غلوبال ريسرتش: استخدام الأطفال القتلى بتمثيلية الكيماوي السوري من صنع واشنطن

أكد موقع “غلوبال ريسيرتش” الكندي أن الهجمات الكيميائية المزعومة على منطقة الغوطة في ريف دمشق في الحادي والعشرين من اَب الماضي والتمثيلية الكاذبة التي اعتمدت واشنطن عليها لتهديد سوريا بالتدخل العسكري قد تكون الكذبة الأشد خطرا والأكثر ترويعا في تاريخ البشرية.

 

وجاء في مقال للكاتبين جولي ليفيسك والبروفسور ميشيل خوسودوفسكي حمل عنوان “هجمات الغوطة الكيميائية .. الكذبة المدعومة من الولايات المتحدة .. قتل الأطفال لتبرير تدخل عسكري إنساني” أنه وحتى هذا التاريخ لا تزال الأدلة تشير إلى أن ” متمردي المعارضة” قاموا بقتل أعداد كبيرة من الأطفال ومن ثم التلاعب بأجسادهم وتصويرهم بحيث يكون بالإمكان إلقاء اللوم في الجريمة على الحكومة السورية بهدف خلق غضب شعبي عارم في العالم ورأي عام شامل يصب في صالح حرب إمبريالية جديدة تقودها الولايات المتحدة”.

وأشار كاتبا المقال إلى أن النقطة الرئيسية التي كانت ترمي واشنطن إلى تحقيقها من وراء الموافقة على التحقيق الدولي في الهجوم هي محاولة رفع المسؤولية عن نفسها كمورد رئيسي لعناصر غاز الأعصاب وصيغتها الكيميائية وتكنولوجيا استخدامها وأنظمة تخزينها إلى منطقة الشرق الأوسط ولاسيما الى إسرائيل وليبيا والعراق.

ولفت الموقع إلى تزامن إطلاق تقرير فريق التحقيق مع دراسة صدرت قبل يوم فقط وتم إعدادها بعناية واهتمام كبيرين للأم اغنيس مريم الصليب و فريق الدعم الدولي للمصالحة في سوريا غير أن الدراسة التي خلصت إلى أن أشرطة الفيديو التي استخدمتها الولايات المتحدة وحلفاؤها على أنها أدلة لإلقاء المسؤولية على الحكومة السورية في الهجوم هي مجرد تمثيلية لم تحظ بالتغطية الإعلامية المناسبة.

وتشير الدراسة إلى أن أقرباء وعائلات الأطفال المخطوفين تواصلوا مع فريق الدعم الدولي وأكدوا أنهم تعرفوا إلى أطفالهم في أشرطة الفيديو المقدمة على أنها صور لضحايا هجوم كيميائي وبعد الفحص الدقيق للأشرطة بدقة توصل الفريق دون أدنى شك إلى أن هؤلاء الأطفال الأبرياء كانوا طوال الوقت في أيدي المجموعات المسلحة وقد تم التلاعب بجثامينهم ووضعوا بطريقة تخدم تمثيلية الهجوم الكيميائي.

ولذلك وفيما إذا تم التحقق وتأكيد وقوع هذا الأمر فإن ذلك سيدين ويجرم مرتكبي هذا الأمر الفظيع من معدي الأشرطة والممثلين فيها ومزوري الحقائق من خلال استغلال أجساد أطفال قتلى لهدف مثير للاشمئزاز.

وكتب مهدي درايوس نظام رؤية عالم الاجتماع الكندي والمحلل الجيوسياسي المختص بشؤون الشرق الأوسط الذي قام بفحص الدراسة .. ” أن هذه الدراسة المستقلة تناقض الرواية الأميركية وتأكيدات جميع أجهزة استخباراتها بشأن الهجوم وذلك من خلال الملاحظة البسيطة لمادة الفيلم .. فصحيح أن الأطفال قتلوا ولكن حقيقة الأمر هي أن أجسادهم تم التلاعب بها وتصويرها في عدة مواقع لخلق مشهد يثير غضب الرأي العام ويوحي بما قدمه ممثلو الاستخبارات الاميركية من أدلة مزعومة على ارتكاب هجوم كيميائي على أيدي القوات السورية”.

وتابع الموقع ” أن من بين الاستنتاجات الهامة الناتجة عن تحليل الأشرطة تظهر الدراسة أنه وعلى الرغم من الزعم بأن الهجوم الكيميائي أسقط أكثر من1400 شخص أغلبهم من الأطفال غير أن جميع الجثث يبدو أنها تعرضت لأعيرة نارية في عدة مناطق ورغم أن الدراسة تتحدى بشكل خطير المزاعم الأميركية بأن الحكومة السورية تقف وراء الهجوم فإنها لم تحظ بالتغطية من وسائل الإعلام الغربية التي تغرد في فضاء الإمبريالية الغربية وتردد كالببغاء مزاعم واشنطن التي تفتقد للدليل والمصداقية”.

هذا إضافة الى الأدلة التي قدمتها مراسلة اسوشيتد برس الأميركية ديل غافلاك حول مسؤولية المسلحين عن إطلاق أسلحة كيميائية تلقوها من بندر بن سلطان رئيس الاستخبارات السعودية وذلك بإقرار من مسلحين وعائلاتهم في الغوطة ونتيجة لذلك تلقت “غافلاك” تهديدات من جهات سعودية بالنيابة عن بندر بإنهاء حياته المهنية بسبب هذا المقال وطولبت بنفيه والنأي بنفسها عنه كي يتم التشكيك في مصداقيته فيما بعد.

وجاءت تصريحات لمسؤول رفيع في الأمم المتحدة على علاقة وثيقة بشؤون سوريا طلب عدم الكشف عن اسمه لتؤكد ما توصلت إليه غافلاك قائلا “إن الحكومة السورية لا علاقة لها بالهجوم المزعوم في الغوطة .. وإن الاستخبارات السعودية هي التي تقف وراءه ولكن وللأسف لا أحد يجرؤ على قول ذلك ” وأشار إلى ان معلوماته هذه حصل عليها من متمردين في الغوطة.

كما أن كارلا ديل بونتي أكدت في أيار الماضي للتلفزيون السويسري بعد إطلاق صاروخ كيميائي على خان العسل بريف حلب أن “هناك شكا قويا وصلبا بان المتمردين هم من نفذ الهجوم” وأنه ليس هناك أي دليل على استخدام الجيش السوري أسلحة كيميائية داعية إلى إجراء المزيد من التحقيقات.

وأشار الموقع إلى أن كل ما سبق يجعلنا نؤمن بأن هذا الهجوم هو من أكثر الجرائم شناعة في التاريخ الحديث.. إنها عملية تمثيلية شيطانية تتضمن قتل أطفال أبرياء وتقديم أشرطة فيديو مزورة باستخدام أجسادهم والهدف الرئيسي لكل هذه التمثيلية الشنيعة هو فبركة ذريعة ومبرر لتنفيذ تدخل عسكري تحت غطاء إنساني.

وختم كاتبا المقال بالقول إن مجرمي الحرب الذين نسقوا ونفذوا هذه التمثيلية الشيطانية يجب أن يقدموا للقضاء ويجب إيقاف أي إجراءات عبر مجلس الأمن الدولي ضد الحكومة السورية.

السابق
خاطفو الصيدلي بزحلة اتصلوا بعائلته مطالبين بفدية 500 الف دولار
التالي
داعش تهدد أردوغان: إفتح معبري باب السلامة و باب الهوى.. وإلا