النهار : لبنان يرفع نبرته في مؤتمر جنيف للاجئين رياح “الانفتاح” ترجئ التحرّك الرئاسي خليجيا

كتبت “النهار ” تقول : على رغم تحوّل وجهة الاهتمامات الاقليمية والدولية الى ملامح الانفتاح الاميركي – الايراني وما يمكن ان يستتبعه من انفتاح ايراني – سعودي مما املى تعديلا في برمجة زيارتي رئيس الجمهورية ميشال سليمان للمملكة العربية السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة وارجاءهما الى وقت لاحق، حافظ مسار الاهتمام الدولي بالوضع في لبنان على وتيرته العالية التي اطلقت شرارتها الاسبوع الماضي في نيويورك. وبعد الاجتماع التأسيسي لمجموعة الدعم الدولي للبنان الذي انعقد الاربعاء الماضي في الامم المتحدة بدأت امس في جنيف اعمال اللجنة التنفيذية للمفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بمشاركة وفود من الدول الاعضاء، ومثل لبنان فيها وزير الشؤون الاجتماعية وائل ابو فاعور، علما ان المؤتمر يستمر حتى الرابع من تشرين الاول ويبحث في ازمة اللاجئين السوريين في الدول المضيفة وفي مقدمها لبنان.

ولوحظ في هذا السياق ان لبنان رفع نبرته للمرة الاولى في مخاطبة المجتمع الدولي في شأن قضية النازحين واللاجئين. وتوجه ابو فاعور الى المجتمعين في الجلسة التي خصصت امس للبحث في تقاسم الاعباء مع الدول المضيفة قائلاً: “نحن نعرف مسؤولياتنا تجاه الاخوة السوريين ونتحملها اخويا وانسانيا لكن مسؤولية النازحين هي مسؤولية دولية وعلى المجتمع الدولي ان يتحملها “. وانتقد المجتمع الدولي لعدم تلبيته حاجات النازحين وعدم مساعدته الحكومة والمجتمع المحلي في لبنان وقال مخاطبا المانحين: “ان تقصيركم في دعم النازحين وقطاعات الصحة والتربية والبنى التحتية في لبنان يقودكم الى خسارة اهم حليف لديكم في هذه الازمة وهو المجتمع المحلي اللبناني”. واعتبر ان اي تلكؤ في تقديم المساعدة سيدفع الحكومة اللبنانية الى السير في خيارات تحاشت السير بها طويلاً.

وعلمت “النهار” انه من غير المتوقع ان تقر اي مساعدات وتبرعات خلال هذا المؤتمر، لكن ثمة عروضا قدمتها الدول المضيفة للاجئين ومنها لبنان يجري درسها. وسبق للبنان ان قدم ملفه الى المؤتمر ويعقد الجانب اللبناني لقاءات ثنائية لحض الدول والمنظمات المانحة على توفير الدعم.

سليمان
أما في شأن ارجاء زيارة الرئيس سليمان للسعودية والامارات، فاكتفت مصادر بعبدا امس بالبيان الصادر عن القصر الجمهوري في هذا الخصوص ولفتت الى البيان الصادر عن السفير السعودي علي عواض عسيري امس والذي أكد فيه “ان تأجيل الزيارة تم بناء على التشاور بين القيادتين السعودية واللبنانية وذلك الى موعد قريب يحدد لاحقاً”.

وأوضحت المصادر ان ما نشر عن زيارة يقوم بها الرئيس سليمان لدولة الامارات العربية المتحدة غدا الاربعاء لا يعدو كونه من قبيل التكهنات الاعلامية التي ربطت بين الزيارة التي كانت مقررة اليوم للسعودية وزيارة ممكنة للامارات غداً، في حين ان دوائر البروتوكول في لبنان والامارات تعمل على ترتيب موعد سيعلن لاحقا.

ولفت المراقبون الى ان باب التحليلات فتح على مصراعيه بعد الاعلان عن تأجيل زيارة رئيس الجمهورية للسعودية، لكنهم رأوا ان المعلومات الدقيقة لم تتجاوز الرئيس سليمان في الساعات الأخيرة. غير ان اوساطا سياسية اعربت عن اعتقادها ان ثمة تطورات اقليمية ودولية طرأت عقب الاجتماعات والتحركات التي حصلت في نيويورك والتي تتصل بالازمة السورية والمناخ الاقليمي كلا بدا معها من المفضل اعادة برمجة التحركات المتصلة بالشق اللبناني بالتنسيق بين الجانبين اللبناني والسعودي توفيرا لارضية اوسع واشمل لدى البحث في المسائل التي تعني الجانبين.

حوار
في غضون ذلك، علمت “النهار” ان حركة مشاورات يجريها الرئيس سليمان ستبلور في نهاية الاسبوع الجاري موضوع معاودة عمل هيئة الحوار، آخذا في الاعتبار تطورات تأليف الحكومة الجديدة وتعقيداتها التي تحول دون ولادتها في وقت قريب كما ظهر في اللقاء الذي عقده الرئيس سليمان امس مع الرئيس المكلف تمام سلام. وسيكون هناك اتصال بين رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب نبيه بري يستكمله مع رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي بعد عودة الاخير من الخارج. وفي هذا السياق اجتمع مساء اول من امس الرئيس سليمان مع رئيس كتلة “المستقبل” الرئيس فؤاد السنيورة على هامش مناسبة اجتماعية واطلعه على نتائج زيارته للامم المتحدة. وقد ثمّن الرئيس السنيورة باسم كتلة “المستقبل” المواقف التي يتخذها الرئيس سليمان في الظروف الحساسة التي تمر بها البلاد. ويذكر ان الرئيس السنيورة غادر بيروت امس الى باريس.

السابق
اللقاء سيتم أمام الكعبة بين العاهل السعودي وروحاني
التالي
السفير : مشروع الحكومة ينتظر العلاقات بين الرياض وطهران؟ .. والإمارات ترجئ استقبال سليمان