اللواء : سليمان إلى السعودية الثلاثاء.. ويتوقع عودة “حزب الله” من سوريا تداخل سياسي أمني يعيق خطّة طرابلس .. وكرامي للتحرّك في الشارع فاجعة أهالي عكار: غرق 18 مهاجراً في بحر أندونيسيا.. ومطالبة بمحاسبة المتورّط

كتبت “اللواء ” تقول : قفزت خطة طرابلس الى الواجهة، في الوقت الذي كانت فيه السياسة تضرب موعداً جديداً للترقب بعد عودة الرئيس ميشال سليمان من زيارة عمل ليوم واحد الى المملكة العربية السعودية، يلتقي خلالها كلا من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وولي العهد الامير سلمان بن عبد العزيز، من دون ان يستبعد الرئيس سليمان نفسه ان يلتقي الرئيس سعد الحريري اذا زاره في مقر اقامته.
وعلى دوي الفاجعة التي ضربت القرى الفقيرة في عكار ولبنان عموماً، معيدة الى الاذهان نكبتي كوتونو والطائرة الاثيوبية قبل بضع سنوات، عندما ابتلعت مياه الشاطئ الاندونيسي عبارة كانت تقل على متنها 80 مهاجراً لقي اكثر من 20 لبنانياً من بينهم حتفهم، ومعظهم من قرية قبعيت العكارية، تحركت المناقشات في الاجتماع الحكومي – الامني الذي عقد في السراي برئاسة الرئيس نجيب ميقاتي لايجاد خطة امنية في طرابلس على غرار ما حصل في الضاحية الجنوبية واحلال الامن الشرعي مكان المجموعات المسلحة التي تسيطر على عدد من الاحياء الطرابلسية، مما يبقي الامن الشرعي غائباً، الامر الذي يؤثر سلباً على نشاط المدينة والحركة التجارية والاقتصادية فيها.
واذا كانت محادثات الرئيس سليمان في نيويورك الذي عاد الى بيروت امس، عززت الدعم الدولي والاقليمي للاستقرار اللبناني، وفتحت الطريق امام مؤتمر الدول المانحة الاثنين في جنيف، فإن المقربين من بعبدا يعتبرون ان زيارة المملكة العربية السعودية محطة بالغة الاهمية لاستخلاص ما يلزم من معطيات بشأن مسألتين متلازمتين:
الاولى تصحيح خطأ بعض الاطراف بالعودة من سوريا الى لبنان ونشر قوى الامن والجيش اللبناني على المعابر بين لبنان وسوريا لمنع عبور المسلحين والاسلحة بالاتجاهين، وفقاً لرؤية رئيس الجمهورية،
والثانية، تأليف حكومة تعزز موقع لبنان في عملية الاستقرار، وتجعله قادراً على استثمار مناخات الانفراج الاقليمي والدولي، بما في ذلك عقد مؤتمر جنيف – 2 الخاص بسوريا، وفقاً لما نص عليه قرار مجلس الامن الدولي الذي صدر امس.
وفي هذا الاطار، اوضح الرئيس سليمان في مقابلة مع تلفزيون لبنان بثت مساء امس، ان الاتفاق الاميركي الروسي الذي تمثل في قرار مجلس الامن، سيفتح ثغرة باتجاه الحل السياسي عن طريق جنيف – 2 الذي يجب ان يعقد، لانه قد يؤدي الى بداية بحث حل سياسي في سوريا، مبدياً عدم ممانعته في المشاركة في هذا الموتمر، بحسب ما اشار وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، لكننا سندرس كيفية هذه المشاركة في حينه.
ورأى ان الانسحاب من سوريا يجب ان يكون نتيجة تطبيق “اعلان بعبدا”، داعياً المتورطين في سوريا الى ان يضعوا مصلحة لبنان قبل اي مصلحة اخرى، ومصلحة لبنان تقتضي تحييده والابتعاد عن التدخل في سوريا، آملاً من الجميع الالتزام بهذا الامر، وباعلان بعبدا، وينسحبوا من سوريا، علماً ان سليمان كان قد ابلغ تلفزيون B.B.C من نيويورك بأنه يعتقد بأن كل الذين تورطوا هم في صدد الانسحاب من سوريا، وانه يجب ان نساعدهم بذلك.

