الشرق: 8 اذارالتأليف لا يسير بوضع الشروط والحواجز والمطلوب مقاربة اخرى

كتبت “الشرق ” تقول :فيما تترقب الدوائر السياسية اللبنانية، مفاعيل اجتماع البنك الدولي اليوم على الصعيد الداخلي، لاسيما ملف النازحين السوريين، اطلقت مواقف وتصريحات للقوى السياسية اتخذت منحى تصعيديا على محورين متناقضين: تشكيل حكومة جديدة بدفع من قوى 14 اذار، وتعويم الحكومة المستقيلة من بوابة الملف النفطي، بدعم من قوى 8 اذار. وسط هذه الاجواء، اكتملت استعدادات الوفد اللبناني الذي يشارك في إجتماعات البنك الدولي في واشنطن وبعدما غادر حاكم البنك المركزي رياض سلامة بيروت الخميس الفائت، غادر يوم السبت وزير الإقتصاد والتجارة نقولا نحاس ووزير المال محمد الصفدي لينضما مع سلامة وعدد من الخبراء الى وفد لبنان في افتتاح اعمال المؤتمر اليوم.
وكان الإجتماع الذي عقد السبت في القصر الجمهوري في بعبدا برئاسة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان خصص لوضع خطة عمل لمتابعة تنفيذ مقررات بيان “المجموعة الدولية لدعم لبنان” الذي انعقد في نيويورك. وناقش المجتمعون مقررات المؤتمر والصيغ المطروحة كخريطة طريق لترجمتها وأجروا تقويما لنتائج المؤتمر فوضعوه في إطار اربعة محاور وفق ما ذكرت “وكالة الانباء المركزية” وهي:
– خطة توزيع اعباء كلفة النازحين والدول التي ستشارك لبنان هذه الأعباء ومده بالمساعدات الضرورية في وقت شكل فيه مؤتمر جنيف مناسبة لظهور التردد الدولي في هذا المضمار.
– رد قسم من النازحين الى الأراضي السورية التي استعادت هدوءها، إن في تلك التي سيطر عليها النظام سيطرة تامة او العكس وباتت تنعم بنوع من الهدوء.
– تنفيذ خطة الإستيعاب التي باشرت فيها بعض الدول الغربية مثل المانيا والسويد وامكان توسيع مروحة هذه الدول مع احتمال ضم دول قادرة الى الخطط بإمكانها تأمين عيش النازحين في الفترة الإنتقالية، تمهيدا لعودتهم الى بلادهم.
– كيفية تحصيل المساعدات التي تقررت في مؤتمر نيويورك في خطوطها العريضة والتعويض على لبنان جراء الأضرار التي لحقت به منذ اندلاع الثورة في سوريا على المستويات الأمنية والإقتصادية والتربوية والصحية ومختلف اشكال المساعدات التي فرضها النزوح الكثيف على لبنان واللبنانيين.
وسط هذه الاجواء، حسمت قوى 14 اذار قرارها نحو تشكيل قوة ضاغطة تدفع نحو تأليف الحكومة من خلال رفع وتيرة المواقف واستنفار وسائل الاعلام والقوى السياسية والطالبية والعمالية. وقال منسق الامانة العامة لهذه القوى فارس سعيد في تصريح عن هندسة متكاملة تجري دراستها وتتداول في سلسلة اجتماعات واتصالات داخلية، بهدف الضغط لتشكيل الحكومة في اسرع وقت، لان من غير الجائز ان يستمر لبنان بعد الان من دون حكومة، داعيا الرئيسين ميشال سليمان وتمام سلام الى التحرك والاقدام من دون تلكوء او الاختباء خلف مقولة “ما فينا” و”شو بيطلع بايدنا” لان البلد “ما عاد فيه”. وجدد التذكير بثوابت قوى 14 اذار للتشكيل: انشاء حكومة في اسرع وقت، ارتكاز البيان الوزاري الى “اعلان بعبدا”، تحييد لبنان وانسحاب حزب الله من سوريا، عدم وضع شروط من قبل اي طرف اي لا ثلث معطلا ولا معادلة جيش وشعب ومقاومة.
