ليتني مسجونة!

دعت الاسبوع الماضي جمعيات أهلية ومدنية إلى طاولة مستديرة لطرح تقرير عن أوضاع السجينات في السجون اللبنانية وتقديم اقتراحات لتحسين أوضاعهن. بعد كلمات الترحيب قدمت الناشطة في التجمع النسائي الديمقراطي المحامية منار زعيتر تقريراً عن أوضاع السجينات واحتياجاتهن في مجالات مختلفة مثل الصحة، الإيواء، الحوامل، الأطفال المولودون، التعلم والعمل وغيرها. وأشارت إلى نقص في القوانين التي بحاجة إلى تعديل، وطالبت أن يؤخذ وضع النساء بعين الاعتبار عند أي تعديل. كان تقريرها أشبه بشكوى من سوء أوضاع السجينات في السجون النسائية الأربعة: بعبدا، زحلة، طرابلس وبربر الخازن. تلاها ممثل المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي المقدم غسان عثمان الذي قدم مداخلة قصيرة، أكد خلالها سوء الأوضاع في السجون اللبنانية، وانطبق هنا المثل الشعبي الذي يقول: “جاي أشكيلك صرت تبكيلي”.

لكن ممثل وزارة الصحة شرح للحضور التقديمات التي تؤمنها الوزارة للمساجين عموماً وللنساء خصوصاً، ما دفع الحضور للتمني أن يكونوا مسجونين للحصول على هذه التقديمات. كذلك أشارت ممثلة وزارة الشؤون إلى تقديمات الوزارة والاهتمام بالسجينات وأطفالهن، ما يدفع المرء بنصح من يرزق طفلاً إلى إرساله فورا نحو أقرب سجن من تلك الأربعة ليحصل على الرعاية الصحية والاجتماعية العظيمة التي تؤمنها الوزارة.

تبعها أحد ضباط قوى الأمن الداخلي وهو مسؤول مكتب حقوق الإنسان الذي رأى أن المشكلة الوحيدة هي الاكتظاظ وبالتالي يصير من حقنا اقتراح أن يجري “فلش” المساجين في سهل البقاع وتحل المشكلة. أما ممثل نقابة المحامين فقد أبلغ الحضور أن النقابة تؤمن المعونة القانونية على مدار الساعة. هذه الآراء أثارت الحضور الذين قدم عدد منهم مداخلات ترفض ادعاءات ممثلي الوزارات ونقابة المحامين وأعطى أمثلة حسية تنفي مضمون المداخلات التي قدمت. وفي مجال رده اتهم المقدم عثمان بعض الجمعيات الأهلية بتحريض المساجين ضد قوى الأمن الداخلي وإثارة البلبلة بينهم، متناسياً الإجراءات التأديبية التي طالت عدداً من الضباط والعناصر لعدم قيامهم بمهامهم بطريقة سليمة.

تقرير زعيتر مهم جداً، يقترح حلولاً لمشاكل يومية تعيشها السجينات، لكنه تقرير قاصر لأنه يعالج نتائج السياسة ولا يقترح سياسة ورؤية بديلة. والمدخل إليها إنشاء هيئة للسجون مستقلة عن الوزارات لها خطتها وعدتها وعديدها وصلاحياتها من تأمين الأمكنة المناسبة، تأهيل الحرس، إيحاد عمال مجتمعيين، وأطباء، إضافة إلى وضع برنامج لتأهيل السجناء وبالتالي يصير الحديث عن حملات مدافعة في مكانه وحول قضايا تساهم بتحسين أوضاع السجينات بشكل كلي.

السابق
موسى: سلام لم يناقش تفاصيل مبادرة بري ولم يعط ردا عليها
التالي
حزب الله يمدد شبكة اتصالاته في زحلة