وبالنسبة الى الحكومة، شدد رئيس الجمهورية على ان تشكيل الحكومة يستند إلى أصول دستورية، داعياً الجميع إلى أن يتجاوبوا ويمحضوه الثقة وللرئيس المكلف في تشكيل حكومة جامعة من دون التوقف عند الحصص، مشيراً إلى عدم أهمية كيفية التشكيل أو التاريخ اليوم او غداً، شرط ألا تتأخر كثيراً.
وتوقعت مصادر سياسية ل”اللواء” تحريكاً لملف تشكيل الحكومة، بدءاً من الأسبوع المقبل، وبعد عودة الرئيس سليمان من زيارته إلى المملكة يوم الثلاثاء، على حدّ ما توقع أيضاً وزير البيئة في الحكومة المستقيلة ناظم الخوري لـ?”اللواء”، على أن يُصار، في ما بعد، إلى اجراء جوجلة بين الرئيسين سليمان وسلام لاتخاذ الموقف المناسب، الأمر الذي رجح ان لا يزور الرئيس المكلف بعبدا اليوم، ويؤجلها الى موعد آخر.
وابلغت هذه المصادر “اللواء” أن الرئيس سليمان ليس في صدد طرح أي صيغة حكومية على المسؤولين السعوديين الذين سيلتقيهم، وهو (أي الرئيس سليمان) أكّد في مقابلته مع “تلفزيون لبنان” أن دور الرئيس أكبر من بحث تشكيل حكومة مع دولة مهما كانت علاقتها بلبنان، مشدداً على أن المملكة العربية السعودية لا تتدخل مباشرة في تشكيل هذه الحكومة.
وقال: “أنا سأبحث موضوع العلاقات الثنائية والتفاهمات العربية وفي المنطقة، لكني اعلم أن السعودية وإيران والدول المؤثرة في لبنان يمكن أن تساهم في تهدئة الأجواء فيه وتشجيع الأطراف على التعاون والوحدة الوطنية وتطبيق إعلان بعبدا”.
وإلى ذلك، نقلت المصادر نفسها عن الرئيس سليمان ارتياحه لمشاركة لبنان في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجموعة دعم لبنان في نيويورك، مشيرة إلى ان الزيارة الرئاسية اتسمت بالايجابية، بحيث كان لبنان محط إجماع دولي على أهمية المحافظة على سيادته واستقراره وتنشيط مؤسساته، ولا سيما منها الجيش اللبناني.
وأشارت إلى أن ما صدر في أعقاب اجتماع المجموعة الدولية لدعم لبنان يحتاج إلى متابعة، وأن الملخص الختامي كان واضحاً في هذا المجال، لافتة إلى أن المساعدات الأميركية والروسية بشأن ملف النازحين السوريين أتت في سياق مضاعفة المساعدات لهؤلاء النازحين، نظراً إلى ازدياد اعدادهم في لبنان، مع العلم ان هناك خطة وُضعت مسبقاً لهذه العملية، وأن اجتماع جنيف الاثنين سيكون مخصصاً لموضوع اللاجئين في جميع دول الجوار ومن بينها لبنان، وان اللجان التي شكلت في وقت سابق ستعمد إلى تقييم الحاجات ورفعها إلى المعنيين.

خطة طرابلس
وسط هذه الأجواء، قفز إلى واجهة الأحداث، موضوع الخطة الأمنية لطرابلس، وسط مؤشرات لا تدعو الى التفاؤل، رغم تأكيد الرئيس ميقاتي ومعه وزراء طرابلس ونوابها على ضرورة وضع هذه الخطة من قبل مجلس الأمن المركزي وبالتنسيق مع قيادة الجيش، من أجل ضبط التجاوزات الأمنية اليومية والأعمال المخلّة بالأمن.
