الشرق: بان كي مون يجدد الالتزام بسيادة لبنان ووحدة اراضيه

كتبت “الشرق” تقول: تترقب الساحة اللبنانية الداخلية مفاعيل تحصينية لجولة نائبة رئيس البنك الدولي انغر اندرسون على كبار المسؤولين اللبنانيين، ودخولها دورة ترجمة مفاعيلها المرتقبة اعتبارا من الاسبوع المقبل في الاجتماع السنوي للبنك بمشاركة وفد لبناني، علها تعوض على لبنان الخسارة التي مني بها بفعل ثقل ملف النازحين على المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والامنية، في ضوء ازدياد اعدادهم في شكل غير مسبوق باقرار وزير الداخلية والبلديات العميد مروان شربل الذي اعلن ان عددهم الرسمي بلغ مليون و175 الفا، في حين تقدر الاحصاءات وجود ضعف هذا العدد اذا ما اخذ في عين الاعتبار دخول شريحة واسعة عبر المعابر غير الشرعية مضافة الى العمال السوريين الموجودين في لبنان.

وأمس رأس الرئيس ميشال سليمان اجتماع عمل تم في خلاله وضع خطة عمل لمتابعة تنفيذ مقررات بيان المجموعة الدولية لدعم لبنان الذي عقد في نيويورك الاسبوع الفائت.
ونقلت “وكالة الأنباء المركزية” عن اوساط اطلعت على مداولات الاجتماع ان الرئيس سليمان والمستشارين قيموا حصيلة اجتماعات نيويورك ونتائجها المترتبة على المستوى السياسي والاهمية التي اكتسبها لناحية تأكيد استمرار مظلة الاستقرار الدولية للساحة اللبنانية وكيفية تفعيل الخطوات مع الدولة الضامنة لهذا الاستقرار والمؤيدة لاعلان بعبدا. وتم تحديد الالية الواجبة وسبل المتابعة لتفعيل المقررات.
وليس بعيدا، جدد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون تأكيد الالتزام بسيادة لبنان ووحدة اراضيه ودعمه في المجالات كافة سياسيا واقتصاديا وشدد على متابعة ما تم التوصل اليه من نتائج في خلال اجتماع نيويورك وتنفيذها. ونوه امام رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الذي زاره في مقر الامانة العامة في نيويورك في حضور مندوب لبنان لدى الامم المتحدة السفير نواف سلام، بسياسة النأي بالنفس التي شكلت الخيار الافضل لابعاد لبنان عن تداعيات ازمة سوريا ومخاطرها وتمنى ميقاتي استكمال نتائج الاجتماع بسلسلة خطوات عملية لدعم لبنان في مواجهة التحديات الاقتصادية التي يعاني منها ودعم الجيش اللبناني لتطوير قدراته.
ووسط الانهماك السياسي بالوعود المالية الدولية يختتم الاسبوع على عودة الناجين من حادث العبارة الاندونيسية المتوقعة مبدئيا غدا الاحد، بعدما انجزت البعثة اللبنانية الاجراءات القانونية والضرورية لعودتهم وامنت بطاقات السفر على ان يغادر المساجين اللبنانيون الستة الذين تجاوزوا مدة الاقامة اندونيسيا يوم الثلاثاء المقبل برفقة الوفد الرسمي اضافة الى خمسة من اللبنانيين الذين لم يصعدوا الى العبارة وارتضوا العودة الى لبنان.
