الأخبار : السعودية ترجئ زيارة سليمان

كتبت “الأخبار ” تقول : من دون توضيح للأسباب، أرجأت السعودية زيارة رئيس الجمهورية إليها، والتي كانت مقررة غداً. فيما رجّح أن يكون السبب عدم تمكنه من مقابلة الملك نظراً إلى وضعه الصحي وانتظار زيارة الرئيس الإيراني لها، في حين لا يزال الحوار مؤجلاً حتى اكتمال ردود الفعل على مبادرة رئيس المجلس النيابي
محركات مبادرة خارطة الطريق التي طرحها رئيس المجلس النيابي نبيه بري، وانتدب وفداً من قبله ليوضح نقاطها لفعاليات الساحة السياسية، لم تنطفئ، بغض النظر عن مستجدات خارجية يميل البعض إلى انتظار ثمارها أو نتائجها. هذا ما أكده بري أمس لـ”الأخبار”، مؤكداً إصراره على “خارطة طريقي”.
وأردف تعقيباً على لقائه رئيس كتلة المستقبل النائب فؤاد السنيورة “الجو جيد، رغم أننا لم نصل بعد الى نتائج حاسمة أو نهائية”.
وتشير أجواء عين التينة الى أن الايام القليلة المقبلة ستشهد المزيد من التواصل بين بري والسنيورة. ويؤكد بري هذه الأجواء قائلاً: “نعم سيكون للحديث مع المستقبل صلة”. ويشدد بري على أنه ينتظر اكتمال عناصر ردود الفعل على مبادرته ليزور قصر بعبدا بهدف عرضها على رئيس الجمهورية ميشال سليمان.
وفي موازاة حالة ترقّب ما سيفضي إليه مسعى استكمال الجو الإيجابي المحصل حتى الآن بين بري والسنيورة، فإن الكواليس السياسية أغرقت خلال يوم أمس بمعلومات متضاربة حول السبب الذي قاد رئيس الجمهورية الى إرجاء زيارته للسعودية التي كانت مقررة يوم غد الثلاثاء.

زيارة السعودية وإيران
وفي معلومات لـ”الأخبار”، فإن دوائر القصر الجمهوري التي كانت تعدّ للزيارة تلقّت اتصالاً رسمياً سعودياً، يطلب إرجاء الزيارة إلى موعد يُحَدّد لاحقاً. وأكد المسؤولون السعوديون أن سبب تأجيل الزيارة “تقني لا سياسي”، بحسب مصادر بعبدا.
وتقول مصادر رسمية لبنانية إن الزيارة كانت ستتم بناءً على طلب سعودي، وإن برنامجها كان يتضمن “صورة مع الملك السعودي عبدالله بن عبد العزيز”، ومأدبة غداء أو عشاء يقيمها ولي العهد سلمان بن عبد العزيز لسليمان، يحضرها مسؤولون سعوديون، والرئيس سعد الحريري. ورجّحت المصادر وجود سببين لتأجيل الزيارة: أولاً، صحة الملك السعودي التي لا تتيح له حالياً لقاء سليمان. ثانياً، انتظار السعودية زيارة الرئيس الإيراني الشيخ حسن روحاني ونتائجها، قبل البحث في أي شأن لبناني.
وتقول المعلومات إن سليمان كان ينوي هذا الاسبوع القيام بجولة لن تقتصر على السعودية، بل ستشمل أيضاً الإمارات العربية المتحدة، “حيث سيبحث في شؤون الوجود اللبناني في الإمارات، بعد القرارات التي اتخذتها دول مجلس التعاون الخليجي بحق حزب الله، وبعد تصريحات الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الأخيرة التي تحدث فيها عن البحرين وحكومتها، وغضب الدول الخليجية من هذه التصريحات”.
وفي سياق متصل، لمّحت مصادر سياسية في فريق 8 آذار الى أن زيارة سليمان للسعودية، وقبلها لإيران لتهنئة الرئيس روحاني بانتخابه، يمكنها أن توسع المروحة الدولية والإقليمية الخاصة بحظوظ تمديد ولاية سليمان.

