الشرق : لبنان باشر تحقيقاته في كارثة “عبارة الموت” في بحر اندونيسيا/ اشتباكات بين “حزب الله” وعائلات بعلبكية … ولا انسحاب من سوريا

كتبت “الشرق ” تقول : يعيش لبنان تحت وطأة الكارثة البحرية التي سلبت حياة 27 من ابنائه هربوا من الحرمان والاهمال الى حيث أملوا بمستقبل زاهر فعاجلهم الموت في بحر اندونيسيا، واستمرت المعالجات الرسمية اللبنانية مواكبة للجهود الاندونيسية في انتشال جثث الغارقين والتكفل بنقل اللبنانيين ومن بينهم عائلات بأكملها على متن طائرة خاصة على نفقة الدولة اللبنانية ومتابعة التحقيقات مع السلطات الاندونيسية. في المقابل باشر لبنان تحقيقاته الخاصة في ملابسات الغرق لتحديد هوية المغرر باللبنانيين المدعو ابو صالح وبعض معاونيه في الترويج للهجرة غير الشرعية في بعض القرى وقد تم توقيف احدهم للتحقيق معه، في حين توجهت وفود لبنانية الى اندونيسيا للتعرف الى جثث الضحايا واعادة الناجين.

وفيما الانظار موجهة الى اقصى الشمال حيث يتقبل اهالي بلدة قبعيت التعازي بضحاياهم، اندلعت يوم السبت اشتباكات مسلحة بقاعا بين عناصر مسلحة من حزب الله وآخرين من آل الشياح في سوق الجوهري في بعلبك حصدت وفق حصيلة اولية اربعة قتلى واكثر من عشرة جرحى من الطرفين. وعلى الفور تدخل الجيش اللبناني الذي حاول تطويق الاشتباكات من خلال الفصل بين الطرفين وسط صعوبة في المهمة في حين نفذ حزب الله اعتقالات في سوق بعلبك.
وسط هذه الاجواء، بدأ العمل الجدي على جبهة اعداد خطة امنية لطرابلس على غرار الضاحية الجنوبية وكشف الرئيس نجيب ميقاتي عن اقتراح بحثه مع وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الاعمال العميد مروان شربل لانخراط مجموعة كبيرة من مسلحي طرابلس ضمن مؤسسة قوى الامن الداخلي، على غرار ما حصل مع بعض الميليشيات بعد الحرب خصوصا ان هناك دورة قريبة لتطويع الفي عنصر في المؤسسة.

