الاخبار: تحرّك آذاري نحو سليمان

كتبت الاخبار: في ظل انتظار تطورات إقليمية تسمح بالتقدم في مسار تأليف الحكومة، قررت 14 آذار ملء الوقت الضائع بتشكيل وفد ليلتقي الرئيسين سليمان فرنجية وتمام سلام، لمطالبتهما بتأليف حكومة غير سياسية. مبادرة حتى بعض المشاركين في صياغتها لا يرون أي جدوى منها
شكلت قوى 14 آذار وفداً لزيارة رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس الحكومة المكلف تمام سلام من اجل البحث معهما في الاسراع في تشكيل حكومة حيادية.
وعلمت «الاخبار ان اتصالات جرت في الساعات الاخيرة بين جعجع والرئيس سعد الحريري والرئيس فؤاد السنيورة من اجل تحريك العجلة الحكومية وابلاغ سليمان وسلام تأييد قوى 14 آذار حكومة غير سياسية.
ومن المقرر ان يعلن جعجع في اطلالة تلفزيونية الاثنين المقبل سلسلة خطوات سياسية تستكمل هذا التحرك.
في المقابل أكدت مصادر سياسية معنية بالاتصالات الحكومية لـ «الاخباران الوضع الحكومي مجمد حالياً، وان الوضع مرشح للاستمرار على حاله حتى بعد عيد الاضحى. كذلك قللت مصادر في تيار المستقبل من جدوى تواصل التيار والقوات مع الرئيسين سليمان وسلام، مشددة على أن تأليف الحكومة ليس مرتبطاً بنية الرئيسين، بل بأن «الحكومة يجب ألا تؤلّف وفقاً لقواعد ما بعد اتفاق الدوحةوأشارت مصادر أخرى في قوى 14 آذار إلى أن ما يحول اليوم دون تأليف الحكومة محصور في مشاركة حزب الله في القتال في سوريا.
في المقابل، طالبت كتلة «الوفاء للمقاومة، بعد اجتماعها الاسبوعي أمس القوى السياسية «بتحمل مسؤولية مراجعة حساباتها وفتح آفاق المصالحة لتشكيل حكومة جامعة، معتبرة ان «قطع الطريق على العدوان العسكري الاميركي والغربي المباشر ضد سوريا اسقط اوهام ورهانات قوى ودول ما انعكس احباطا لدى البعض وتوترا وغيظا لدى البعض الاخر
واكدت الكتلة ان «اصرار الخائبين على التخريب والتعطيل نهج عبثي لن يفضي الا لمزيد من الخيبات، مشددة على ان «الحوار هو الطريق الوحيد لمعالجة الازمات.
ولفتت الكتلة من ناحية اخرى الى ان «مرفق النفط والغاز في لبنان وبفعل اخطاء سابقة ارتكبتها حكومة بتراء وتعطيل متعمد من بعض اهل السلطة لاطلاق ورشة التلزيم، بات مهددا بالقرصنة الاسرائيلية عبر محاولات العدو فرض وقائع واجراءات لدى الدول، الامر الذي يعيق قدرة لبنان على الاستثمار في هذا المرفق اذا تباطأ في اتخاذ الاجراءات التي تكرس قدرته في هذا المجال، معتبرة ان «مصلحة البلاد العليا تقتضي وطنياً عقد جلسة خاصة لحكومة تصريف الأعمال لإقرار ما يلزم في هذا المجال
وازاء تفاقم ازمة النازحين، حمّلت الكلتة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون «مسؤولية التقصير والتباطؤ في تقديم المساعدة اللازمة لاحتواء مفاعيل هذا الموضوع، محذرة من مخاطر استخدام هذا الملف من قبل بعض الدول للضغط على اللبنانيين.

