المستقبل: الناجون من عبّارة الموت يعودون إلى شاطئ الحرمان والتقصير الحكومي

تبت “المستقبل ” تقول: فيما الحكومة منهمكة باهتماماتها النفطية، وأعضاؤها غارقون في سجالات واتهامات متبادلة من دون حسيب أو رقيب، عاد الناجون من عبّارة الموت في أندونيسيا إلى أرض الوطن، تسبقهم دموعهم ودموع مستقبليهم في عكار وطرابلس والضنية والمنية وقد اختلطت فيها مشاعر الفرح والحزن في آن، آسفين لمواجهتهم مأساتين: مأساة الغرق ومأساة التقصير الحكومي في متابعة قضيتهم، في وقت أجمع الناجون على توجيه الشكر إلى الرئيس سعد الحريري الذي تابع القضية منذ بدايتها.
يُشار إلى أنّ 68 لبنانياً كانوا على متن العبّارة التي غرقت الجمعة وهي في طريقها إلى استراليا، ونجا 18 من هؤلاء وقد عادوا أمس، في حين انتشلت جثث 28 شخصاً بينهم أطفال ونساء، ولا يزال 22 في عداد المفقودين.
وكانت الطائرة الاماراتية التي أقلّت الناجين الـ18 حطّت قبل ظهر أمس في مطار رفيق الحريري الدولي، حيث أقيم للعائدين استقبال رسمي في صالة الشرف شارك فيه النائب هادي حبيش ممثلاً الرئيس سعد الحريري، وزير الخارجية والمغتربين عدنان منصور، النائب خالد زهرمان ووفد كبير من بلدة قبعيت العكارية ضمّ إمام البلدة وأهالي وأقرباء الناجين وضحايا العبّارة، والنائبان علي عمّار وبلال فرحات اللذان مثّلا الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله.
وقال أحد الناجين عمر المحمود الذي فَقَدَ عائلته: “لقد خسرنا كل شيء، كنت أتمنى على المسؤولين في لبنان أن يولونا أهمية قبل أن نسافر”، فيما قال أحمد كوجا وهو فَقَدَ زوجته الحامل “كنت أعتقد أنني سأستطيع تأمين مستقبل جيّد لي ولزوجتي، إذ بي أعود من دونها”. وقال لؤي بغدادي من منطقة البداوي “رأيت الموت في البحر لكنني كنت أراه أيضاً في طرابلس”، في إشارة إلى أعمال العنف التي شهدتها المدينة في العامين الماضيين.
أمّا أفراح حسن فقالت لـ”المستقبل” لدى وصولها إلى منزلها “واجهنا تقصيراً من المسؤولين وعرفنا أن ليس للبنان قيمة في الخارج وأشكر موفد الرئيس سعد الحريري معتز زريقة الذي أنقذنا من الاعتقال لدى الشرطة وزوّدنا بكل ما نحتاج إليه، وهو الذي تولّى أمرنا”. فيما حمّل الناجي حسين خضر الدولة اللبنانية المسؤولية “لأنـّها دفعتنا للوصول إلى هذه النتيجة، فلا عمل ولا كرامة ولا أمن ولا وظائف”.
أما عمر محمود حراز الذي عاد وحيداً إلى منزل العائلة على ضفّة نهر أبو علي بعدما فَقَدَ زوجته وأولاده الثلاثة فقد قال لـ”المستقبل” انه اختار الهجرة غير الشرعية “باعتبارها أفضل بكثير من البقاء في وطن تحت رحمة قوّة غير شرعية تسفك دماءنا وتسعى للسيطرة على البلد بالقهر لتحرم أطفالنا الأمن والسعادة”.

“حزب الله”
إلى ذلك، أخذ موضوع تشكيل الحكومة الحيّز الأكبر من تصريحات نوّاب “حزب الله” وقيادييه، فاعتبر رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد أنّ “تشكيل حكومة ليس فيها تمثيل حقيقي للقوى الوازنة في البلد أمر غير وارد والحكومة المطلوبة خصوصاً في هذه المرحلة هي الحكومة التي تتمثّل فيها القوى السياسية بحجم تمثيلها الراهن في المجلس النيابي”، فيما رأى عضو الكتلة النائب علي فياض انّ “إصرار الرئيس المكلّف (تمام سلام) على صيغة الثلاث ثمانات بعد الموقف الجنبلاطي الحاسم بات يخالف رأي الأغلبية النيابية وهذا يتناقض مع فلسفة التكليف من قِبَل الأكثرية”. أما نائب رئيس المجلس التنفيذي في الحزب الشيخ نبيل قاووق فقد حمل على فريق 14 آذار معتبراً أنّه يقوم “بدور تعطيلي لكل الدولة وكل الوطن ويعطّل المجلس النيابي وتشكيل الحكومة”، وطالب “بالإسراع بتشكيل حكومة مصلحة وطنية يشارك فيها الجميع حسب نسبة تمثيلهم داخل المجلس النيابي”.

