العراق أولا: وطنية… لبنان أولا: خيانة!

العراق أولا
"العراق أولا" مؤتمر وطني يجمع العراقيين اليوم بموافقة إيرانية. لكن "لبنان أولا" شعار "يريد عزل لبنان عن مقاومته ومحيطه العربي" بالنسبة إلى محور الممانعة بقيادة إيران. هو الحريق والغريق تحت سقف إيرانيّ واحد.

من أجل حلّ الأزمه السياسيه الداخليه في العراق، تحت شعار “العراق أولا”، وقع قادة الكتل السياسية العراقية الخميس على بنود وثيقة “الشرف الوطني” التي دعت الى العمل على تعزيز الثقة بين الفرقاء السياسيين من جهة ومع الجمهور العراقي من جهة أخرى. وقد حضره رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ورئيس مجلس النواب أسامة النجيفي ورئيس المجلس الاعلى السيد عمار الحكيم ونائب رئيس الجمهورية خضير الخزاعي، فضلاً عن عدد من الوزراء وقادة الكتل السياسية. وقد سجل غياب زعيم القائمة العراقية إياد علاوي ونائب رئيس الوزراء لشؤون الخدمات صالح المطلك.

 

 

معلوم ان الأزمه العراقيه، كما نظيرتها اللبنانيه، لها امتدادات إقليميه أفرزت صراع محاور بين ايران (حليفة الطبقه السياسية الحاكمهة في العراق )، يقابلها خصومهم من مناوئي النفوذ الإيراني (كأياد علاوي وغيره) ومحبذي الانفتاح والتحالف مع الدول العربيه، لا سيما الخليجيه منها. تلك التي قررت، بعد طول سبات، النهوض والتصدي لما أسماه إعلامها “الأطماع الفارسيه” أو “الهلال الشيعي”، خصوصا بعد وصول المدّ الايراني إلى أقصاه عندما بدأ يطرق الحدود السعوديه في اليمن والبحرين.

 
ومما يشار اليه ان الساحة العراقية سجلت لقاء وتفاهما على تقاسم النفوذ والمصالح بين الولايات المتحده الاميركيه وايران. فانسحبت القوات الأميركيه بهناء واطمئنان عام 2011. وباركت الحكم العراقي الجديد الذي يتصدره رئيس الوزراء نوري المالكي، حليف ايران القوي الذي بات مدعوما إقليميا بقوة نتيجة لهذا التوافق الاقليمي الصريح.

 
أما في لبنان فإنّ الصراع محتدم بين المجتمع الدولي الذي تقوده أميركا من جهه والذي يحظى بتأييد محلي من قبل قوى 14 آذار، وبين إيران وربيبها “حزب الله” اللبناني المسلّح بصواريخها. تلك التي تنضوي قوى 8 آذار تحت جناحه من جهة ثانية. صراع أرخى بظلاله ليس على الحياة السياسية اللبنانية فحسب، بل على المنطقه ككل. خصوصا بعد تصدر حزب الله المشهد السياسي الإقليمي وإعلانه مؤخرا دعمه العسكري وقتاله الى جانب قوات الرئيس بشار الأسد في سوريا ضد فصائل المعارضه التي تحظى بدعم عربي دولي صريح.

 
ذهبت سدى كل الأصوات التي نادت بـ”لبنان أولا”. شعار طرحه الرئيس سعد الحريري لتحييد لبنان عن الأزمات المحيطه به. وسمى تكتله النيابي به “كتلة لبنان أولا”. فشنّت على هذا الشعار من قبل “حزب الله” وحلفائه حملات شعواء متهمة من أطلقه بالخيانه والتخلي عن القضايا العربية المحقة وعلى رأسها القضيه الفلسطينيه، و”السير في ركب الأميركي والصهيوني الذي يريد النيل من قوة لبنان وحصار مقاومته”. وسيقت ضد هذا الشعار اتهامات كثيرة كلها انصبت في محاولة النيل سعد الحريري الذي تجرأ وأطلق شعار “لبنان أولا” كي “يعزل لبنان عن محيطه المقاوم”.

 
إذن، ولأن المشروع الايراني سلمي في العراق بعدما استتب الحكم فيه لحلفائها وتحققت مصالحها. فإنّ شعار “العراق أولا” بنظر الممانعين يبدو غاية في الوطنية، بينما في لبنان لأن مشروع ايران هو حربي بامتياز، ان كان من جهة مقاومة اسرائيل أو من جهة مساعدة النظام السوري عن طريق حزب الله، فإنّ شعار “لبنان أولا” هو شعار مشبوه يقارب التآمر والخيانة حتى ولو كان المراد منه كما في العراق ان يكون وثيقة شرف تمنع التدخل الأجنبي في بلادنا وتجعلنا بمنأى عن الحروب الداخلية والخارجية.

السابق
تفجير ذخائر غير صالحة في الجنوب
التالي
النابلسي:الاجراءات التي اتخذتها المقاومة في الأزمة السورية كانت صائبة ووطنية بامتياز