الشرق: الحكومة الحيادية تسقط ذريعة حزب الله القائمة على اقصائه واستهدافه

كتبت “الشرق”تقول، لم يسجل المشهد السياسي في لبنان اي جديد، يوحي باختراق نوعي في الملفات العالقة، سياسيا وامنيا واقتصاديا منذ استقالة حكومة الرئيس نجيب ميقاتي وتكليف الرئيس تمام سلام تشكيل حكومة ثانية في 6 نيسان الفائت.
وفي ظل تمترس كل فريق سياسي خلف مواقفه وشروطه المعلنة، دعت مصادر بارزة في قوى 14 اذار رئيسي الجمهورية العماد ميشال سليمان والمكلف تمام سلام الى تشكيل حكومة حيادية خارجة عن اطار الاصطفافات السياسية بما يسقط ذريعة حزب الله القائمة على استهدافه ومحاولة اقصائه عن الحكومة اذ ان جميع القوى السياسية تصبح والحال هذه، مقصية وتترك “الدفة” الحكومية لاهل الاختصاص البعيدين عن سياسات المحاور. ونقلت ـ”وكالة الانباء المركزية” انه من غير الجائز ان تبقى البلاد في ظل الظروف البالغة التعقيد والخطر المحدق بها من كل حدب وصوب من دون حكومة تقود الاوضاع والاجدى ان يطرح الرئيس سلام تشكيلته ويعلنها بعد موافقة سليمان لوضع الجميع امام مسؤولياتهم وفي حال لم تنل الثقة في المجلس النيابي عندئذ يتضح الخيط الابيض من الاسود ويتحمل المعرقلون نتيجة افعالهم.
لكن مصدرا نيابيا في 14 اذار استبعد ان يقدم الرئيسان سليمان وسلام على خطوة مماثلة ويطرحان على الرأي العام حكومة الواقع خصوصا ان حظوظها غير مضمونة وربما شبه معدومة في ضوء المتغيرات الاقليمية والدولية الشديدة التأثير على مناخ التشكيل الذي لفحته اخيرا رياح التقارب الاميركي ? الايراني غير المعروف مداها ولا افقها والتداعيات الناتجة عنها على مستوى المعادلات السياسية في لبنان. واعتبر المصدر ان زيارة الرئيس الايراني حسن روحاني للمملكة العربية السعودية قد تشكل المدماك الاول في اساس البناء الحكومي نسبة لارتباط لبنان عضويا بنتائجها، وما ارجاء زيارة الرئيس سليمان للسعودية سوى دليل لهذا الارتباط ذلك ان الزيارة لن تقدم جديدا يفيد الاوضاع قبل القمة السعودية ? الايرانية لا بل قد تصبح في ما لو تمت محطة اضافية للنقد خصوصا من فريق 8 اذار الذي قد ينبري الى اتهام رئيس البلاد باللجوء الى المملكة لتسهيل عملية تشكيل الحكومة.
في الامن، بقيت الانظار مسلطة على طرابلس بعد انتكاس الوضع الامني اثر اطلاق عناصر مسلحة النار من محلة القبة في اتجاه حي الاميركان واصابة ضابط في الجيش بجروح، في حين استمر الهدوء مخيما على مدينة بعلبك اثر الانتشار الواسع للجيش في احيائها. وفي خطوة شكلت مفاجأة للبعض تسلمت عناصر من الفهود في قوى الامن الداخلي جميع حواجز “حزب الله” التي اقامها في اطار حملة الامن الذاتي في مدينة النبطية. وذكرت مصادر امنية جنوبية ان “حزب الله” الذي كان طالب الدولة بتعميم خطتها الامنية على المناطق كافة ابدى تعاونا كبيرا مع القوى الامنية والجيش وسحب عناصره في اطار خطة غير معلن عنها وقد ابلغت قيادة الحزب هذه القوى انسحابها من الحواجز التي تسلمتها عناصر قوى الامن وسيرت دورياتها في انحاء المدينة وسوقها التجاري.
وفي السياق رحبت اوساط في قوى 14 اذار بانتشار القوى الامنية في مناطق نفوذ الحزب، الا انها اعربت عن خشيتها من ان يكون وراء الاكمة ما وراءها ويكون انفتاح “حزب الله” على الدولة وتسليم قواها الامنية مراكزه وحواجزه في اطار خطة ذكية لارهاق الجيش والقوى الامنية الموزعة بين بعلبك والضاحية والنبطية سائلة هل ان كل اشكال في مناطق الحزب سيستتبع بانتشار امني واسع وسحب عناصر من مناطق حساسة لنشرها في هذه المناطق، خصوصا ان القرار يبدو سياسيا اكثر منه امنيا. وحذرت الاوساط من ان تسحب دوامة الامن الذاتي المؤسستين العسكرية والامنية الى مناطق الحزب ليتفرغ هو للازمة الاقليمية.

السابق
اللواء: السياسة الأميركية الشرق أوسطية ما تزال تحت وطأة العامل الإسرائيلي
التالي
الاخبار: بري لا عودة إلى الحروب العبثية