لا تمسّوا مصالح اللبنانيين

مقابلة مع يولا يعقوبيان

بعد إجرائها حوارات من العيار الثقيل مع شخصيات عالمية، من أمثال جورج بوش ومعمر القذافي ورفيق الحريري، تكتفي يولا يعقوبيان بكرسي المحاور في تلفزيون “المستقبل” حيث يمكنها إدارة حواراتها الخاصة والمختلفة عن باقي البرامج الحوارية التي تبثّ على المحطات اللبنانية.

وترى انّ المشهد السياسي والإعلامي العالمي قد تبدّل كثيراً ولم يعد كما كان أيام البدايات، وتشرح انه لم يعد من السهولة إجراء مقابلات من العيار الدولي، معلّلة ذلك بقولها: “هناك اليوم فضائيات ضخمة، ولبنان لم يعد أولوية في أيّ مكان. الظروف باتت أصعب لإجراء هذا النوع من الحوارات، ولماذا سيقبل أوباما مثلاً بتوجيه كلامه إلى الشعب اللبناني، فيما يمكنه توجيهه إلى الشعب العربي بأكمله عبر الفضائيات العربية الضخمة”.

ويفرض التطوّر نفسه سيّداً على التقنيات المستخدمة في الإعلام وعلى الأحداث المتلاحقة في الميدان، فيسير العالمَين الافتراضي والواقعي بشكل متواز. لكنّ يعقوبيان ترى أن التلفزيونات العربية تمتلك التقنيات الحديثة لإيصال رسالة “متخلّفة” في كثير من الأحيان، وفيما يتمّ التركيز على التقنيات تسقط من الإعلاميين العرب سهواً مسألة الفكر والعقل.

وأشارت يعقوبيان إلى أن الرسالة التي يبثّها الإعلام اليوم فيها الكثير من التحجّر والكره للآخرين، مضيفة: “حتى على صعيد التلفزيونات اللبنانية هناك بثّ لكميات هائلة من البغض والكراهية، ولا يمكن لأي مشاهد إلّا أن يلاحظ هذا الشيء”. وما بين المهنية والابتذال المُستشريين على غير شاشة، تسعى يعقوبيان في كل حلقة من برنامجها “Interviews” على شاشة المستقبل ألّا تقع في فخّ الإعلام التحريضي وألا تدخل في دوّامة الحوارات السياسية الصدامية.

تنظر يعقوبيان بكثير من الحكمة والموضوعية إلى فحوى الحديث السياسي، سواء أكان رسمياً أو إعلامياً. وترى من خلال متابعتها انّ هناك شيئاً أشدّ إيذاء من الاصطفاف الداخلي والإنقسام، وهو مساهمة بعض الإعلاميين ومحطاتهم في التسبّب بالضرر لعلاقات لبنان مع دوَل الخارج، وقد عبّرت عن خيبتها الكبيرة من هذا الضرر الذي لا يمكن إصلاحه بسهولة في المستقبل.

وأشارت يعقوبيان الى انّ هناك بعض المحطات التلفزيونية تقود حملات ضد الدول العربية التي تحوي مئات آلاف اللبنانيين، وتساءلت: “إذا كان هناك مشكلة بين السعودية وإيران، لماذا يسعى البعض إلى التدخل معرّضاً مصالح اللبنانيين وأرزاقهم للخطر؟”.

وأضافت: “إن لبنان ليس لديه ماء ولا كهرباء ولا بنى تحتية، ووضعه شبيه بالقرون الوسطى، حتى انّ شعبنا بدأ يلجأ الى الهجرة غير الشرعية، وها هم بعض المنظّرين في بلدنا يتحدثون عن تغيير أنظمة وحكومات في الدول العربية”.

واعتبرت يعقوبيان أنه “حريّ بالمسؤولين والإعلاميين النظر إلى مشاكلنا الداخلية وإيجاد حلول لها، عوضاً عن التركيز على مشاكل الآخرين”، موضحة انّ الإعلام الذي يصفّق في هذه “الحَفلة” الكبيرة يتحمّل مسؤولية كبيرة تجاه الرأي العام وحياة المواطنين.

السابق
صديقاتي سارعن الى الطلاق
التالي
جانيت جاكسون ترغب في تبني سوريا