الاكتشافات النفطية سبب الحرص الدولي على الاستقرار؟

ترتفع دائما توقعات اللبنانيين عند كل مناسبة او حدث يتصل بالوضع اللبناني لا سيما ببعده الاقتصادي، وهذه كانت حال النظرة الى اجتماع «مجموعة الدعم الدولية للبنان»، علما ان التوقعات الكثيرة ماليا واقتصاديا كان يعرف سلفا انها ليست في محلها وان الاهم هو البعد السياسي.
ويرى مصدر مواكب «انه من المفيد الاضاءة على جوانب لم يتم التطرق إليها وهي على صلة بالاهتمام الدولي بلبنان في هذا الظرف بالذات، خصوصا ان اهمية ما حصل في نيويورك ان روسيا والصين واميركا وفرنسا وبريطانيا الذين قد يختلفون على اي موضوع في العالم، صاروا متفقين على تحييد لبنان واستقراره، وهذا امر مهم جدا يفترض من الجميع في الداخل والاقليم قراءته، وتحديدا السعودية وايران، والا لماذا تجتمع هذه الدول المقررة على مستوى العالم للتأكيد على الاستقرار في لبنان، وهي غير مجبرة على ذلك؟».
ويقول المصدر: «ان الاشارات الدّالة على هذا التوجه الدولي برزت قبل انعقاد الاجتماع في نيويورك، وتحديدا خلال اجتماع رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان مع سفراء الدول المعنية في المقر الصيفي للرئاسة في بيت الدين، حيث اكد السفراء على اهمية الحفاظ على الاستقرار في لبنان وحرص بلادهم على هذا الامر، ولفت حينها ان السفير الروسي الكسندر زاسبكين كان من اشد الداعين لتحييد لبنان والنأي بالنفس والالتزام باعلان بعبدا، وهذا في غاية الاهمية، لأن ما يهم لبنان هو ان يكون استقراره وتحييده محل توافق دولي شامل».
ويضيف المصدر: «ان اهم ما حصل في نيويورك هو رسالة الدعم السياسي للبنان، وحرص واجماع اعضاء مجلس الامن الدائمي العضوية على استقرار وتحييد ودعم لبنان، اما فكرة الاجتماع، فلبنان وتحديدا رئاسة الجمهورية هي التي طرحته، وكان السفير ناجي ابي عاصي هو المحرك والناشط على جبهته قبل حصوله، وكذلك في ايصاله الى نتائجه المرجوة في ظل الثقة الكبيرة التي يحوزها من رئيس الجمهورية. فبعدما طلب لبنان المال لمساعدته في تحمل عبء النازحين السوريين لم يأت هذا المال والازمة استمرت بالتفاقم، وجاء من يقول إن الاموال لا تأتي عبر المؤتمرات لأنه غالبا ما تعلن الدول عن تخصيص مبالغ معينة ولا يدفع كامل المبلغ لاحقا، وكثر قالوا إن لبنان لديه مشكلة في ادارة اموال المساعدات اذ ليس لدى الدولة ادارة مختصة بهذا الامر، فكانت فكرة الاستعانة بـ(UNDP) لكنها لم تكن كافية، وكانت فكرة الصندوق الائتماني بالتنسيق مع الحكومة اللبنانية وهذا محل قبول، لانه عندما تكون الاموال بيد البنك الدولي وهو الذي يديرها بالتنسيق مع الحكومة يصبح هناك حظ اكبر للحصول على الاموال، وتطورت الفكرة عبر طرح السؤال هل يكون الاجتماع للبحث في ازمة اللاجئين أم يخصص للبنان كدولة؟ وكان الجواب انه لا شك هناك اعباء للأزمة السورية ولكن ما يهمنا لبنان المتضرر في كل القطاعات، فكان الاجتماع بصيغته التي خرج بها والذي سيستكمل بجهود متواصلة».
والسؤال الذي يطرح، لماذا المجتمع الدولي، وتحديدا الدول الكبرى تريد الاستقرار في لبنان الى هذا الحد؟
يوضح المصدر «حقا انه لأمر لافت، ولكن اذا بحثنا في الحقيقة المخفية يتبين انه لولا الاكتشافات النفطية والغازية لما كان لبنان محط هذا الاهتمام، لأنه كلما التقيت مع ديبلوماسي او وفد اجنبي يفتتحون الحديث عن هذا الموضوع. كما انه من غير المستبعد على الاطلاق ان من اسباب الاصرار على الحوار مع حزب الله من قبل الغرب، وتحديدا الاوروبيين، والتواصل معه هو النفط، وهذا امر فيه دهاء، لأن الدول مهما كانت اولوياتها تبقى مصالحها واموالها اولوية الأولويات، وكذلك الناس تطمح الى الاستقرار لتحقيق الارباح والرخاء… فتش عن النفط المكتشف تكتشف الحرص على الاستقرار في لبنان، وعلى اللبنانيين ان يحسنوا كيفية الاستثمار في كل الاتجاهات».

السابق
قرار لبناني عنوانه العريض منع انهيار “فتح” للحيلولة دون وقوع المخيمات في قبضة المتشدّدين!
التالي
الجميّل: حزب الله اليوم كسوريا 1988