باسيل: حوار جدّي مع الأميركيين

عشية سفره الى موسكو، تحدث الوزير جبران باسيل الى «الأخبار»، عن العلاقة مع موسكو والانفتاح المستجد في العلاقة مع الولايات المتحدة وقبلها مع السعودية، وعن الحكومة المعلقة وملف النفط.
رحلة موسكو تحمل عناوين عدة، فهي مهمة على صعيد الطاقة وفقاً لمذكرة تفاهم مع الحكومة اللبنانية، وزيارة سياسية نظراً الى موقع روسيا في الشرق ووضع لبنان وحماية الاقليات وخصوصاً المسيحيين المشرقيين.
لكن البداية مع العلاقة التي بدأت مع السفير الاميركي الجديد ديفيد هيل، والتي شهدت لقاءات عدة. يقول باسيل: «الواضح ان هناك متغيرات، اولها يتعلق ايضاً بشخص السفير الاميركي، فهو منفتح وديبلوماسي حقيقي ومحاور ويحب ان يسمع ويتفهم الهواجس التي نطرحها. حتى لو كان ذلك في الشكل، إلا أن ذلك يعد تغيراً نوعياً كبيراً، لم يحصل سابقاً. وهذا وحده كافٍ حتى يكون الحوار والنقاش جديين. من جهة أخرى، لا شك ان السياسة الاميركية الجديدة تتجه نحو تفاهمات واسعة على مستوى المنطقة، فلماذا لا يكون لبنان من ضمنها من ضمن الانفتاح في الشرق الاوسط والعلاقة مع ايران. أما في موضوع النفط، فهو أيضاً يشكل جزءاً من الحوار، إذ إن الاميركيين لا يخفون انهم مهتمون بالنفط».
هل هذا يعني ان السفير الجديد يتفهم الهواجس التي تطرحونها؟ يجيب: العلاقة متطورة جداً، وهو يتفهم ما نطرحه، وهناك فهم متبادل لكثير من المواضيع. اعتقد ان الاميركيين ادركوا في مراجعتهم الى اين اوصلتهم سياستهم، فلماذا سيعادون اناساً مثلنا؟ فنحن لسنا بعيدين عنهم، لا في الثقافة ولا احترام حقوق الانسان ولا التمسك بالديموقراطية، ومحاربة الفساد. لدينا مبادئ مشتركة. فعلى ماذا نختلف؟ على «القاعدة»؟ هم إذا كانوا جديين فسيعرفون من يجاريهم بالفكر والثقافة المشرقية التي تناقض الفكر الأحادي حامي جبهة النصرة. فلماذا يختلفون معنا ويتفقون مع غيرنا الذين لا شكلاً ولا مضموناً يمكن ان يتفقوا معهم؟ المراجعة البسيطة اوصلت الى هذه النتيجة، وما يجري اليوم محاولة جدية للحوار والنقاش».
لكن الاميركيين اختلفوا معكم على ورقة التفاهم وعلاقتكم مع حزب الله. يردّ: «هذه نقطة من عدة نقاط. يوجد شيء في لبنان سوى حزب الله. حتى في هذا الموضوع اعتقد ان ثمة اوهاماً لم تعد موجودة، وخصوصاً اننا نحن الذين نريد جيشاً وشرعية واحدة ودولة مركزية قوية. لسنا نحن من أعطى السلاح لحزب الله. السلاح حالة استثنائية لا نريدها مؤبدة، ونحن نعمل لنوفر الظروف التي تلغي مبررات السلاح».
ماذا يطلب منكم الأميركيون؟ «لا هم يطلبون ولا نحن في وارد أن نكون في موقع من يطلب منا هناك محاولة فهم متبادل بيننا، وهذه عملية اساسية. اذا تحولت دينامية ايجابية، فستولد حلولاً وسلاماً للبنان، وهذا امر جيد لنا ولهم. أليس هذا افضل من ان نبقى في مسار النزاعات والمشاكل التي لا توصل الا الى الارهابيين والتكفيريين الذين يعتبرون الولايات المتحدة اول اعدائهم».
هل سنشهد اذاً زيارة العماد ميشال عون أو انت الى الولايات المتحدة؟ «الموضوع غير مقفل وكل شيء ممكن، انا اصلاً زرت الولايات المتحدة وعقدت لقاءات مهمة. الاساس هو المراجعة التي توصل الى نتائج تعزيز الاستقرار في المنطقة وبقاء المسيحيين فيها. فيما يضحي بعض الفكر العلماني بالوجود المسيحي، على حساب العمل على حماية الديموقراطية وحقوق الانسان. كنا نشعر بأن ثمة تهكماً عندما كنا نطرح هذه المواضيع المتعلقة بوجود المسيحيين اليوم نشعر باهتمام اكثر ويطرحون اسئلة علينا عن وسائل تحقيق لذلك».
أخذ ملف النفط حيزاً من العلاقة مع الولايات المتحدة، ولا سيما بعد الموقف الاسرائيلي الأخير، وعنه يقول باسيل: «ما تقوم به اسرائيل اليوم في الملف النفطي والمتعلق بلبنان، هو انها تخرّب على الولايات المتحدة، كردة فعل على انفتاح واشنطن على طهران، وعلى الحوارات الدائرة في المنطقة، لخلق اجواء سيئة تؤثر على نية الشركات للاستثمار في لبنان».
هل لدى الاميركيين ثقة بإدارة لبنان لهذا الملف؟ يجيب: «هناك اهتمام عبّر عنه السفير الاميركي وغيره من المسؤولين الاميركيين. أساساً، لقد صدر بيان رسمي عبّر عن ثقة واشنطن بإدارة ملف النفط والشفافية التي تحكم عمل الملف، وهذه اشادة ازعجت بعض اللبنانيين. وحين نرى ان 46 شركة من اكبر الشركات في العالم تشارك في المناقصة، فهذا دليل ثقة».

السابق
صباح لم تتزوج من جديد
التالي
موسى: مبادرة بري تنتظر اللقاء مع السنيورة لوضع سليمان في الاجواء