الأخبار : جعجع يعود بـ “14 آذار” إلى الحكومة الحيادية

كتبت “الأخبار ” تقول : بالرغم من جمود الملف الحكومي ورفض الأطراف المعنية الصيغ الطروحة، استعجل رئيس الجمهورية مجدداً تأليفها، طالباً محضه والرئيس المكلف الثقة، فيما عاد رئيس حزب القوات اللبنانية باسم قوى 14 آذار إلى طرح الحكومة الحيادية في ظل استمرار المواقف من موضوع الحكومة العتيدة على حالها، وتأكيد قوى 14 آذار وقوى 8 آذار والتيار الوطني الحر أنه لا حكومة قريبة، حث رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف تمام سلام على تأليف الحكومة. وقال:” إذا أرادا توزير هيفاء وهبي وإيلي ايوب فقط تكون الحكومة شرعية ودستورية”.
واضاف: “سمعت كلاما انه اذا تألفت حكومة امر واقع، فوزراؤنا سيعتصمون في وزاراتنا” مشيراً إلى أن “هذا يدل على انهم لا يريدون مؤسسات ولا سلطات”. وقال: “اذا بقيتم في وزاراتكم فسنطلب من القوى الامنية أن تزيلكم منها”.
ورأى في مؤتمر صحافي في معراب أن مقولة يجب تمثيل الكتل نسبة لاحجامها النيابية “هرطقة دستورية”. مصادر بارزة في “فريق 14 آذار” قالت إن المؤتمر الصحافي لجعجع يرمي إلى “إعادة تسليط الضوء على “خريطة طريق14 آذار لتأليف الحكومة”. ولفتت إلى توقيت مؤتمر جعجع، “عشية زيارة سليمان إلى السعودية، وإمكان لقائه الرئيس سعد الحريري”، مشيرة إلى أن رئيس حزب القوات استند إلى أن “قوى 14 آذار” تدرس مبادرة لطرحها على سليمان وسلام، وتقضي بأن يفرضا تشكيلتهما الحكومية التي طرحاها في بعض الاوساط السياسية خلال الأسابيع الماضية (8-8-8)، أو أن تدفعهما 14 آذار إلى تأليف حكومة من 14 وزيرا “تكنوفقراط وحياديين”. ولم تنف المصادر إمكان أن تُطرح هذه المبادرة على سليمان في السعودية.

ولفتت إلى أن “قوى 14 آذار” تصر على ضرورة أن تصدر مراسيم تأليف الحكومة، لكي تُحرج قوى 8 آذار في مسألة تسليم الوزارات، “ولا مشكلة إذا لم تنل الحكومة الثقة، إذ إنها ستتحول إلى حكومة تصريف أعمال”. وقالت المصادر إن هذا التوجه لدى جعجع وحلفائه يتقاطع مع ما تريده “الهيئات الاقتصادية” التي تفضل حكومة حيادية “لتخطي المرحلة الصعبة التي تمر بها البلاد”. وتوازياً، أكد الرئيس سليمان أن العمل جار على تأليفها في أقرب وقت، سائلا “لماذا استغراب الكلام تأليف الحكومة في نهاية الشهر الجاري؟”. ودعا في حديث إلى “تلفزيون لبنان” الجميع الى أن يمحضوه ورئيس الحكومة المكلف تمام سلام الثقة في تأليف “حكومة جامعة من دون التوقف عند الحصص”.

وشدد على “ان التمديد عملية غير ديموقراطية”، مذكرا بأنه رفض التمديد لانه لا يؤمن باستحالة انتخاب رئيس للجمهورية. وأكد انه لم يرفض احد من الأطراف الحوار، موضحاً “أن موضوع الحوار ينطلق من اعلان بعبدا”. ورأى ان الانسحاب من سوريا يجب ان يكون نتيجة تطبيق هذا الإعلان، داعيا “المتورطين في سوريا الى ان يضعوا مصلحة لبنان قبل اي مصلحة اخرى، ومصلحة لبنان تقتضي تحييده والابتعاد عن التدخل في سوريا”.
وأشار إلى أنه سيلتقي الرئيس الحريري خلال زيارته السعودية الأسبوع المقبل إذا زاره الأخير في مقر اقامته. وفي الموضوع الحكومي أيضاً، شدد نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم على ان “حكومة 8-8-8 مرفوضة ومستحيلة بالنسبة إلينا”، مشيراً الى ان “حكومة الأمر الواقع التي يتحدثون عنها بين الفينة والأخرى هي حكومة الهدم والتخريب، ولا يطرحها عاقل أو حريص”.
وقال خلال احتفال تربوي للحزب: “على رئيس الحكومة التي اختارته هذه الكتل ان يتحمل مسؤولية أمامها، وأمام الشعب اللبناني، في أن يقدم تشكيلة وزارية تلتزم مع أحجام هذه الكتل، وليس حراً ان يتصرف كما يريد البعض، لأنه وكيل عن هذه الكتل، فعليه أن يكون أميناً على هذه الوكالة”.

من جهته، قال عضو “تكتل التغيير والاصلاح” النائب آلان عون رداً على سؤال لـ “المركزية” عن موقف “التيار الوطني الحرّ” من الصيغة الحكومية المبنية على 9-9-6: “موقفنا منها واضح، وكلّ صيغة تعتمد على النظام النسبي وتمثيل الكتل النيابية وفق احجامها امر ايجابي”. واكد “ان موقفنا من هذه المسألة مبدئي ووفقاً لتمثيل الكتل داخل الحكومة نتعاطى معها بإيجابية او سلبية اكثر”. في المقابل، رأى عضو كتلة المستقبل النائب نبيل دو فريج ان صيغة 9-9-6، “من سابع المستحيلات”. وأشار إلى أن الكتلة ستحدد موقفها من هذه الصيغة في اجتماعها المقبل.

