المستقبل: الهيئات الاقتصادية تدعو الى حركة إنقاذية تُبعد لبنان عن الهاوية

كتبت “المستقبل ” تقول، استفاقت حكومة تصريف الأعمال بعد غيبوبة على فداحة الحادثة التي تعرّضت لها بلدة قبعيت العكارية التي فقدت 18 من أبنائها في بحر أندونيسيا بعدما حاولوا الهروب من حالة البؤس والإهمال المزري، وبعدما تحوّل بلدهم إلى بلد تحكمه شريعة الغاب وسلطة السلاح غير الشرعي واستكبار أصحابه الذي يبدّد كل تباشيرالأمل التي تلوح، من خلال فرضه شروطاً تعجيزية أمام تشكيل حكومة تأخذ على عاتقها إنقاذ ما تبقى من مقومات العيش الكريم لأبنائه.
كتلة “المستقبل” النيابية التي لحظت ذلك الأمر في بيانها بعد اجتماعها الأسبوعي، أبدت استغرابها لطريقة “تعاطي وزير الاتصالات نقولا صحناوي مع طلبات المحققين في المحكمة الخاصة بلبنان، بحيث دلّت الوقائع على اهمال وتأخير متعمد تجاه هذه الطلبات، مما يؤكد نية تأخير مباشرة المحاكمة وبالتالي افساح المجال امام المجرمين للافلات من العقاب”، مستنكرة “أشد الاستنكار تصرفات وزير الاتصالات المشبوهة”، معلنة أنها “مع اهالي الشهداء تحتفظ بحقها في الادعاء على الوزير لاعاقته سير التحقيق في جريمة استهدفت الوطن والمواطنين”.
سليمان
وتابع رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان قضية مفقودي العبّارة قبالة شواطئ اندونيسيا، والخطوات المنوي اتخاذها لاعادة الأحياء والجثامين الى لبنان، إضافة الى مواصلة التحقيقات مع الذين قاموا بعملية الاحتيال هذه التي ذهب ضحيتها أبناء من بلدة قبعيت في عكار.
إلى ذلك، نقل زوار سليمان عنه أن “مشاركة لبنان في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة أظهرت أن هناك إرادة دولية باستقرار لبنان وإبعاده عن أتون ما يجري في المنطقة، لكن يجب أن يواكب اللبنانيون هذه الإرادة والاستفادة من الجو الدولي الإيجابي تجاه لبنان، وأن يتفقوا على تشكيل حكومة بأسرع وقت ممكن، لكي تتصدّى لمعالجة هموم الناس والملفات الداخلية الملحّة”.
الهيئات الاقتصادية
وهذا الموقف عكسته الهيئات الاقتصادية التي جالت أمس على رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة المكلّف تمام سلام، فنصحت اللبنانيين بأن “يمسكوا زمام أمورهم الوطنية بأيديهم” واستصرخت المسؤولين “القيام بحركة انقاذية تبعد لبنان عن الهاوية”.
وأكّدت الهيئات على لسان رئيسها الوزير السابق عدنان القصار بعد زيارة بري أن “الوضع الاقتصادي والاجتماعي وصل إلى أدنى الحدود، وأن كل المؤشرات سلبية، وهناك ضرورة قصوى لتشكيل حكومة من أجل مواجهة المخاطر التي تحيط بنا خصوصاً وأن الأوضاع في الدول العربية المحيطة بنا معروفة من الجميع”.
وشدّد القصّار للرئيس المكلّف سلام “وقوف الهيئات إلى جانبه في سعيه الى تأليف حكومة وحدة وطنية، لأن المؤشرات الاقتصادية وصلت إلى أدنى مستوى ولا يمكن للبنانيين أن يتحمّلوها”، آملاً أن “تثمر المساعي القائمة في الإسراع بتأليف الحكومة التي بتنا بأمسّ الحاجة إليها لإعادة الثقة إلى المستثمرين العرب والأجانب وتسهيل عودتهم إلى لبنان”.
