نحو دعم دولي للأسد للقضاء على التكفيريين!

الحرب في سورية يبدو انها طويلة جداً جداً ، وقد تطول الى عشر او خمس عشرة سنة ، وهو طول الحرب التي حصلت في لبنان (1975- 1990). والحرب السورية لن تخمد في وقت قريب حتى ولو تلقى الرئيس بشار الاسد دعماً مطلقاً من اعدائه الحاليين في تركيا والسعودية وقطر والاردن وسواها من اجل محاربة التكفيريين الغرباء ومنع اعادتهم الى البلاد التي انطلقوا منها.
وحول عدد وقوة هؤلاء يقال انهم اصبحوا اكثر من مئة الف مقاتل يمكلون القدر الكافي من المال والسلاح المتطوّر ويوج نحو اكثر من عشرة بالمئة من هؤلاء جاهزين لأن يكونوا انتحاريين بتفجير اجسادهم المفخخة في الاماكن المطلوب منهم تفجيرها. وهم الآن قد باشروا حربهم ضد الجيش السوري الحر لأنهاء وجوده وحصر الحرب في سورية بينهم وبين جيش النظام فقط ، وقيل بأنهم وصلوا الى مراحل متقدمة جداً في حربهم ضد الجيش الحر. كما قيل ايضاً بأن سيطرتهم اصبحت كاملة وشاملة على مناطق ومدن سورية كثيرة منها في حلب وحمص ودرعا وادلب وغيرها ما يعني ان السلطة الشريكة لسلطة النظام في السيطرة على الارض السورية اصبحت المنظمات التكفيرية دون غيرها، وهو ما يجعل النظام وجيشه في مواجهة مباشرة مع هذه المنظمات للانتصار عليها ودحرها او الانهزام امامها. ومن الطبيعي ان جيش النظام لن يخسر وينهزم لأن القوى الاقليمية والدولية لن تسمح بانتصار القوى التكفيرية عليه تحت اي ظرف من الظروف. وبناء عليه يكون على الدول المعنية التي تعتبر القوى التكفيرية عدوها الاول والاخطر ان تبادر الى اتخاذ موقف واضح وعلني بدعم جيش النظام بمواجهة التكفيريين، وفوراً، من اجل الا يشتد ويتعاظم دور وقوة ومساحة ارض هؤلاء التكفيريين سورية. ويبدو ان الايام القليلة المقبلة ستجبر هذه الدول على اتخاذ قرار بدعم نظام بشار الاسد وجيشه ابتداء من ايقاف دعمها لمعارضي هذا النظام وصولاً في ما بعد الى تحويل دعمها لمصلحة جيش النظام.
والقتال في سورية بين جيش النظام والتكفيريين يحتاج الى سنوات ، وهو ما اشار اليه الرئيس بشار الاسد في حديثه الاخير ، لأن الحرب الجارية ليست بين جيشين نظاميين بل هي بين جيش نظامي بمواجهة قوى تكفيرية تقاتل عن ايمان حتى الموت والشهادة ، وهذه القوى تجمّعت على الارض السورية من مختلف دول العالم تحت عنوان النصر او الشهادة. ولذلك ستكون هذه الحرب طويلة ودموية وتدميرية الى حد كبير ، ومن الطبيعي الا يكون لبنان، او حدوده مع سورية، منعزلاً عنها بل سيكون في أتونها !!
ان الدول التي عملت على فتح ابواب الحرب في سورية ضد نظام بشار الاسد لاعتقادها بأنها ستتمكن من دحر هذا النظام واسقاط رئيسه في خلال اسبوعين او شهر او شهرين، وعلى رأس هذه الدول تركيا والسعودية وقطر و… اسرائيل ، اصيبت بنكسة كبرى ، اولاً بصمود بشار الاسد ونظامه نحو سنتين ونصف سنة ، وثانياً بدخول العناصر التكفيرية والقتال الى جانب الجيش السوري الحر وتحت رايته، ومن ثم انقلاب العناصر التكفيرية ضد هذا الجيش الحر والعمل على انهاء وجوده ، وبعد ان طال زمن هذه الحرب وتصاعدت اخطارها اقليميا ودولياً الى الدرجة التي اصبحت فيها جزءاً من السلام والاستقرار الدوليين !!
ومما تقدم يبدو ان الرئيس بشار الاسد سيبقى رئيساً او سيعاد انتخابه بمباركة اقليمية ودولية ليتابع حربه ضد القوى التكفيرية بعد ان يكون ما تبقى من الجيش السوري الحر قد عاد او اعيد الى القواعد التي انفصل عنها. وهذا يعني ان مؤتمر جنيف (2) لن يُعقد في المدى المنظور، لأن الطرف المعارض الآخر المسيطر على الارض اصبح من التكفيريين دون غيرهم ، ولا احد يرضى او يسمح بمؤتمر تكون فيه المنظمات التكفيرية هي الفريق الآخر على طاولة المفاوضات!!!
وفي كل الحالات ستبقى سورية ، مع الاسف، في حالة حرب دموية وتدميرية لعدة سنوات مقبلة، وهو ما كان يطلبه ويتمناه اعداء بشار الاسد ، واعداء الدولة السورية القوية والمدنية التي تمكن حكامها على مدى اربعين عاماً من جعل المقاومة والممانعة عنوان حكمهم!!

السابق
«الإستئصال» حتميّ لبلوغ «جنيف – 2»
التالي
حزب الله يحلّ سرايا المقاومة في صيدا