أميركا السلفية

أميركا ابتداءً هي دولة ثورية لمن لا يعلم، فقد تسأل لماذا؟ لأنها ثارت في أوائل عمرها على المحتل الإنكليزي. تحرر الأميركان من قبضة المستعمرين الإنكليز فيستحقون بذلك لنسميهم بأميركا الثورية.
ثم أميركا وبعدما انتهت من حربها الأهلية توافرت لها ملامح الثورة الزراعية وبعدها الثورة الصناعية واقتضت بالتالي الحاجة للعمالة، فما كان من أميركا إلا الذهاب لأفريقيا لتجمع ولتلتقط العبيد للعمل، فكانت الدولة الأولى في الزراعة وفي الصناعة وفي الرقيق. فتستحق بذلك لنسميها رائدة الثورة الاقتصادية والصناعية.
ثم أميركا رأت أن الموز في خطر، فالاسبان اعداء الإنسانية يستعمرون الناس في كوبا وبورتوريكو ولا يمكن الركون إليهم والاطمئنان لتصرفاتهم، فمن حق البشرية أن تستلذ بالموز، فدخل الأميركان للدفاع عن حقوق الناس بالموز في «حرب الموز»، فيمكن أن نسميها بأميركا الموزية.
ولأن أميركا دولة ثورية ولا ترضى باحتلال المستعمرين للدول الصغيرة ولا ترضى لأحد أن يكون «دولة عظمى»، وضعت نفسها في حالة حرب مع الأسبان في 1898 وضحّت بمالها وعيالها لتقضي عليهم وتطردهم من المواقع الاستراتيجية في البحر الكاريبي والمحيط الهادي، واستطاعت بذلك لتبسط يدها (عفوا اقصد لتؤمن للعالم) المناجم ومزارع السكر في هافانا وبورتوريكو، فاستحقت بذلك تسميتها بأميركا الإستراتيجية المنجمية السكرية.
وأميركا بعدما حصلت على موقع القوة العظمى وبعد طردها للأسبان من جنوبها، رأت ان الألمان بدأوا يناجرونها في أوروبا. ولأنها تعلم أن الألمان نازيين ظلمة وستسحق ألمانيا الأوروبيين وتعادي السامية والغلابة اليهود الصهاينة، حاربتهم وجميع العنصريين في العالم فأصبحت المدافع الأول عن السامية واقتسمت العالم مع زميلاتها، فها هي اميركا الديموقراطية.
ولأنها رأت في الزميل الاتحاد السوفياتي شرا كونه ملحدا ويكره الاسلام، كان لزاما عليها أن تعد جيشاً مؤمنا ليدافع عن بيضة الدين. فلبست العمامة البيضاء وجندت إيران الشاهنشاهية الشيعية للوقوف أمام المد السوفياتي فأميركا شيعية بطبعها. ولما الملاحدة لم يتورعوا عن الاعتداء على النساء المسلمات، بنت جيشا قويا من المجاهدين السلف الافغان للدفاع عن حُرمة الإسلام وعرض وشرف المؤمنات كونها أميركا طالبانية.
لكن أميركا تحب الاعتدال في الدين، لهذا ترى بأن الصحيح أن توقف التطرف عند حده. فأميركا محبة وصديقة للدول البترولية.
وبما أنها ديموقراطية وتحب أن تحافظ على المعتقدات وتريد أن توقف التمدد الثوري الهلالي الشيعي، فإنها تعمل كل شيء حتى تتصدى لهذا التآمر، فأميريكا معروف عنها أنها سلفية جهادية!

السابق
روحاني.. يواش يواش
التالي
الولايات المتحدة وإيران ضاعوا بالطوشة