وبحسب المعلومات، فإن وزير الداخلية مروان شربل لم يكن متشجعاًَ لوضع مثل هذه الخطة، نظراً لقلة عدد عناصر قوى الأمن لديه، وشدد في المقابل على تفعيل التدابير الأمنية المتخذة في المدينة، وذهب إلى أبعد من ذلك، عندما أبلغ الحاضرين اعتقاده بأنه يمكن إنهاء الوضع في طرابلس بمجرد القضاء على 20 أزعراً وتوقيفهم، وهم الذين، بحسب قوله، يروّعون المدينة ويزرعون فيها الفلتان، لكن أحد المشاركين في الاجتماع من الأمنيين رد قائلاً: إذا أمسكنا بهؤلاء سنخرب المدينة.
وحصل جدال بين الوزير شربل والحاضرين الذين طالبوه بأن تكون لطرابلس خطة على غرار ما حصل في الضاحية الجنوبية، لافتين نظره إلى أن المخاطر التي تواجه الضاحية، هي نفسها يمكن أن تطال المدينة، وبالتالي لا بد من حمايتها.
وحدد الوزير فيصل كرامي عناصر هذه الخطة بثلاثة أمور: الفلتان الأمني، والسيارات المفخخة، ومعالجة المشكلة المزمنة بين جبل محسن وباب التبانة.
وبنهاية هذا الجدل، اتفق على أن يقدم الوزير شربل الخطة يوم الثلاثاء بعد التنسيق مع وزير الدفاع، على أن يكلف الرئيس ميقاتي معالجة الشق السياسي بمعنى التأكيد على رفع الغطاء عن كل المخلين بالأمن. إلا أن وزير الداخلية استأذن الموجودين بتأجيل وضع هذه الخطة من الثلاثاء إلى الأسبوع المقبل، بمعنى أنه طلب مهلة أسبوع، وهو ما دفع الوزير كرامي الى أن يكتب على صفحة “الفايسبوك” مساء بأن “علينا أن ننتظر تنفيذ الوعود، لكني أصارح الجميع بأن عدم الوصول إلى نتيجة يعني أن علينا أن نتحرك في الشارع”، مشيراً إلى أنه لم يخرج من الاجتماع متفائلاً، فالملفات والخطط أحيلت الى الدرس، وأنا دعوت بأن يكون ذلك بسرعة.
وزاد: “نقلت للمجتمعين الجو الطرابلسي الذي لم يعد يصدقنا، وكررت مضمون ما قلته في المؤتمر الصحافي الذي عقدته في طرابلس مطلع الأسبوع، وقلت أشياء أخرى أرى أنه من الحكمة أن لا أقولها في الإعلام”.
وعلمت “اللواء” أن أساس الخطة التي سيتم تنفيذها، ربما الأسبوع المقبل، هو نشر قوات من الجيش والقوى الأمنية في شوارع المدينة، واقامة حواجز ودوريات، لكن الخطة لن تلحظ معالجة المشكلة بين جبل محسن والتبانة، والتي تحتاج إلى جوانب إنمائية واجتماعية.
وكان الوزير شربل قد كشف في مقابلة مع “المنار” بثتها مساء أمس، بأن لديه معلومات خطيرة من تحضيرات لمتفجرات جديدة في الضاحية، وان الهم الأول لدينا كقوى أمنية هو منع المتفجرات، مشيراً إلى ان تعليماته تقضي بتوقيف كل مطلوب لدى مروره على الحواجز الأمنية.

السابق
الإستعلاء: أن تقتل الآخر بسهولة
التالي
الشرق : بوادر حلحلة سياسية وبري: واقعية مستقبلية في مقاربة الملف الحكومي/ مواقف جنبلاط فرملت “الامر الواقع” … و”حزب الله” حمّل الرئيس المكلف المسؤولية