حكومياً، لم تعكس المواقف المسجلة على هذا الصعيد مؤشرات عن قرب تأليف الحكومة العتيدة، التي في الأساس تنتظر التئام طاولة الحوار للاتفاق على شكلها بحسب مبادرة رئيس المجلس.
وفي السياق، شدد رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون، في حديث إلى “الإخبارية السورية”، على أنه “مع حكومة الوحدة الوطنية، لافتاً الى أن هناك من ربط حل الازمة في لبنان بنتائج المعركة في سوريا، فأتت النتائج معاكسة لتوقعاتهم. وأكد أننا “لسنا على توافق سياسي مع السعودية”.
وشدد وزير الصحة علي حسن خليل على “ضرورة تشكيل حكومة وطنية تستوعب كل القوى السياسية الفاعلة لمواجهة التحديات التي تواجه لبنان والمنطقة”. ودعا الى “الحوار وإنتاج حل سياسي مشترك يقدم مصلحة الوطن على المصالح الفئوية”.
من جهته، رأى رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، خلال احتفال تأبيني، أن “لا إمكانية لتشكيل أو تأليف حكومة في هذا الظرف دون أن تكون وحدة وطنية جامعة”، لافتاً إلى أن الحكومة الجديدة “ستكون المعنية بإجراء الانتخابات النيابية وبمواكبة الاستحقاق الرئاسي المقبل”. وجدد الترحيب بالدعوة إلى الحوار من دون شروط.

من جهة أخرى، أمل البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي أن “تمس مأساة السبعة والعشرين لبنانياً الذين غرقوا في بحر إندونيسيا، وهم في طريقهم الى أوستراليا بحثاً عن عمل وعيش كريم لا يتوافرن لهم (…) ضمائر أصحاب السلطة في لبنان وسائر المسؤولين السياسيين، فيقوموا اليوم، قبل الغد، بواجبهم الوطني بتأليف حكومة جديدة، تطلق النهضة الاقتصادية والإنمائية الشاملة، ولا سيما في عكار الجريحة”. ورأى أنه “بسبب الإهمال والخلاف بين الفريقين السياسيين المذهبيين، يتفشّى السلاح غير الشرعي المسبّب للفلتان الأمني”.
في مجال آخر، أيّد وزير الاتصالات في حكومة تصريف الاعمال نقولا الصحناوي “إقامة المقاومة شبكة اتصالات خاصة بها لتتمكن من مقاومة العدو، لكن من دون استخدام شبكة الدولة”، وأوضح في حديث الى إذاعة “صوت لبنان 100,3” الى أن “انتصار المقاومة في عام 2006 لم يكن ليتحقق لو لم يفشل العدو الاسرائيلي في خرق شبكة اتصالات حزب الله”.
على خط آخر، وخلال مشاركة السفير الاميركي في لبنان دايفيد هيل، على رأس وفد من السفارة، في اجتماع عقد مساء أول من أمس في المجمع العسكري ــ جونية بدعوة من مكتب التعاون الدفاعي الاميركي، بحضور رئيس الأركان اللواء الركن وليد سلمان ممثلاً قائد الجيش العماد جان قهوجي، وعدد من ضباط الجيش الذين تابعوا دورات متنوعة في الولايات المتحدة، أكد السفير ثقة سلطات بلاده بدور الجيش اللبناني في حماية الاستقرار الوطني، وعزمها على مواصلة دعمه وتفعيل التعاون العسكري معه على مختلف الصعد.

السابق
الشرق : لبنان باشر تحقيقاته في كارثة “عبارة الموت” في بحر اندونيسيا/ اشتباكات بين “حزب الله” وعائلات بعلبكية … ولا انسحاب من سوريا
التالي
الجمهورية : واشنطن وطهران تلتقيان على تطبيع ما زال مبكراً… وتأليف الحكومة يستمرّ في المراوحة