خطة أمنية لطرابلس
على صعيد آخر، عُقد اجتماع موسع في السرايا الحكومية برئاسة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ووزراء ونواب طرابلس ومسؤولين في الاجهزة الأمنية والعسكرية خصص لدرس الوضع الأمني في طرابلس. وطلب ميقاتي من وزير الداخلية والبلديات مروان شربل “وضع خطة أمنية لطرابلس من قبل مجلس الأمن المركزي، بالتنسيق مع قيادة الجيش، إضافة الى ضبط التجاوزات الأمنية اليومية والأعمال المخلة بالأمن”. وشدد ميقاتي على ” أنه لا أحد في طرابلس إلا يرفض السلاح ويؤيد الخطة الأمنية لضبط الأوضاع في المدينة، ونحن جميعا سبق أن قدمنا الغطاء السياسي اللازم لضبط الأوضاع”.

من جهته، اوضح شربل في حديث إلى “قناة المنار” ان “هناك خطتين لطرابلس، الاولى نفذها الجيش بالفصل بين المتقاتلين، والثانية حمايتها من المتفجرات”، مشيرا إلى ان “الوضع في طرابلس يُختصر في 3 عناوين: الامن، الانماء، والمصالحة”.
وأكد أن الخطة الامنية في الضاحية الجنوبية تسير بصورة جيدة جدا، وكل يوم افضل من الاخر، مشيراً الى “اننا نستطيع ان نعطل بنسبة 80 الى 90 % عمل المخربين في الضاحية”. ولفت إلى أنه “لا يزال لديه هاجس من حدوث تفجيرات، وذلك استنادا الى معلومات متعلقة بامن الضاحية، وعلينا ان نبقى حذرين”. وأكد أنه “ليس صحيحا ان الاجراءات الامنية في الضاحية وضعت على قياس حزب الله”، مشيرا الى ان “حزب الله لا علاقة له بموضوع اختيار الضباط والعناصر الامنيين للخطة في الضاحية”.
واوضح شربل ان الفكرة انطلقت بطلب من الرئيس سليمان بالإعداد للانتشار الامني الذي شهدته الضاحية، كاشفا ان سليمان “اتصل به من نيويورك، وأبلغه ان العملية مع الجيش اللبناني اعطت رد فعل ايجابياً، ويجب ان أعيد التنسيق مع الجيش للقيام بالمهمة عينها في طرابلس”. وقال إن “المهمة الاساسية حماية الضاحية من السيارات المفخخة، وكل مطلوب سيجري توقيفه في حال مروره على حواجزنا”، مشيرا الى انه “لدينا هاجس من المليون سوري الموجودين في لبنان، وهناك عدد كبير منهم مستعد للقيام باعمال مخلة بالامن”.
وفي سياق غير بعيد، أعلن البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي خلال اجتماع مجلس بطاركة الشرق الكاثوليك في بكركي، ان الربيع العربي تحوّل الى شتاء وحديد ونار، والى قتل وتدمير، في وقت كانت فيه الشعوب جميعها تتطلع الى حياة وإصلاحات جديدة في عالم العولمة. وقد ناقش الاجتماع ورقة عمل من اجل لقاء البطاركة مع البابا فرنسيس في تشرين الثاني المقبل.
الطاشناق عند المر
في النشاط السياسي، التقى النائب ميشال المر وفدا من حزب الطاشناق برئاسة الامين العام هاغوب خاتشريان، والنائب هاغوب بقرادونيان واعضاء في اللجنة المركزية. وأعلن المر “أن العلاقة مع الطاشناق ستبقى مثمرة، ليس فقط على الصعيد الشخصي، بل أيضاً على الصعيد الوطني”.
وقال بقرادونيان: “صداقتنا وتعاوننا وتحالفنا مع دولة الرئيس المر مستمر، ونحن اكثر ما نكون حلفاء، تربطنا صداقة ونرى أننا عائلة واحدة”.
وزار وفد من حزب الوطنيين الاحرار برئاسة رئيس الحزب النائب دوري شمعون مقر حزب الطاشناق في برج حمود لتهنئة القيادة الجديدة.
وتطرق اللقاء، بحسب بيان للطاشناق، إلى “العلاقات التاريخية بين الحزبين، كما جرى البحث في الوضع الراهن، واهمية تأليف الحكومة”، واكد الجانبان “ضرورة الاهتمام بموضوع النازحين السوريين”.
على صعيد تمويل المحكمة الدولية الناظرة في اغتيال الرئيس رفيق الحريري، أوضح وزير العمل سليم جريصاتي أنه حتى الان لا يعرف كيف ستسدد الحكومة مساهمتها. وقال في حديث تلفزيوني: “لا للاساليب الملتوية، ونعم لقرار صريح من مجلس الوزراء، مهما كان هذا القرار”، مشيراً الى ان “حكومة تصريف الاعمال لا تعني انتفاء السلطة الاجرائية”. وأكد أن “المخرج موجود إذا لم يقدم لبنان مساهمته”.

السابق
الشرق : بوادر حلحلة سياسية وبري: واقعية مستقبلية في مقاربة الملف الحكومي/ مواقف جنبلاط فرملت “الامر الواقع” … و”حزب الله” حمّل الرئيس المكلف المسؤولية
التالي
الجمهورية : تهدئة داخلية تواكب الإنفراجات الإقليمية والدولية والتحضير لـ”جنيف 2″