حزب الله حرّر شبعا…السوريه!

تحرير شبعا
بعد تحرير جنوب لبنان من الاحتلال الإسرائيلي عام 2000، رفض حزب الله ان يتوجّه الجيش اللبناني الى الجنوب ليتسلّم مسؤولية الأمن والدفاع عن أرضه. فالمقاومة، كما أعلن، يجب أن تستمر من أجل تحرير شبعا ومزارعها إضافة الى تلال كفرشوبا. وها هو اليوم قد حرّر شبعا، لكن السورية.

بعد تحرير جنوب لبنان من الاحتلال الإسرائيلي عام 2000، رفض حزب الله ان يتوجّه الجيش اللبناني الى الجنوب ليتسلّم مسؤولية الأمن فيه والدفاع عن أرضه، فالمقاومة كما أعلن يجب أن تستمر من أجل تحرير شبعا ومزارعها إضافة الى تلال كفرشوبا.

طبعا هذا المنطق سقط بعد حرب تموز 2006 عندما اضطر حزب الله مرغما تحت لهيب النار الاسرائيليه التي غطت لبنان كلّه الى القبول بالقرار 1701 الذي وقعت عليه الحكومة اللبنانية، فانتشر على أثره الجيش اللبناني في الجنوب وتسلّم مسؤولية الأمن فيه بمؤازرة 15 ألف جندي من قوات الأمم المتحدة.

وفي حزيران 2008 رفض رئيس كتلة حزب الله في مجلس النواب محمد رعد مبادرة تقضي بوضع مزارع شبعا المتنازع عليها، التي تحتلها إسرائيل: “في عهدة” الامم المتحدة. وقال رعد في مقابلة مع قناة “المنار” إن “حزب الله لن يتمكن من تحقيق هدف تحرير الاراضي اللبنانية المحتلة في حال وضعت المنطقة في عهدة الامم المتحدة”.

كما أكّد مسؤول الجنوب في حزب الله، يومها، الشيخ نبيل قاووق في العام نفسه أن “تحرير مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والشطر اللبناني من قرية الغجر سيكون قريبا، لأن العدو الصهيوني لا يفهم إلا لغة القوة”، وأكد قاووق ان “الطريق الوحيدة المضمونة لاستعادة ما تبقى من ارض هي طريق المقاومة وليس غير هذه الطريق”.

و لمناسبة يوم القدس العالمي في 3 آب 2013 رفع حزب الله جدارية ضخمة قرب بركة النقار عند أطراف مزارع شبعا، ضمن مراسم “القدس تجمعنا”، وتضمنت صورة للمسجد الاقصى يتجه اليه مقاومان بسلاحهما، ومرفقة بكلمة “قادمون”، باللغتين العربية والعبرية. فيما تضمنت الجهة الاخرى من الجدارية مسجد الاقصى مدمجة معه صورة لعلماء دين مسلمين وعبارة “القدس تجمعنا”.

غير ان المفارقة المفاجئة حصلت في منتصف أيلول الجاري، عندما شيّع حزب الله سبعة من عناصره أجمعت المصادر الإعلامية على أنهم سقطوا في بلدة تدعى”شبعا” بريف دمشق. ْوأعلن الإعلام السوري بعدها ان جنوده “البواسل” تمكنوا من استعادة هذه البلدة القريبة من طريق مطار دمشق الدولي وحي السيدة زينب.

وقد هلّل تلفزيون المنار لهذا النصر المبين فاستضاف في برنامج خاص أحد المحللين العسكريين. وهو استفاض في شرح الأهمية الاستراتيجية لسقوط شبعا: “فقد كانت تهدد سلامة الطريق الى المطار، وتسمح للمسلحين بمواصلة هجماتهم على منطقة السيدة زينب، وتسهّل مرور التعزيزات للمسلحين الى الغوطه”.

أما لماذا هذا التحوّل في البوصله لدى حزب الله وجهده الحربي من شبعا اللبنانية الى شبعا السورية فهو دون شك مرتبط في التحوّل بالمهمة الأساسية من قتال اسرائيل التي انكفأت خلف حدودها بعد حرب 2006، الى قتال الجيش السوري لحر والاسلاميين السنة الذين يقاومون نظام الرئيس الأسد، حليف ايران القوي في المنطقة. ذلك النظام الذي تعوّد ان يساند حزب الله ويمدّه ويدعمه عسكريا ويسانده سياسيا، ان كان في معاركه ضد العدو الاسرائيلي سابقا أو في صراعه ضدّ الاستقلاليين اللبنانيين حاليا وقوى 14 آذار الذين تمكنوا بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري من اجبار الجيش السوري على الانسحاب من لبنان.

اليوم يدرك حزب الله ومن خلفه ايران ان الخطر الإسرائيلي لم يعد موجودا منذ أن وصلت قوات اليونيفل المعزّزة ووقفت على حدودنا معها عام 2006 ، فشكل هذا ضمانة دولية ليس لإسرائيل فحسب، بل للبنان أيضا بطبيعة الحال. أما الخطر الحقيقي الوجودي الذي يتهدده، فهو آت مع إلثورة السورية. اذ أن انتصارها سوف يهدد ببروز زعامة عربية اسلاميّة سنيّة، تحدّ من المدّ الإيراني في المنطقه وتضعف حزب الله وتضعه في مرحلة لاحقة خارج المعادلة السياسيه نهائيا، بفعل العامل الجيوسياسي السوري المستجدّ والذي لن يرحم أصدقاء الأمس،أعداء اليوم.

السابق
بيان ل’داعش’ يجيز قتل عناصر الجيش الحر
التالي
أهالي الكرك – زحلة قطعوا الطريق العام احتجاجاً على خطف الصيدلي الخطيب