الشرق: كباش 8 و14 آذار يسقط الصيغتين والتأليف في الثلاجة

كتبت “الشرق ” تقول: بقي الجمود، سيد الموقف، على المشهد السياسي اللبناني، فلا جديد في شأن الملف الحكومي، الذي انقضى شهرا إضافياً على المهلة المفتوحة لتشكيل الحكومة، مع غياب التطورات في شأن هذا الملف وإنهماك الأطراف الحكومية في البحث عن جلسة نفطية، حيث لا مؤشرات توحي بعقدها الى الآن.
وفيما الإنتظار هو السائد، داخليا اتجهت الأنظار الى الحراك الدولي المتصل بالازمة السورية نسبة لترابط جوانب مهمة منه بالوضع الداخلي، وتحديدا الترحيب الاميركي بامتثال النظام السوري لقرار تدمير ترسانته الكيميائية وتأكيد تعاونه في شكل ناشط جدا في ظل مواصلة خبراء تفكيك الاسلحة الكيميائية عملهم في سوريا وتوصية الامين العام للامم المتحدة بان كي مون بتشكيل بعثة مشتركة من الامم المتحدة ومنظمة حظر الاسلحة الكيميائية قوامها مئة رجل لتدمير المخزون السوري على ان يتم العمل على مراحل. واكد المسؤول الدولي ان المرحلة الاولى بدأت بتعاون سوري كامل اما المرحلة الثانية فستستمر حتى الاول من تشرين الثاني وتتضمن تدمير المنشآت التي تنتج هذه الاسلحة في حين تتمثل المرحلة الاخيرة والاهم في تدمير الف طن من المواد السامة الموزعة على 40 موقعا وتستمر من مطلع تشرين الثاني حتى 30 حزيران 2014.
لكن التعاون السوري في تدمير الترسانة الكيميائية لا يعني وفق ما ذكرت “وكالة الأنباء المركزية” عن مصادر ديبلوماسية غربية استعادة سوريا لدورها او محاولة تعويم النظام لاسترجاع موقع دولي يخوله لعب دور الى جانب حليفه الايراني، ذلك ان المؤتمر الدولي للسلام في المنطقة الذي اعلن عنه وزيرا خارجية روسيا سيرغي لافروف والولايات المتحدة الاميركية جون كيري سيضع الخطوط العريضة للوضع السوري في ضوء التوافق الدولي على الملفات وانتهاء حقبة النزاع بين موسكو وواشنطن. واكدت ان محاولة النظام السوري اشاعة اجواء عن تكليفه مع ايران مهمة تنظيف المنطقة من الاصوليات لا تعدو كونها نظرية سورية تقارب الوهم والخيال، لان المقاربات الدولية للوضع السوري في مكان آخر.
وفي انتظار اجتماع مجموعة الخمسة زائداً واحداً منتصف الشهر وما قد يتمخض عنها من معطيات اضافية تتصل بملفات المنطقة، تبقى الجهود الداخلية تدور في فلك المراوحة، لا سيما على مستوى ملف تشكيل الحكومة الذي يبدو تحول اسير كباش الاجندات السياسية وتقويم المواقف من زاوية الصيغ المطروحة، بعدما تبين ان رفض قوى 8 اذار صيغة الثلاث ثمانيات يقابل من فريق 14 اذار برفض صيغة الـ9-9-6 بما يجعل التعادل السلبي سيد معادلة التشكيل.
