مبعوث إيران تغير لكن رسالتها كما هي

الكونغرس
بدا الوجه الجديد لإيران الذي توقعنا أن نراه في الأمم المتحدة الأسبوع الماضي مماثلاً لوجه إيران القديم الذي عرفناه. توقعنا هجوماً ساحراً، وأعددنا أنفسنا لإنجاز دبلوماسي محتمل، لكن خاب أملنا.
على مدى أسابيع الآن، تبعنا الخطاب الوارد من إيران. وكان يحدونا الأمل المشوب بالحذر. وبوصفنا مؤيدين لسلسلة من مشروعات القوانين المؤيدة من الحزبين التي تسن عقوبات تستهدف القطاعين النفطي والمصرفي في إيران والمشرعين الذين عملوا مع حلفائنا الأوروبيين من أجل عزل إيران عن الأسواق المالية الدولية، فهمنا جيداً نتيجة عرقلة العقوبات.
وقد أظهرت إيران اهتماماً بالمفاوضات نظرا لأن الأزمة الاقتصادية التي ألمت بها جراء عقوبات الكونغرس والمجتمع الدولي باتت لا تحتمل. وقد ولدت هذا الاتجاه للتواصل على نطاق واسع من رحم الضرورة، وليس تعبيرا مفاجئا عن النية الحسنة.
بالنسبة لآية الله علي خامنئي، كان إخبار قادة الحرس الثوري الإسلامي الإيراني بأن إيران ستنتهج مسارا دبلوماسيا يعتمد على «المرونة البطولية» أمرا هاما، بل إنجازا.
عندما نظم حسن روحاني حملة انتخابية وحقق انتصارا مدويا في الانتخابات الرئاسية اعتمادا على برنامج «الحكمة والأمل»، ثم كتب مقال رأي في هذه الصحيفة حمل عنوان: «حان الوقت للمشاركة، نهج إيران الجديد تجاه العالم»، قبل أيام من سفره لحضور اجتماع الجمعية العمومية للأمم المتحدة، لدينا مبرر للتفاؤل الحذر.
تسعى جهود العقوبات التي ندعمها في الكونغرس، جنبا إلى جنب مع مشروعات القوانين الأربعة لمجلس الأمن التي تنتقد برنامج إيران النووي وتطبيق العقوبات متعددة الأطراف ضد النظام، إلى حث إيران على أن تبتعد عن شفا الهوة النووية.
ما زلنا متشككين في نيات طهران. إن القادة الإيرانيين مفاوضون بارعون لديهم خبرة في تكتيكات التأجيل وفي التشويش، غير أن تجاهل المبادرات الآتية من إيران إبان هذه الفترة من الجهود الدبلوماسية العامة المحتدمة لهو عمل طائش، خصوصا عندما يكون مشروع قانون سلمي يمنع إيران من بناء إمكانات نووية هو النتيجة التي نصبو جميعا لتحقيقها.
لكن ما يحدث في طهران يبدو أنه سيبقى في طهران، ولم يتبع الهجوم الساحر من جانب الرئيس روحاني إياه إلى نيويورك. كان روحاني في وضع البين بين، يتواصل مع عالمنا، لكنه لا يزال مقيدا بعالمه. تحدث عن التسامح والمسؤولية خلال خطاب الجمعية العمومية، بينما قدم تظلمات ضد الغرب ووجه خطابا شديد اللهجة ضد إسرائيل – مقطع معتاد سمعناه من قبل. إن عجز روحاني عن مبادلة عرض الرئيس أوباما مصافحته باليد بالأمم المتحدة كان واضحا، غير أن روحاني قبل اتصال أوباما الهاتفي يوم الجمعة.
ومع عودة روحاني إلى الوطن، تظل الدبلوماسية أملنا وهدفنا. ولكن عزمنا على منع إيران من امتلاك إمكانات تصنيع أسلحة نووية يظل ثابتا لا يتغير.
نؤمن بأن ثمة عناصر استراتيجية أربعة لازمة من أجل الوصول إلى حل لهذه القضية: رسالة واضحة ومستمرة مفادها أن الولايات المتحدة لن تسمح لإيران بامتلاك إمكانات تصنيع أسلحة نووية، وهو إظهار صادق للانفتاح على المفاوضات من قبل إيران، واستمرار العقوبات وتشديدها وتهديد مقنع باستخدام القوة.
إن مدلولات الأمن القومي لإيران نووية لا يمكن تخيلها، تهديد وجود حليفتنا إسرائيل، فضلا عن إطلاق سباق أسلحة نووية شامل ومؤكد في أكثر المناطق تقلبا في العالم. الديمقراطية بغيتنا، ولكن عزم الولايات المتحدة على اتخاذ الإجراء اللازم للحيلولة دون أن تصبح إيران دولة نووية لن يقل.
خلال الأيام المقبلة، سنكون واضحين في دعمنا لفرض المزيد من العقوبات ضد إيران، من خلال إلزام الدول بتقليل حجم مشترياتها من النفط الإيراني وفرض المزيد من الحظر على القطاعات الاستراتيجية للاقتصاد الإيراني. نحن نمضي بيد مفتوحة، لكن لن يتسنى إبرام اتفاق إلا عندما تتوافق أفعال إيران مع خطابها.
السابق
سيناريو لم يخطر على بال أحد!
التالي
ترو التقى الدويهي وعرموني ووفدا من بلدية نيحا