تعمير عين الحلوة (4): صيدا مصغّرة سياسيا مكبّرة أمنيا

مشاكل تعمير عين الحلوة
أقامت بلدية صيدا مركزاً لها في التعمير التحتاني، يقوم على أكتاف 12 عاملاً، بحسب مهندس البلدية زياد الحكواتي: "نقدم للأهالي الخدمات الممكنة...

في مجال الخدمات العامة، أقامت بلدية صيدا مركزاً لها في التعمير التحتاني، يقوم على أكتاف 12 عاملاً، بحسب مهندس البلدية زياد الحكواتي: “نقدم للأهالي الخدمات الممكنة، نجمع النفايات، نكنس الشوارع، نهتم بشبكة الصرف الصحي وإنارة الشوارع وبالأشجار أو ما بقي منها”. يتوقف عن الحديث لحظة ليستطرد :” نهتم بالحديقة الموجودة عند مدخل الحي أيضاً”.

وعن وضع شبكة الصرف الصحي والمياه التي تملأ الملاجئ في الشتاء، يوضح الحكواتي :”عام 2008 أنشأت الهيئة العليا للإغاثة شبكة صرف صحية جديدة وهي تعمل حالياً بشكل ممتاز، أما مياه الملاجئ، فالمشكلة تكمن في أنّ المنطقة تحوي عيون مياه كثيرة وهي مياه نظيفة ولا علاقة لمياه الأمطار بها. وقد وضعت الهيئة العليا للإغاثة مضخّات لسحب المياه عند كل ملجأ وأقفلت المداخل بأبواب حديدية، لكن للأسف بعض المضخات تعرض للسرقة والبعض الآخر تعرض لأعطال متكرة وللتخريب، كما خُلعت بعض الأبواب الحديد، والآن يقوم المركز هناك بكل الخدمات الممكنة، ولديه مضخة يستخدمها عند اللزوم”.

ويضيف الحكواتي :”معظم الشكاوي تردنا حول النّش من سطوح البنايات أو بسبب اهتراء يصيب الشبكات الداخلية. ويقوم فريق العمل هناك بعمليات التصليح”. ويعزو الحكواتي السبب إلى عمر البناء وتعرضه للقصف وأهوال الحرب خلال الاجتياح الاسرائيلي: “والأنكى هي الإضافات على الأبنية والشقق الجديدة التي بنيت من دون تخطيط مسبق”.

الوضع السياسي

حتى العام 1985، كان التنظيم الشعبي الناصري القوة الأساسية في المنطقة مع وجود ضعيف للجماعة الاسلامية. لكن بعد التحرير تحول الوجود في المنطقة إلى كوكتيل سياسي، فيمكن أن تجد هنا كل التيارات السياسية الموجودة في صيدا.

أحد قياديي التنظيم الشعبي الناصري يقول لـ”جنوبية” :”لقد استطاع تيار المستقبل أن يستوعب عدداً من مناصرينا، كذلك قسم صغير من جمهورنا تحول لتأييد الجماعة الاسلامية، وبعض مؤيدينا من الطائفة الشيعية التحق بحزب الله”.

من جهته يقول بسام الرز (من مؤيدي تيار المستقبل): “نشاطنا خدماتي اجتماعي، نحاول أن نساعد الناس”.

الرز وشقيقه مصطفى كانا يجلسان أمام باب أحد المحلات وقد غطت واجهته صور الرئيس رفيق الحريري وابنه سعد. يوضح الرز :”وضعت صورة الحريري هنا وكانت أول صورة تُرفع له في المنطقة ومن يومها بدأ البعض بمحاربتي. لكن الوضع الآن اختلف. وبالرغم من الكوكتيل السياسي فإننا نتعايش مع بعضنا البعض وخصوصاً أننا جميعاً نشعر أننا نعيش في سجن كبير. أنظر إلى الحي، إنه مقفل من مدخله إلى مخرجه، لاحظ الاجراءات الأمنية المشددة”.

وكان لجند الشام انتشار في محلة التعمير، لكنه انحصر وانكفأ إلى محلة خط السكة الملاصق للتعمير ومخيم الطوارئ. رغم ذلك ظلّ الحيّ مساحة يتحرك وينشن فيها الجند هؤلاء من وقت إلى آخر.

الوضع الأمني

الحادث الأمني الأخير في حزيران الفائت سلط الضوء على الوضع في الحي المذكور. فكثّف الجيش انتشاره وأخضع السيارات إلى التفتيش الدقيق. ولدى دخولك الحي أو الخروج منه تلاحظ رتلاً طويلاً من السيارات، مما أثر على الحركة الاقتصادية أيضا.

أبو العبد الشامية يشكو من كساد العمل، وهو يعمل بائع دجاج: “منذ يوم الأحد السوق واقف، لا بيع ولا شراء، وأنا في الأساس أعتمد على الزبائن الذين يأتون من خارج المخيم، لا أحد يأتي، أرجو ألا تطول الحالة ويهدأ الوضع”.

معظم أصحاب المحلات يوافقون الشامية على رأيه، خصوصاً تلك التي تعتمد على زبائن من خارج الحي. يوضح عدنان طالب، وهو يملك محلا لتصليح الدواليب: “منذ الحادثة تدنّت مبيعاتنا، نعتمد الآن على زبائن الحي فحسب، الله ينجينا من الآتي”.

وحول الحادث الأخير يتحدث كثيرون عن كيف “وقعت الفتنة، وصار الواحد لا يثق بالآخر”. والجميع يعتبر أنّ “الآتي أعظم”.

السابق
سكرية: حماة صندوق الضمان ابدعوا في اغراقه
التالي
هيل زار الداعوق :الصراع في سوريا يؤثر على كل مفاصل الحياة في لبنان