وعلى رغم بعض الاشارات الايجابية التي كانت لاحت في الافق في اليومين الماضيين، استنادا الى معلومات عن عزم رئاسي على طرح تشكيلة حكومية قبل نهاية الحالي، واكبتها معطيات مماثلة رشحت من جانب قوى 8 اذار وعززها كلام لنائب رئيس المجلس السياسي في “حزب الله” محمود قماطي تحدث فيه عن التوصل الى امكانية حل من قبل فريق 8 اذار لتشكيل الحكومة آملا ان يتجاوب معها الفريق الآخر للخروج من الازمة، فان أي تحرك جديد لم يبرز على هذا الخط، لا بل ان المعلومات التي تسربت عن لقاء رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان برئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد في بعبدا، عكست اجواء مناقضة للانفراج، اذ كشفت مصادر في قوى 8 اذار ان رعد ابلغ سليمان ان كلامه عن عدم امكانية تشكيل اي حكومة لا يرتكز بيانها الوزاري الى “ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة” دقيق وهو ابلغه اليه رسميا. واشارت الى ان رعد فاتح رئيس الجمهورية في امكان عقد جلسة حكومية لملف النفط غير انه لمس لديه ترددا بفعل غياب التوافق حولها.
ونقلت “المركزية” عن مصادر قيادية بارزة في 8 اذار “ان هناك تمنياً سعودياً بفرملة اي حراك حكومي في انتظار تبلور بعض المعطيات والتطورات الخارجية بما يقطع على 8 اذار تسجيل نقاط في مرمى تيار المستقبل و14 اذار عازية السبب الى الامتعاض السعودي من تأجيل زيارة الحج للرئيس الايراني حسن روحاني للمملكة. واكدت ان تشدد فريق 14 اذار ورفض صيغة 9-9-6 بعدما وافق رئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط عليها يؤكد هذه الاجواء، وهو شكل سببا رئيسيا في عدم زيارة موفدين من قوى 8 اذار الى الرئيس سلام لابلاغه الموافقة الرسمية الجماعية على هذه الصيغة.
على خط آخر، عاد الى بيروت فجر أمس المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم بعد جولة شملت دمشق والدوحة وانقرة، وذكرت معلومات ان ذهاب البعض الى تحديد موعد اطلاق المخطوفين بأيام او حتى بساعات غير دقيق، لكنها تحدثت عن صفقة متلازمة بين المخطوفين التسعة والمطرانين المخطوفين على رغم الفصل بينهما، الا ان الصفقة ستشملهما اضافة الى الطيارين التركيين، ومع ان التكتم الشديد يحكم المفاوضات وما تخللها من اتصالات، الا ان المعلومات اشارت الى ايجابية ملحوظة وبحث جدي في مراحل تنفيذية ضمن مهل معقولة وممكنة مع رفض مطلق للالتزام بمواعيد.
وفيما تترقب الأوساط السياسية كما الإقتصادية، ما ستؤول إليه المشاورات الجارية في شأن عقد جلسة استثنائية لمجلس الوزراء لإقرار مراسيم النفط، دعا الإستشاري والأمين العام السابق لمجلس الطاقة العالمي – عضو لجنة لبنان رودي بارودي في حديث لـ”المركزية” إلى اطلاق “إعلان بعبدا إقتصادي” في موضوع النفط على غرار “إعلان بعبدا” السياسي، نظراً إلى أهمية الملف بالنسبة إلى مستقبل لبنان وأبنائه واقتصاده. ورأى أن “لا مصلحة للبنان في إقرار مراسيم النفط من دون إجماع سياسي وطني عليها”، معتبراً أن “الثروة النفطية هي ملك البلد وليس حزباً أو فئة معينة”. وشدد على “أهمية توفير الشفافية في هذا الملف.
وذكّر بدراسة أعدّت لهذه الغاية بمشاركته، في عهد الوزير السابق للنفط أيوب حميّد مدوّنة بتاريخ 2004- 2008، تم تسليم نسخة منها إلى الرئيس سليمان، اقترح بموجبها ألا يقل عدد البلوكات المفترض استكشافها عن 17 بلوكاً، مستشهدا بالبلوكات الـ41 التي حدّدتها إسرائيل في مياهها والقابلة للإستكشاف حتى الآن، والبلوكات الـ13 في المياه القبرصية والمنوي زيادتها إلى 26.

السابق
اللواء: إجتماع وزاري أمني في بعبدا لمنع النزوح الإضافي
التالي
الأخبار: طارت جلسة النفط