في المقابل، شدد وزير الدولة لشؤون التنمية الادارية محمد فنيش في حديث لـ “المركزية” على ان الرئيس المكلف وضع لنفسه قواعد، او وضعوا عليه قواعد وامامه شروط وكل هذه الفترة لم ينجح في تشكيل الحكومة، فصار لزاما اعادة النظر في الموضوع برمته، والمطلوب ازالة التعقيدات لتسهيل التشكيل، فتأليف الحكومة لا يسير بوضع الشروط والحواجز، لا فيتو على احد ولا حكومة من لون واحد ولا هيمنة من احد على الحكومة، فالكلام عن ثلاث ثمانات او غيرها من الشروط لم يعد صالحا، لانه لم يخدم في التشكيل، لذلك المطلوب اعادة النظر والذهاب في اتجاه مقاربة اخرى”.
وفي اطار المتابعة لما يجري على الساحة الداخلية، كشفت مصادر سياسية عن اتصالات ولقاءات تجري على اكثر من مستوى، بعضها لا يزال مباشرا او بالواسطة على مستوى القمة وبعضها انبثقت عنه لجان تجتمع بعيدا من الاعلام. وتوقعت ان تفرز هذه الاجواء الجديدة على الساحة السياسية وضعية تختلف في ابعادها ومراميها عما هي عليه اليوم من تكتيك حتى انه يمكن القول فيها انها ذات ابعاد استراتيجية.
وربطت المصادر بين هذا التوجه السياسي الجديد على الساحة السياسية وما افرزه من تقارب بين قطبي جبل لبنان المسيحي العماد ميشال عون والدرزي وليد جنبلاط وبين التحالفات الجديدة التي بدأت ترتسم معالمها في العالم والمنطقة والتي بدورها قد تدفع بتوسيع اطار التحالفات المحلية الجديدة. ولم تسقط المصادر من حساباتها الكلام الايجابي لرئيس تكتل التغيير والاصلاح عن رئيس تيار المستقبل الرئيس سعد الحريري ودعوته للعودة الى البلاد. اما على خط العلاقة بين رئيس التيار الحر والمردة النائب سليمان فرنجية، فأكدت المصادر ان الغيوم التي استجدت اخيرا في افق الجانبين قد امكن للوسطاء تبديد معظمها وان الامور قد تكون في طريق العودة الى ما كانت عليه، والحديث على هذا الصعيد بدأ يلامس امكان عقد لقاء بين عون وفرنجية في منزل احد الاصدقاء المشتركين قبل ان يعود فرنجية لاستئناف زياراته المعتادة الى الرابية.
الى ذلك، وجه وزير المال محمد الصفدي كتابا الى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي طلب فيه الموافقة الاستثنائية على توفير المبالغ اللازمة لتسديد حصة لبنان من موازنة المحكمة الدولية لسنة 2013 على ثلاث دفعات واوضح ان المبلغ الاجمالي لمساهمة لبنان هو 58 مليار ليرة. واشارت مصادر مواكبة لـ”المركزية” الى ان مجموعة عوائق قانونية ودستورية تواجه الحكومة المستقيلة وتجعل لبنان عاجزا عن الوفاء بالتزاماته المالية، معتبرة ان الاساليب الملتوية لتسديد مساهمة لبنان في نفقات المحكمة لا تنفع، وان حكومة تصريف الاعمال لا تعني انتفاء السلطة الاجرائية.
في المحور الاقليمي ?الدولي، لفت كلام بارز للمرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية الايرانية علي خامنئي اطلقه خلال حفل تخريج دفعة من ضباط الجامعات التابعة للجيش الايراني، اذ انتقد قسما من زيارة الرئيس حسن روحاني الى الولايات المتحدة الاميركية، معتبرا “ان بعض ما حدث في نيويورك لم يكن في محله”. واذ رحب بنهج حكومة ايران الديبلوماسي، اعتبر ان الادارة الاميركية غير جديرة بالثقة وغير منطقية ومتغطرسة وناقضة للعهود وتقع تحت سيطرة الصهيونية العالمية واعرب عن تشاؤمه بشأن الاميركيين متوعدا برد قاس على التهديدات المثيرة لـ”الاشمئزاز” ضد ايران.

السابق
اللواء: العائدون من الموت يكشفون المستور عن الكارثة والمافيات
التالي
الأخبار: ميقاتي مع الجلسة النفطيّة شرط الإجماع