بدوره، رأى وزير الصحة في حكومة تصريف الاعمال علي حسن خليل أن «هناك محاولة دائمة لتغليف المواقف ورمي الامور على الاخرين، ولذلك حصل التباس عند بعض الفرقاء حول موقفنا من عقد جلسة لبحث قضية استراتيجية مهمة هي قضية النفط، موضحاً ان رئيس المجلس النيابي نبيه بري «كان حاسما في موقفه بـ31 آب عندما قال انه مع جلسة للحكومة لاصدار مراسيم استخراج النفط، وهذا الامر كان لحسم الموقف من عقد جلسة، وعطف موقفه على تلزيم البلوكات وذلك لحفظ حق لبنان بالاستفادة من كل غازه في البحر، وهذا الموقف يجب ان يكون محور اجماع  ولفت خليل الى انه «ليس من الغريب على الاسرائيلي استهداف لبنان وثرواته ومن الطبيعي ان يضغط الاسرائيلي على الاميركي ليحاول قدر الامكان السيطرة على موارد لبنان، وهذا الامر برسم المعنيين بعقد جلسة للحكومة اي رئيس الحكومة بالتشاور مع رئيس الجمهورية.

على صعيد آخر، رأى وزير الشؤون الاجتماعية وائل ابو فاعور ان «لبنان تُرك حتى الوقت الحالي وحيداً لمواجهة ازمة النازحين من سوريا، مشيرا الى ان ما لمسه في جنيف «قد زاد من خيبتي وقلقي لأن المسار المعتمد يضيق دائرة الخيارات امام الدولة اللبنانية
وكشف أبو فاعور خلال مؤتمر صحافي ان «من بين الاسباب التي يتذرع بها المجتمع الدولي لعدم اعطاء الاموال للدولة اللبنانية هو سبب سياسي لوجود حزب الله في الحكومة، وهذا امر رفضناه بشكل مطلق لان الحزب لم يعرقل اي مشروع تجاه النازحين وهو يتعامل مع القضية من وجهة النظر الانسانية فقط.

من جهته، لفت النائب بطرس حرب، الى ان استقباله للسفير الأميركي لدى لبنان دايفيد هيل في زيارة بروتوكولية، «كان مناسبة للنقاش في التطورات الحاصلة دولياً وإقليمياً ولبنانياً ولإبداء الرأي في السياسة التي اعتمدتها الإدارة الأميركية في الفترة الأخيرة، سواء لجهة الانفتاح على النظام الإيراني وبدء الحوار للخروج من الصراع البارد القائم والذي ينعكس على المنطقة بكاملها، أو لناحية كيفية التعاطي مع الملف السوري، بالإضافة إلى سياسة الدعم المتواصلة للدولة اللبنانية وللتجاوب الذي لقيه رئيس الجمهورية ميشال سليمان في الولايات المتحدة لدى لقائه الرئيس الاميركي باراك أوباما وممثلي الدول الخمس الدائمة العضوية في الحفاظ على لبنان واستقراره والمساعدة التي حظي بها لبنان في سبيل تجاوز المحنة الناتجة من النازحين السوريين الذين لجأوا إليه.  وانها ايضا كانت مناسبة لحضّ الإدارة الأميركية على مؤازرة سليمان ورئيس الحكومة المكلف تمام سلام في مشروع إعادة تكوين السلطة في لبنان من خلال تشكيل الحكومة في أسرع وقت ممكن وتجاوز التناقضات في المواقف السياسية الداخلية الناتجة من الصراع القائم في المنطقة.

من جهة أخرى، اعلنت وزارة الخارجية الأميركية انها سمحت للموظفين غير الاساسيين بالعودة إلى مزاولة عملهم في السفارة الأميركية في بيروت، بعدما كانت قد أجلتهم مطلع ايلول عندما تصاعد الحديث عن إمكان تنفيذ واشنطن عدواناً عسكرياً على سوريا.
واعلنت وزارة الخارجية في بيان انها «وافقت على عودة الطاقم غير الاساسي الى السفارة في بيروت مع الاستمرار في «حث الرعايا الاميركيين على تحاشي السفر الى لبنان. وتعتبر واشنطن ان لبنان ما زال مرشحا «لعودة اعمال العنف وان «السلطات اللبنانية ليست قادرة على حماية الزوار او المواطنين في حال وقوع اعمال عنف فجائية

السابق
الشرق: السنيورة يلتقي بري الأسبوع المقبل
التالي
الحياة: صيغة لحكومة من 9+9+6 لملء الفراغ قاعدتها انسحاب حزب الله من سورية