حبّة لولو على عنق السينما اللبنانية

«حبّة لولو» هو حُلمٌ راود المخرجة ليال م. راجحة لأعوام عدّة، وكانت مترددة بين أن تبوح بحلمها او أن تبقيه لنفسها، وبما أنّ المخرجة الشابة غير أنانية، فقد صرّحت في العرض الاول للفيلم المخصّص للإعلام، أنها قرّرت تنفيذ هذا الفيلم على رغم كون حلمها يتضمّن محطّات قد تكون مزعجة، لكنها وعلى الطريقة الـ «فرويدية» ستعرضه لتتخلّص من وطأته بما أنّ البوح بالمشكلة يعالج القسم الأكبر منها.
“حبّة لولو” قصّة حياة، وقصّة حرب ومعاناة من دون الغوص في تفاصيل هذه المعاناة، فأبطال الفيلم مُدركون لما يعانون، ولكنهم وعلى الطريقة اللبنانية يبسّطون الامور بل إنهم يبسّطون التراجيديا لتصبح على شفير الكوميديا، من دون ابتذال، بل بلمحات مضحكة معبّرة، حزينة احياناً، ولكنّ براعة الممثلين جعلت من هذا الحزن مستَوعباً من قبل المشاهد، الذي يتماثل مع كلّ الابطال، التي احسنت ليال راجحة إسناد الادوار المناسبة لهم.
تمكّنت راجحة، رغم بداياتها الاولى في الاخراج، من معالجة موضوعات دقيقة وفلسفية وعِقَد نفسية بطريقة مبسّطة ومن دون تعقيد، واستفادت من فريق فنّي مبدع توجّهت اليه بالشكر في كلمتها، كما توجّهت بالشكر الى والدها ميلاد الداعم لمسيرتها من دون أن ننسى المبدع فيني الرومي، الذي أضاف لمسته الخاصة على الفيلم.مع ممثلين مثل تقلا شمعون، لورين قديح، نزيه يوسف، إيلي متري، زينة مكّي وطائفة من الممثّلين اللبنانين، السؤال الذي طرحَته ليال، ونطرحه نحن أيضاً هو: “الى متى يجب ان تبقى السينما اللبنانية المليئة بالمواهب محرومة من الميزانيات المخصّصة لها؟، والى متى سيبقى المخرجون يقرعون الابواب ويحاولون إقناع المتموّلين بتمويل افلامهم؟

“حبّة لولو” هو اكثر من حبّة لولو توضع على عنق السينما اللبنانية، وهو من دون شكّ من افضل الافلام اللبنانية المعروضة حتى اليوم، تمكّنت فيه راجحة بميزانية متواضعة ان تُنجز فيلماً ربما ليس بـ”أفاتار” ولكنه بالتأكيد بلوكبوستر، والدليل انه وفي يوم الإفتتاح، لم تتّسع الصالة المخصّصة للعرض للجمهور الذي لبّى الدعوة، لذلك فُتحت صالة أخرى، لاستيعاب بقية المشاهدين.

السابق
3 تقنيات لتحصلي على مؤخرة ميريام فارس
التالي
صديقة برلسكوني ترغب في الزواج منه