الأسلحة النووية أداة أميركا للسلام

إعادة التوازن الأميركي إلى منطقة آسيا المطلة على المحيط الهادي ينبغي أن تكون سلمية ومنخفضة التكلفة. ومما يؤسف له أن تهمل بلادنا أحد ملامح الدفاع القومي التي يمكن أن تحقق هذه النتيجة، ألا وهي الأسلحة النووية.

عندما دخلت الخدمة الفعلية كطيار لقاذفة قنابل في نهاية الحرب الباردة، كنت من بين الأشخاص الذين شككوا في مدى أهمية الأسلحة النووية. ومع انتهاء الحرب الباردة ونجاتنا من حرب عالمية نووية، كنت أرى أن الوقت حان للتخلص من السلاح النووي والتركيز على القدرات التقليدية الأكثر ارتباطا. لكنني بدأت أدرك في الآونة الأخيرة الحاجة لقوتنا النووية.

لقد فازت الولايات المتحدة بالحرب الباردة باحتفاظها بقدر معقول من القوة النووية للوقوف في وجه الاتحاد السوفياتي. ودافعت الأسلحة النووية الأميركية عن أوروبا في مواجهة القدرات التقليدية الأكثر تفوقا من الناحية العددية. فكانت الغواصات المزودة بصواريخ وقاذفات القنابل والصواريخ الباليستية العابرة للقارات للقيادة الجوية الاستراتيجية الثالوث النووي الذي أعاق الاتحاد السوفياتي عن الهجوم. كانت هذه القدرات في طليعة استراتيجيتنا الدفاعية وكان لها أولوية سواء في الدعم اللفظي أو التمويل.

توجد القوة النووية الأميركية للحيلولة دون تصاعد مستوى العنف، وهو ما يشكل أهمية خاصة عندما تتجاوز الخلافات بين القوى النووية طاولة الحوار. وعلى الرغم من وقوع عدد من الحروب الصغيرة في دول حليفة خلال الحرب الباردة، فإن المواجهة المباشرة بين القوى النووية دائما ما تتراجع إلى الحوار. وربما تكون الهيئة السياسية الدولية التي نشأت في أعقاب الحرب العالمية الثانية السبب في أننا لم نشهد حربا عالمية ثالثة. بيد أنه من المحتمل أيضا أن تلك الحرب لم تقع لأن التهديد بهولوكوست نووي هو تهديد قوي للغاية. والأكثر احتمالية أنه مزيج من الاثنين.

يجب أن تكون الأسلحة النووية مكونا رئيسا في توطيد السياسة الخارجية الأميركية ذات الصلة. لكن ما يعمل على تراجع المعنويات المطالبة بإزالة هذه الأسلحة. فروسيا والصين والهند وباكستان وإسرائيل وفرنسا وبريطانيا وكوريا الشمالية تجعل من الأسلحة النووية مكونا رئيسا في استراتيجية بلادهم ويعملون على تحديث هذه الأسلحة أو الصواريخ الحاملة لها.

الأسلحة النووية أداة سلام، ويضمن الرجال الطيارون والملاحون بفخر تراجع الصراع النووي عبر الاستعداد لاستخدامها. وربما يشعر الأميركيون بالذنب لامتلاك مثل هذه القدرة الرهيبة لتدمير الحياة، وعلى الرغم من كراهيتهم ربما تكون الأسلحة النووية هي التي أنقذت حياة الكثيرين. ففي يوم السادس من أغسطس (آب) أعتقد الكثيرون ممن عملوا في مشروع مانهاتن أنهم أصابوا العالم باللعنة. ولم يدر بخلدهم أنهم ربما يكونون قد حرروه. ومنذ التاسع من أغسطس، قتل نحو 7 إلى 10 ملايين شخص بسبب الصراع. وقبل تقديم الأسلحة النووية أدت حربان عالميتان إلى وفاة 70 إلى 100 مليون إنسان.

إن المسار المعقول للسلام يبدأ بإدراك أن السلام يمكن تأمينه فقط عبر القوة. والأسلحة النووية تمثل تلك القوة. يجب علينا أن نحصل عليها من خلال التمويل والدعم اللفظي. والقوات المكلفة بضمان مستقبلنا السلمي يجب أن ندرك أنها مهمة، وأن نرى ونشعر أنها كذلك. نحن بحاجة إلى أسلحة جديدة وصواريخ جديدة، ولكن، الأهم من ذلك، أننا بحاجة إلى استراتيجية جديدة تدرك أهمية الأسلحة النووية في تحقيق مستقبل سلمي.

السابق
أوباما وخطة جورج دبليو بوش
التالي
حاجتنا الى الاستعمار