“المستقبل”
وتوقفت كتلة “المستقبل” أمام الفاجعة المأسوية المتمثلة بغرق العبارة الإندونيسية، و”استغرب الاهمال الرسمي، لاسيما من قبل وزارة الخارجية، لمعالجة هذه الكارثة”، معتبرة ان “السلاح غير الخاضع لسلطة الدولة اللبنانية هو المسؤول عن هجرة اللبنانيين، بطرق غير شرعية وكذلك عن اصطفاف اللبنانيين امام السفارات طلباً للهجرة”.
وأكّدت أن ما شهدته مدينة بعلبك “يشكل حلقة من ضمن مسلسل سطوة سلاح حزب الله على الحياة العامة والذي يتسبب ببؤر توتر حيثما حلّ”، معتبرة ان “عدم تكرار هذه الحوادث يتطلب سحب حزب الله ميليشياته من كل القرى والمدن والمناطق اللبنانية بحيث تتولى الدولة مهام حماية الوطن والمواطن”.
وأشادت بـ”الجهد الذي بذله الرئيس سليمان وبالمواقف التي اعلنها خلال زيارته للأمم المتحدة واللقاءات التي عقدها من اجل حماية لبنان والدفاع عن مصالحه الوطنية. ان هذه الجهود أدت إلى تأكيد المجتمع الدولي وجوب تحييد لبنان وضرورة التطبيق الكامل لقرارات مجلس الأمن الدولي بما ينسجم مع اعلان بعبدا”، مشدّدة على ان “الرئيس سليمان يمثل لبنان خير تمثيل ويتولى حماية الدستور وحقوق المواطنين الاساسية”.
واعتبرت أن “تعاطي وزير الاتصالات نقولا صحناوي مع طلبات المحققين في المحكمة الخاصة بلبنان يؤكد نية تأخير مباشرة المحاكمة وبالتالي افساح المجال امام المجرمين للافلات من العقاب”. واستنكرت “اشد الاستنكار تصرفات وزير الاتصالات المشبوهة، وهي مع اهالي الشهداء تحتفظ بحقها في الادعاء على الوزير لاعاقته سير التحقيق في جريمة استهدفت الوطن والمواطنين”.
.. وصحناوي يرد
ورد المكتب الاعلامي لصحناوي على بيان “المستقبل” بـ”الركون الى شهادة المحكمة الدولية نفسها”، مشيراً إلى أن “مكتب المدعي العام يؤكد التعاون المستمر والمتواصل من السلطات اللبنانية رغم التأخير في الماضي في ما يتعلق ببعض الطلبات، والذي تم التغلب عليه من خلال النهج التعاوني. ويعوّل المدعي العام على استمرار التعاون مع كل السلطات اللبنانية”.
وفد “الخارجية”
وأعلنت وزارة الخارجية والمغتربين أمس أنها “لن تألو جهدا لإعادة الناجين وجثامين ضحايا عبّارة أندونيسيا الى أرض الوطن”، مؤكدة “الإستمرار في العمل على كشف مصير المفقودين بالتعاون مع السلطات الاندونيسية بأسرع وقت ممكن”. وأشارت الى توجه وفد مؤلف من ستة اشخاص برئاسة الامين العام للهيئة العليا للاغاثة العميد الركن ابراهيم بشير اليوم الى اندونيسيا لمتابعة القضية، يرافقه طبيب متخصص من اجل فحوص الـ DNA.
وأشار الأمين العام للوزارة السفير وفيق رحيمي الى ان “الوفد سيؤمن عودة الناجين قريباً ما ان يتم تأمين الاوراق اللازمة لهم واصدار جوازات مرور”، موضحاً أنه “تم التعرف الى خمسة عشر ناجياً كانوا على متن العبّارة، اضافة الى ثلاثة يتلقون العلاج في المستشفى”. ولفت الى ان “الهيئة العليا للاغاثة ستؤمن بطاقات سفر لجميع اللبنانيين الموجودين في اندونيسيا ولم يكونوا على متن العبّارة، لمن يرغب في العودة الى لبنان، وعدد هؤلاء يتجاوز العشرين، ومن بينهم ستة مساجين موقوفين لدى السلطات الاندونيسية بسبب تجاوز المدة القانونية لجوازات الاقامة التي يحملونها”.