وفي هذا الاطار، تساءلت مصادر نيابية في قوى 14 اذار عما اذا كانت اشتباكات بعلبك اليوم ستدفع ايضا في اتجاه بدء اعداد خطة للمدينة تضع حدا للانتشار العشوائي المسلح لحزب الله في مناطق نفوذه، داعية الدولة الى حسم امرها في بسط سيطرتها على كامل اراضيها تمهيدا لاستعادة زمام المبادرة.
لكن مصادر بارزة في قوى 8 اذار اكدت لـ”وكالة الانباء المركزية” ان اشكال بعلبك فردي وعائلي تحكمه ابعاد عشائرية مشددة على حسم الوضع عند هذا الحد ومنع تطوره من خلال زيادة الاجراءات الامنية في انتظار ان تستكمل الدولة جهوزيتها وانتشارها.
في غضون ذلك، وبعدما لاحت في الافق اكثر من اشارة الى بدء انسحاب هادئ وتدريجي لعناصر حزب الله من سوريا تمهيدا لانسحاب كامل من دون اعلان رسمي، قللت اوساط قريبة من الحزب من جدية هذه التسريبات ونفت اي تبدل في مشاركة الحزب في العمليات لحماية الحدود ومنع انتقال التفجيرات الى لبنان جازمة بان لا توجه لتخفيف اعداد عناصر الحزب في سوريا طالما ان لا شيء تغير في المعادلة.
في غضون ذلك، وفي وقت سلكت الحلول الدولية للازمة السورية مسارها السياسي من بوابة الاتفاق الاميركي ? الروسي، عزت مصادر ديبلوماسية غربية التراجع الاميركي عن تسديد الضربة، ليس الى عدم توافر الاجماع الدولي في شأنها كما تردد فحسب وانما لمجموعة عوامل يحتل صدارتها مصير السلاح الكيميائي بعد تسديد الضربة والخشية من ان تضع يدها عليه الجماعات الاصولية المتطرفة الموجودة على الساحة السورية بحيث تصبح المشكلة والحال هذه، اكثر تعقيدا من استمرار وجوده مع النظام. اما العامل الثاني فيتمثل بعدم ايجاد البديل عن الاسد في حال ادت الضربة الى انهيار النظام وعدم توافر ضمانات بقطع الطريق على المتطرفين لاستلام النظام على غرار ما حصل في مصر حيث تسلمت جماعة الاخوان المسلمين الحكم وانتهت الثورة الى ما انتهت اليه من انقلاب شعبي عليها.
وبحسب المصادر، فان غياب التنسيق بين الولايات المتحدة الاميركية ودول اوروبا عموما وحصره مع فرنسا لم يلق اصداء ايجابية في الاوساط الاوروبية التي فضلت عدم السير في المخطط الاميركي اعتراضا على عدم التنسيق. وللغاية، اوضحت المصادر ان الجهد الدولي منصب راهنا على تنظيم صفوف المعارضة بعد سلسلة الانتكاسات التي اصابتها لتتمكن من اداء الدور المنوط بها في حال بلوغ مرحلة تشكيل حكومة انتقالية، وتنظيف صفوف المعارضة من الجهاديين والمتطرفين، في ضوء ارتفاع منسوب المخاوف من دخول جهات اقليمية على الخط دعما لهؤلاء. وفي السياق، ذكرت المصادر لـ “المركزية” ان تراجع الولايات المتحدة عن تسديد ضربة عسكرية لسوريا شكل احد ابرز العوامل التي حدت بعدد من الدول الغربية والعربية الى الايعاز لطواقم سفاراتها في بيروت التي كانت قلصتها الى الحد الادنى، بالعودة اليها في ضوء الاستقرار الذي شهده لبنان اخيرا.

وفي المحور الدولي، لفت اعلان الرئيس الايراني حسن روحاني عن اتصال هاتفي مع نظيره الاميركي باراك اوباما بطلب من البيت الابيض اثناء انتقال الوفد الايراني من نيويورك في اتجاه المطار مغادرا. واكد ان المكالمة تمت الا انه لم يفصح عن مضمونها، مشيرا الى ان اشارات عدة بلغته في شأن رغبة الاميركيين بعقد لقاء بينه واوباما، الا انه رفض الدعوة لعدم وجود وقت كاف لعقد لقاء مفيد يتضمن توضيح وجهات نظر الجانبين. وليس بعيدا تبقى الانظار متجهة الى اللقاء الذي سيجمع روحاني بالعاهل السعودي منتصف الشهر المقبل في المملكة نظرا للامال المعقودة عليه في تفكيك بعض العقد المؤثرة على المسرح الاقليمي وتحديدا السوري واللبناني لا سيما بعدما ابصر القرار الاممي الرقم 2118 في شأن سوريا النور، مؤيدا قرار المجلس التنفيذي لمنظمة حظر الاسلحة الكيميائية الذي يتضمن اجراءات خاصة للتعجيل في تفكيك البرنامج السوري للاسلحة الكيميائية واخضاعه لتحقيق صارم واشارته الى فرض تدابير بموجب الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة في حال عدم الامتثال للقرار.

السابق
اللواء : بعلبك: الجيش يتسلّم الحواجز.. وحزب الله متمسّك بدوره الرقابي ناظم الخوري : لا سبب سياسياً وراء تأجيل زيارة السعودية
التالي
الأخبار : السعودية ترجئ زيارة سليمان