الا مزايدات، وشككت بنجاح الخطة الامنية واعتبرتها غير جيدة.
فيما كشفت هذه المصادر باستمرار وجود التباين بين الكتائب والقوات اللبنانية وان العلاقة بين الطرفين غير مستقرة حتى الآن.

طرابلس
على صعيد آخر وبعد اكثر من اسبوعين على اعلان الخطة الامنية لمدينة طرابلس اهتزت هذه الخطة امس بشكل واضح رغم ان الاشكالات عن المدينة لم تغب يوماً طوال الفترة الماضية لكن ما حصل بالأمس مثّل نكسة لهذه الخطة بعد انتشار كثيف للمسلحين واطلاق نار بغزارة وقذائف ار بي جي في معظم احياء طرابلس احتفالا بعودة احد قادة المحاور سعد المصري من تركيا. وقد رفعت في المدينة الزينة احتفاء بالمصري وحُمِل على الأكتاف وسط اطلاق الرصاص والقذائف الصاروخية، وسُجّل غياب كامل للقوى العسكرية.
وأشار المصري الى أنه باقٍ في المدينة مع المسلحين للحفاظ عليها، منتقدا السياسيين وتعاملهم مع المدينة، ورغم ذلك لا خلافات مع احد منهم.
واللافت ان ما حصل في طرابلس امس شكّل قلقا عند المواطنين بعد انتشار مئات المسلحين المدججين بمختلف انواع الاسلحة وهذا ما يشير الى احتمال حدوث توترات امنية في اية لحظة.

سرايا المقاومة
اما على صعيد ما تردد عن حل حزب الله لسرايا المقاومة وانسحابها من صيدا، فأكدت المعلومات القريبة من حزب الله ان هذا الخبر غير صحيح وغير مطروح، لا لجهة حل سرايا المقاومة ولا للانسحاب من صيدا.
اما لجهة الاشكالات بين حزب الله وعناصر التنظيم الشعبي الناصري فإن اللقاء الذي حصل بين وفد حزب الله برئاسة محمود القماطي والنائب اسامة سعد ادى الى انهاء كل الاشكالات والتباينات مع الاتفاق على تنظيم الخلاف ومعالجة اي حادث من قبل قيادات الطرفين اللذين أكدا على التحالف بينهما في مواجهة مخططات العدو الصهيوني التي تستهدف لبنان وصيدا.

الشبكة الارهابية
اما على صعيد قضية الشبكة الارهابية التي اعتقلها الامن العام اللبناني، فقد ادعى مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية صقر صقر على 12 شخصا، وقد تم الادعاء على 9 اعضاء بشكل غيابي و3 معتقلين لدى السلطات المختصة وهما سوريان وواحد لبناني من الشمال وقد اعترف هؤلاء بأنهم كانوا ينوون القيام بتفجيرات واغتيال شخصيات مناهضة للمعارضة السورية، بالاضافة الى امتلاكهم لمتفجرات وصواعق ومسدسات كاتمة للصوت ومواد متفجرة.
كما ادعى القضاء على سبعة موقوفين في سجن رومية ستة من فتح الاسلام واحد عناصر قوى الامن الداخلي والموقوف شربل شليطة بتهمة ادخال مواد متفجرة عبر سندويش الى عناصر فتح الاسلام.
اما اللافت امس فكان موضوع سجن رومية والتلزيمات الحاصلة في السجن لجهة الهدر الكبير في هذا الملف الذي أُحيل الى القضاء ويتابع تحقيقاته. والمعلومات تؤكد ان التلزيمات تمت بمبلغ 8 مليون دولار، فيما الاعمال المنجزة تبلغ قيمتها مليون دولار.
وهناك تلاعب بالفواتير وبالاسعار حيث تقول المعلومات ان القضاء سيسير بهذا الملف وبالهدر الحاصـل الى النهاية، وان هذا الامر يحظى بالغطاء السياسي.
وقد تم عقد جلسة لعدد من الوزراء لمناقشة هذا الملف وتم التوصل الى تصوّر لموضوع السجون مع التأكيد بأن كل المحاولات التي جرت لإزالة الخلل من سجن رومية اثبتت فشلها وان المطلوب انشاء اربعة سجون حديثة بمواصفات عالية ثلاثة منها موزعة على المناطق اللبنانية والرابع بديل عن سجن رومية الذي لم يعد صالحا.

ملف مخطوفي اعزاز
اما بخصوص مخطوفي اعزاز فإن الاجواء حول هذا الملف ما زالت توحي بالايجابية وعن تقدم، لكنه لم يتم حتى الآن تحديد مواعيد لوضع خاتمة سعيدة له حيث يواصل المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم جهوده لإنهائه وهو يضع اهالي المخطوفين بالتطورات والتقدم الحاصل. وأكد الشيخ عباس زغيب المكلف من قبل المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى بمتابعة هذا الملف بأنه لن يأخذ بأي معلومات تفيد الى ختم هذا الملف الا بعد سماع هذا الكلام وهذه الاجواء الايجابية مباشرة من اللواء عباس ابراهيم وعبر مؤتمر صحافي، وعندها يمكن القول انه تم تحديد موعد لإطلاق المخطوفين وخلاف ذلك ما زال في طور المعلومات متهما تركيا بالوقوف وراء خطف اللبنانيين ومعرفة كل التفاصيل عن اوضاعهم.

السابق
السفير: الملف الحكومي يتحرّك بعد الأضحى؟
التالي
المستقبل: الهواجس الأمنيّة تكبر..وتسابق الفضائح النفطية