“المستقبل”
وفي هذا الاطار، أكد عضو كتلة “المستقبل” النائب أحمد فتفت أنّ “تيّار المستقبل” لا يضع شروطاً على الدولة والحكومة “لكن لا تحمّلونا ما لا نستطيع تحمّله، فنحن لا يمكن أن نشارك في حكومة تغطي استعمال السلاح ضدّ الشعب السوري وضدّ الشعب اللبناني”، لافتاً إلى أنّ “مقوّمات أي حكومة تبدأ بانسحاب حزب الله من سوريا وأن يعترف بإعلان بعبدا وحياد لبنان، أو أن يؤلفوا حكومة حزب الله مجدّداً وليتحمّلوا المسؤولية أمام الشعب اللبناني وأمام المجتمع الدولي”. وشدد على أنّ “طاولة الحوار هي للبحث بموضوع السلاح والاستراتيجية الدفاعية والتدخّل والتداخل في سوريا وليست للبحث بصلاحيات رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلّف”.
وبدوره، أكد عضو الكتلة النائب نهاد المشنوق أنّ “الثلث المعطّل بدعة غير منطقية”، داعياً في الوقت نفسه “إلى تأليف حكومة بأسرع وقت ممكن لأنّ الانتظار لن يفيد، وأنّ المطلوب اليوم لمعالجة هموم الناس وملف اللاجئين السوريين الضاغط حكومة مؤلفة من وزراء تكنوقراط”، وشدّد على أنّ “الصراع القائم في سوريا والذي يمتد إلى لبنان لن يسمح بتأليف حكومة وفق القواعد التقليدية، وأنّ حزب الله لا يريد تشكيل حكومة جديدة”.

جعجع
أمّا رئيس حزب “القوّات اللبنانية” الدكتور سمير جعجع فرأى أنّ “الوقت حان لتشكيل حكومة تهتم بمصالح اللبنانيين، فحرام أن يبقى البلد في حالة من الجمود والانتظار”، وتوقع “ضغوطاً متزايدة وكبيرة في الأسابيع المقبلة توصلاً إلى تشكيل حكومة تلبّي طموحات الناس وتهتم بشؤون الوطن والمواطن”، ولفت إلى أنّه “ليس قلقاً من انفجار أمني كبير كما يصوّره البعض”.
أحمد الحريري
إلى ذلك، أكّد الأمين العام لـ”تيّار المستقبل” أحمد الحريري، “أنّ لبنان يواجه أفقاً سياسياً مسدوداً، وأنّ تأثير الأزمة السورية لم ينجم عنه هزّ الاستقرار اللبناني فحسب، بل انّه يهدّد وجود لبنان كمجتمع متجانس وموحّد من خلال شلّ المؤسسات والتغاضي عن موجبات الدستور مرّات عدّة، بينما يستمر حزب الله في تجاهل سياسة النأي بالنفس وإعلان بعبدا، عبر قراره بأن يكون رافعة للنظام السوري من خلال إرسال الآلاف من مقاتليه للقتال كمرتزقة في الحرب ضدّ الشعب السوري”. ولفت خلال حفل عشاء أقامته على شرفه مؤسسة المستقبل الأميركية اللبنانية في فندق جورج تاون في واشنطن إلى أنّ “الحرية السورية لن تتحقّق من خلال جبهة النصرة، أو الدولة الإسلامية في العراق والشام، لأنّ الجماعات المتطرّفة ونظام الأسد وجهان لعملة إرهاب واحدة”.

السابق
الديار: عتاب بلهجة صريحة للخليجيين لبنان لا يستأهل المقاطعة
التالي
اللواء: العائدون من الموت يكشفون المستور عن الكارثة والمافيات