البناء: ملفّ النفط إلى الواجهة.. العدو يتحرّك والدولة غائبة

البناء كتبت : رغم حساسية الاستحقاقات الداهمة محلياً من الملف الأمني إلى مأزق تشكيل الحكومة وصولاً إلى أزمة تدفق النازحين السوريين انتقل إلى واجهة الاهتمامات السياسية وحتى الرسمية موضوع ثروة لبنان من النفط والغاز في المياه الإقليمية من البحر المتوسط على خلفية تكشّف المزيد من المعطيات عن نيات كيان العدو «الإسرائيلي
المبيّتة بسرقة أجزاء كبيرة من ثروة لبنان في ظل عدم اكتراث بعض المعنيين في الدولة والحكومة لما تخطط له «إسرائيل لسرقة هذه الثروة.
في موازاة ذلك يسعى رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو ليكون موضوع الغاز والنفط بنداً رئيساً في محادثاته مع المسؤولين الأميركيين بخاصة نائب الرئيس جو بايدن من بوابة دعوة واشنطن إلى ممارسة الضغوط على لبنان لكي يغض النظر عن سرقة إسرائيل لثروته في ما يسمى المنطقة الجنوبية من المتوسط بل إن المعلومات تشير إلى أن نتنياهو جاهر بوقاحة بأن لكيان «العدو الحق في استخراج ما تختزنه المنطقة الجنوبية من غاز ونفط. وهذا الأمر أشارت إليه بوضوح أيضاً صحيفة «غلوبس الاقتصادية.
واللافت أنه وفي حين تستدعي مصلحة لبنان الإسراع في تلزيم «بلوكات الغاز والنفط حتى لا تلجأ «إسرائيل إلى التنقيب والسرقة نرى أن بعض المعنيين وفي الدرجة الأولى رئيس الحكومة المستقيل نجيب ميقاتي يصرّون على تأجيل عملية التلزيم بحجة أن الحكومة مستقيلة ولا تستطيع الاجتماع وإقرار هذه العملية بينما الدساتير والقوانين وضعت لخدمة الناس والأوطان.
وفي هذا السياق لاحظت كتلة الوفاء للمقاومة في بيانها أمس أن مرفق النفط والغاز بات مهدّداً بالقرصنة «الإسرائيليةعبر محاولات العدوّ فرض وقائع وإجراءات لدى بعض الدول الأمر الذي يعيق قدرة لبنان على الاستثمار. أضافت أن مصلحة البلاد العليا تقتضي وطنياً عقد جلسة خاصة لحكومة تصريف الأعمال لإقرار ما يلزم في هذا المجال.
لا حكومة في المدى المنظور أما في الشأن الداخلي فإن الأمور تسير في الحلقة المفرغة سواء ما يتعلق بتشكيل الحكومة أو الحوار أو المساعدات الدولية الموعودة لدعم لبنان في إيواء النازحين السوريين. وبحسب معطيات مصادر سياسية عليمة فإن عملية تأليف الحكومة عالقة في «عنق الزجاجة ولا يبدو في الأفق ما يؤشر إلى حصول حلحلة فيها وتعيد المصادر تفاقم أزمة التأليف إلى أمور ثلاثة:
ـ الأول أن ما كان يتم تداوله بحصول تقارب سعودي ـ إيراني لن يتم في الوقت القريب فالرئيس الإيراني حسن روحاني لن يزور السعودية في «زيارة الحج التي دعي إليها من ملك السعودية عبدالله بن عبد العزيز لأن إنجاح الزيارة يحتاج إلى تحضيرات وتوافقات حول الملفات الخلافية.
الثاني: أن فريق «14 آذار ليس في وارد تسهيل تشكيل الحكومة قبل رفع الاعتراض السعودي عن حكومة الوحدة الوطنية وتالياً فـ«الفيتو من قبل الرياض ما يزال قائماً وهو ما ظهر في تأجيل زيارة رئيس الجمهورية إلى السعودية.
الثالث: أن الرئيس المكلف تمام سلام «حشر نفسه ضمن دائرة ضيقة تتلخص بعدم قدرته على السير بحكومة وحدة وطنية طالما أن السعودية ترفض هذا الخيار.

وتكشف المصادر في هذا السياق أن الاتصالات في شأن عملية التأليف شبه مجمدة خصوصاً بعد تجميد النائب وليد جنبلاط حركة اتصالاته في هذا الخصوص بينما الرئيس بري ينتظر اللقاء الثاني مع رئيس كتلة «المستقبل فؤاد السنيورة وقد وضع رئيس الجمهورية في أجواء الاتصالات التي قام بها حول مبادرته.
وتخلص المصادر إلى القول إنه ما دامت المواقف على حالها منذ عملية التكليف فلا إمكانية لحصول حلحلة في الملف الحكومي قبل توفّر متغيرات على الصعيد الإقليمي من شأنها أن تدفع بالمعرقلين داخلياً وفي الأساس قوى «14 آذار
إلى تسهيل التأليف.

مصدر وزاري:

العُقد لا تزال هي نفسها ورأى مصدر وزاري لـ«البناء أن مرحلة المراوحة والشلل ربما تطول أسابيع أو أشهراً إضافية عازياً سبب ذلك إلى الارتباط العضوي بين الوضع الداخلي اللبناني والمشهد الإقليمي الذي يكتنفه الغموض.
ومن هذا المنطق استبعد المصدر ولادة قريبة للحكومة وقال إن العقد التي أعاقت التأليف منذ التكليف لا تزال على حالها لا بل ازدادت تعقيداً في ظل استمرار فريق الرابع عشر من آذار الرهان على متغيرات خارجية ومناصَبَة العداء لفريق سياسي فاعل له دوره البارز في لبنان.
وأعرب المصدر عن مخاوفه من أن يساهم الشلل الحاصل في تأزم الوضع المعيشي والاقتصادي في ظل ازدياد عدد النازحين من سورية وغياب أية خطة لمعالجة هذا الأمر.
خروقات جديدة لقوات الاحتلال «الإسرائيلي
في هذا الوقت تواصل قوات الاحتلال «الإسرائيلي خروقاتها اليومية جواً وبراً وبحراً فأقدمت دورية «إسرائيلية مؤللة صباح أمس على اجتياز الشريط التقني مقابل الوزاني وقامت بأعمال حفر ورفع سواتر ترابية كما قامت قوة أخرى من سلاح الهندسة في محور بركة النقّار إلى الجنوب من شبعا بتمهيد الأرض وفلشها بالحصى في موازاة السياج الحدودي وكذلك قام زورق حربي صهيوني بخرق المياه البحرية للبنان في مقابل الناقورة.
وكانت قوة مشاة «إسرائيليةاجتازت عصر أول من أمس الخط الحدودي في مرتفعات جبل الشيخ وعملت على ملاحقة أحد رعاة الماشية من بلدة شبعا ولمسافة 300 متر داخل المناطق المحررة.
وقد رفع لبنان شكوى عاجلة إلى الأمم المتحدة على هذا الخرق الفاضح.

السابق
اللواء: أندرسون تستطلع احتياجات لبنان وميقاتي يلتقي بان كي مون
التالي
المستقبل: بدء إجراءات ترحيل الناجين من غرق العبّارة الإندونيسية