مداجن حاصبيا والعرقوب: الكيمياوي يضرب الأسعار

اتّسعت مهنة "تربية الدجاج" في حاصبيا والعرقوب، حتى أصبحت ركيزة في تنمية المنطقة. أصحاب مزارع الدجاج إشتكوا لـ"جنوبية" من "مزارع تستعمل الكيماويات في العلف، وتخفض سعر الدجاج" في منافسة غير مشروعة.

في راشيا الفخار يمتلك زهير دعبوس واحدة من أرقى مزارع منطقة الخريبة. وهو روى لـ”جنوبية” كيف كانت تربية الدجاج في الماضي “تقتصر على البيوت، في حاصبيا والعرقوب في أيامنا هذه اتخذت وجهاً تجارياً، شأنها شأن أي تجارة بهدف الاستقرار في الأرض. كما أنها تساعد على تأمين مدخول إضافي للفلاحين”.

مدجنة دعبوس كبيرة تحتوي على أكثر من سبعين ألف طير، وهي تشغّل 10 عمال من الجنسية السورية. وهي تجارة مكلفة إذ أنّ ثمن طن أعلاف الطيور يقارب 700 دولار أميركي: “والطن لا يكفي أكثر من يومين في حجم مزرعتنا، والمياه في المزاريب لا تكفي أكثر من ساعة نظراً للعدد الكبير، ونقوم بفصل عدد كبير من الصيصان بعد مضي عشرين يوماً ونعمل على رش المدجنة بالمبيدات. كما نرش المياه بالمطهرات، وهنا لا بد من الإشارة أننا لا يمكننا نقل الدجاج دفعة واحدة وإن أكثر ما يهم مربِّي الدجاج هو الاهتمام الصحي بهذه الطيور”.

واستكمل دعبوس حديثه عن الأمراض التي تصيب الدجاج “مثل مرض الإسهال الأحمر وهو يصيب الدجاج على مختلف الأنواع، ولا سيما الصيصان وهذا المرض ينتقل من طير إلى طير بواسطة الماء والحشرات التي تنمو في زبل الدجاج (السلح)، خصوصا إن كانت فرشة النشارة رقيقة وهذا عامل مساعد على دخول الرطوبة أيضاً لذلك يتوجب على أصحاب المزارع تنظيف المزرعة من النشارة كل يومين على الأكثر لضمان صحة الصيصان والدجاج”.

أما خالد عبد العال، صاحب مزرعة دواجن في حلتا التابعة لكفرشوبا، فيعتبر أنّ “باب النجاح يبدأ في التدفئة والتبريد اللازمين لضمان حياة الصيصان”. ويضيف: “يجب نقل الصيصان كل 3 أيام ورشّ المدجنة بالأدوية لقتل القمل والحشرات المضرة التي تتغلغل تحت النشارة، حتى لا تتغلغل إلى تحت ريش الدجاج. وبما أن مزرعتنا في الجبل وترتفع عن سطح البحر أكثر من 1000 متر، لا بد من اعتماد المدفأة بعد منتصف الليل في تربية الدجاج، فهي بمثابة ميزان حرارة وتلعب دوراً رئيسياً في حماية الصيصان التي لم تبلغ يومها العشرين”.

ويتابع عبد العال، الذي يملك أكثر من 10 آلاف طير: “قبل عملية نقل الصيصان يجب جرف فرشة النشارة من تحت الصيصان التي هي من نشارة الخشب، وهذه الفرشة يجب أن لا تقل سماكتها عن 5 سنتم، وخالية من المسامير فالصيصان التي لم تكن قد بلغت لا تستطيع تحمل شدة درجة الحرارة المرتفعة أو البرودة الزائدة.

أما السيد لبيب محمود الحمرا، من مدينة حاصبيا، فيملك مدجنة في منطقة الخريبة أيضا في خراج راشيا الفخار. وهو يأسف، في حديث لـ”جنوبية”: “لغياب الرقابة من قبل الدولة، إذ ليس هناك من خطة مطابقة للمواصفات القانونية والصحية، في عملية إنشاء مزارع الدواجن”.

أما عن تربية الصيصان فقال: “حتى لا تحمل جراثيم تتغلغل فيها الأمراض يجب أن تكون المدجنة مستوفية الشروط: بعيدة عن بيوت السكن وأن تكون مساحتها كبيرة تسهل الراحة للدجاج وهذه المزارع يلزمها أكثر من عامل دائم للعناية وحمايتها من الثعلب والنمس والأفاعي والعقارب والجرذان”.

ويشتكي الحمرا من “مزارع للدواجن أنشئت دون المواصفات ولا تؤمن المتطلبات الفنية، في ظلّ غياب الرقابة الصحية الرسمية، وأصحابها يخفضون أسعار الدجاج بسبب تدنّي كلفة الإنتاج لديهم، بواسطة إطعام الصيصان الذرة مجبولاً بالمواد الكيميائية”.

نصيحة

ويشتكي سمير يوسف، الذي يمتلك مزرعة في خراج بلدة الماري على بعد 300 متر من الحدود اللبنانية الفلسطينية، من “ارتفاع أسعار الأعلاف والأدوية وبدل إيجار العمال، وتدنّي سعر الدجاج”.

السابق
الحزب الشيوعي المهزوم من الداخل والخارج
التالي
القنبلة النووية الإيرانية خلال عام