زيف الأوهام الخاصة بحجم النفوذ الأمريكي

حسني مبارك

رأت صحيفة “لوس أنجلوس تايمز” الأمريكية أنه إذا كان الربيع العربي لم ينجح في جلب الديمقراطية إلى الشرق الأوسط، فإنه أكد على نحو واضح زيف الأوهام الخاصة بحجم النفوذ الأمريكي على عدد من الحكومات العربية كان الأمريكيون يظنونها عميلة لهم.وضربت الصحيفة مصر مثلاً على صحة رأيها؛ معيدة إلى الأذهان محاولات إدارتي بوش و أوباما قبل عام 2011 توجيه الرئيس الأسبق حسني مبارك صوب الديمقراطية، فما كان منه إلا أن تجاهل تلك المحاولات. ثم اقتربت بالذاكرة إلى العام الماضي عندما ناشدت إدارة أوباما الرئيس المنتخب (آنذاك) محمد مرسي بأن يجعل حكومة “الإخوان” أكثر شمولا، فما كان من مرسي هو الآخر إلا أن تجاهل مناشدة أوباما. ووصلت إلى الوقت الحاضر مشيرة إلى توسل الولايات المتحدة إلى وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي بالامتناع عن اللجوء للقوة، متسائلة عما إذا كان السيسي سيستجيب أم لا.

وتساءلت الصحيفة عما حل بنفوذ أمريكا كقوة عظمى، ، ولكن ثمة عاملين وراء تراجع النفوذ الأمريكي المكتسب بفضل توزيع المعونة: وهما قلة المال، وزيادة المنافسة؛ بحسب الصحيفة التي أوضحت أن قيمة المعونة المقدمة إلى مصر لم تعد تكفي لشراء ما كانت تشتريه من قبل، مشيرة إلى أن القوة الشرائية لحجم المعونة اليوم تعادل نحو ثلث قيمتها عام 1986.وأكدت الصحيفة الأمريكية أن السيسي وغيره من المصريين يدركون هذه الحقيقة جيدا غير أن الساسة في أمريكا يبدون حالة من اللامبالاة، هذا فيما يتعلق بالعامل الأول، أما العامل الثاني، فيتمثل في اضطلاع قوى أخرى بسد الثغرة التي خلفتها قلة قيمة المعونة الأمريكية، ومن بين هذه القوى: السعودية والإمارات العربية المتحدة والكويت.

وقالت الصحيفة إذا كانت المساعدات تصنع نفوذاً، فإن قيمة المساعدات الخليجية تربح بسهولة قيمة نظيرتها الأمريكية، وأشارت إلى أن هذه الدول الخليجية لها أجنداتها الخاصة؛ فهي تخشى من المد الإخواني، كما أنها لا تأبه بعودة الديمقراطية وستكون جد سعيدة لو لجأ السيسي إلى استخدام القوة، بحسب الصحيفة، ونوهت الصحيفة إلى لجوء الساسة في أمريكا على مدى عقدين إلى التلويح بقطع المعونة عن مصر مالم تتغير الأحوال، مشيرة إلى أنهم لم يجرؤا أبدا على قطعها، مؤكدة أن الوضع هذه المرة لن يختلف كثيرا.

السابق
روحاني: لا توجد مشكلة في عقد لقاء مع أوباما لكن
التالي
في معنى أن نكون الأسوأ