تحرّك الأهالي
وكان عدد من ذوي مفقودي بلدة قبعيت وأقربائهم عمدوا الى قطع الطرق كلياً بالاطارات المطاطية والحجارة، وأوقفوا حركة السير من طرابلس وإليها، مناشدين الدولة “التحرك السريع والقيام بمسؤولياتها كاملة لكشف مصير المفقودين الأحياء منهم والأموات واعادتهم الى ذويهم”، منتقدين “التقصير الرسمي والتعاطي الخجول من قبل الدولة اللبنانية في هذا الملف”.
وفي طرابلس، صعّد أهالي الضحايا والمفقودين تحركهم لرفع صوتهم جراء تلكؤ الحكومة عن متابعة قضية أبنائهم، خصوصاً بعد ما كشف عن وجود ما يقارب الخمسة عشر شخصاً من منطقة باب التبانة وجوارها بين معتقل ومفقود. وعمد الاهالي منذ ليل أول من أمس إلى قطع الطرق الرئيسة والفرعية في منطقة البداوي وعند مستديرة نهر أبو علي وفي محلة القبة بالحجارة والسيارات والشاحنات التي وضعت في منتصف الطريق، الامر الذي أثر بشكل سلبي على مدينة طرابلس حيث شلت فيها الحركة وتعطلت بعض المدارس ولا سيما في منطقة القبة التي قطعت طرقها مع ساعات الصباح الاولى. كما تسبب قطع الطرق بأزمات كثيرة منها توقف حركة عبور شاحنات الخضر والمحروقات.
وبعد توقف الحياة في المدينة، عادت لتفتح غالبية الطرق باستثناء مستديرة الملولة التي بقيت مقفلة بالشاحنات حتى وقت متأخر من مساء أمس، وتم نصب خيمة على جانب المستديرة.
أبو فاعور
إلى ذلك، عاد وزير الشؤون الاجتماعية وائل أبو فاعور من سويسرا حيث شارك في أعمال مؤتمر اللجنة التنفيذية للمفوضية العليا في الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، بعدما لفت في مؤتمر صحافي عقده إلى أن “استمرار حجب الدعم الدولي عن الحكومة اللبنانية والمجتمع المحلي اللبناني، سيؤدي إلى خسارة المجتمع الدولي حليفين له في هذه القضية الانسانية، وهما المجتمع المحلي اللبناني الذي بات ينوء تحت أعباء كبرى، ويعبّر عن مواقف غير ودّية تجاه النازحين، والحكومة اللبنانية التي تضيق لديها دائرة الخيارات”.
وأوضح أنه “حالياً تقدّر نسبة النازحين السوريين في لبنان بـ 30% من مجموع السكان”، مشيراً إلى أن “حاجات لبنان من الدعم المباشر للمحافظة على البنية التحتية والخدماتية المتوفرة تقدّر بـ 2.5 ملياري دولار إلى أواخر العام 2014”.
وأعلن أن لبنان يطالب “بدعم سريع ومباشر للدولة اللبنانية ولأجهزتها المختصة”، موضحاً أن “العمل على الحد من تدفّق اللاجئين إلى لبنان يتم من خلال إنشاء مناطق إيواء داخل سوريا ومن خلال زيادة المساعدات والتقديمات الانسانية داخل الأراضي السورية”.

السابق
الديار: هل دفع سليمان ثمن اجتهاد شخصي كلفه الغاء لجولته الخليجية؟
التالي
اللواء: السياسة الأميركية الشرق أوسطية ما تزال تحت وطأة العامل الإسرائيلي