وفي ملف تأليف الحكومة، ذكرت “المركزية” نقلا عن مصادر قيادية بارزة في 8 اذار ان زيارة موفدي 8 اذار الى المصيطبة ستتم وسيعلن عنها في الاعلام بعد حصولها وهي تأتي في سياق تبليغ الرئيس المكلف تمام سلام موافقة قواها كافة على صيغة الـ9-9-6، ودعت في المقابل قوى 14 اذار الى “اطلاق موقفها الواضح من الصيغة وملاقاة ايجابيتها من اجل تسهيل التأليف وليس سوق الاتهامات يمينا ويسارا”. واستغربت المصادر “ما تردد في الاعلام عن ربط موافقة تيار المستقبل قبوله بصيغة الـ9-9-6 بانسحاب حزب الله من سوريا، ورأت فيها شروطا تعجيزية امام الرئيس المكلف ومحاولة ربط الملف الحكومي بالازمة السورية”، كما ابدت دهشتها من “اعادة طرح صيغة الحكومة الحيادية المصغرة”، واعتبرت انه “طرح صادر عن كائنات تعيش في كوكب آخر وخارج التطورات او انها لم تصدق بعد ان مشروعها فشل، وان الرهانات في سوريا سقطت والمنطقة مقبلة على تسوية كبرى وعليها تقبل الخسارة وثمنها المرتفع”.
الا ان اوساط الرئيس سلام نفت علمها بزيارة وفد 8 اذار للمصيطبة، واكدت ان لا مواعيد في اجندة استقبالات الرئيس المكلف لاي موفد من هذه القوى اقله حتى صباح اليوم.
إلى ذلك، كشفت مصادر في قوى “14 آذار” عن إجتماع “غيرمخطط له” عُقد في باريس منذ ايام، ضمّ شخصيات سياسية في هذه القوى من بينها الرئيس فؤاد السنيورة، النائب مروان حماده ومنسق الامانة العامة لقوى “14 آذار” النائب السابق فارس سعيد. ورجحت المصادر ان يكون هذا الاجتماع اسس لخطوة تشكيل وفد من هذه القوى ليجول على كبار المسؤولين لحضهم على اتخاذ ما يلزم لتسريع تشكيل حكومة حيادية. وبالتوازي، تسارعت وتيرة الاتصالات على خط قيادات 14 اذار لدفع هذا المسار قدما على قاعدة ان ارتباط هذا الملف بالمحاور الاقليمية اثبت عقمه وبات يوجب تحركا سريعا لاخراجه من عنق الزجاجة.
إلى ذلك، سجل حراك نسبي في ملف المخطوفين تمحور بين المديرية العامة للامن العام وقصر بعبدا، اذ استقبل اللواء عباس ابراهيم سفير تركيا ايان اوزيلديز وعرض معه التطورات المتصلة بملف المخطوفين اللبنانيين في اعزاز والطيارين التركيين، ثم زار ابراهيم الرئيس ميشال سليمان واطلعه على مسار الاتصالات والمشاورات في شأن مخطوفي اعزاز.
وقالت مصادر مطلعة على تفاصيل الملف ان الجهود اللبنانية الرسمية لا تتوقف ولا توفر سبيلا الا وتلجأ اليه للمساعدة على انهاء فصول هذه المأساة الممتدة على مدى اكثر من سنة وخمسة اشهر والموظفة في بازار السياسات المتداخلة اقليميا. واوضحت ان اللواء ابراهيم الذي زار المانيا مطلع الاسبوع الفائت ادرج على جدول اعمال محادثاته مع كل المسؤولين الامنيين بند المخطوفين في اعزاز وهو يضعه في صلب محادثاته في كل لقاءاته مع مختلف المسؤولين الامنيين الدوليين وخصوصا في الدول الممكن ان تساعد في اي ملف له علاقة بلبنان من اعزاز الى المطرانين بولس يازجي ويوحنا ابراهيم وغيرها.
واذ اشارت الى ان العمل جار ضمن اطار الديبلوماسية السرية للوصول الى الملف بخواتيمه المرجوة، لفتت الى ان المفاوضات مستمرة بعيدا من الاضواء بجهود مشتركة والنتائج المحققة ستعلن في حينها.

السابق
اللواء: طهران تسعى لمحادثات مع السعودية تشمل لبنان والعراق وسوريا
التالي
الأخبار: فاسدون ومأجورون يقبرون النفط