السادية ليست شاذة بل شائعة

تشير السادية وفق أحد المصادر إلى “إضطراب نفسي يتم فيه تحقيق اللذة الجنسية بإنزال العذاب بالآخرين” والقسوة المفرطة والتي يظهرها الشخص السادي ضد ضحاياه لا ترتبط فقط بالشخص المضطرب نفسياً. فوفقاً لدراسة علمية جديدة تمت تحت إشراف باحثين من جامعة “بريتش كولومبيا” الكندية : “يمارس كثير من الأشخاص “الطبيعيين” أنواعاً مختلفة من السادية”. فيصر الباحثون أنه يجب الاعتراف أن السلوكيات السادية أكثر شيوعاً بين بعض الناس العاديين خلافاً لما كان يعتقد في السابق. ويؤكدون أن وجود بعض النزعات السادية لدى بعض الأفراد ليس بالضرورة أن تجعلهم قتلة متسلسلين, ولكنهم يشعرون بالسعادة في مشاهدة معاناة الآخرين. وما هو الأكثر إثارة حول هذا السلوك السادي الغريب هو إرتباطه بسمات شخصية أخرى مشابهة: الاضطراب العقلي- النرجسية- الميكيافلية. بمعنى آخر, تمثل هذه السمات ما يطلق عليه الباحثون الكنديون: مجموعة العناصر الرباعية الشريرة (إنظر EurekAlert .12-9-2013
وبالطبع, تكشف الدراسة العلمية الجديدة عن العلاقة المباشرة بين سلوكيات وتصرفات سلبية متشابهة: فمن ترسخت في ذهنه غريزة إيذاء الآخرين والنرجسية والميل نحو اللف والدوران والفهلوة يمكن أن يميل أكثر لإلحاق أقصى الأذى بالناس الآخرين. فوفق الدراسة الكندية: “يتصف الساديين بامتلاكهم رغبة متأصلة لإنزال الألم بالأبرياء, حتى لو كلفهم ذلك” !
ليس ثمة أمر طبيعي حول السادية, فمن هو سادي يتلذذ بتعذيب الآخرين سيمارس هذا السلوك المدمر بطرق مختلفة. فليس ضرورياً فقط أن يلحق هؤلاء الأذى الجسدي بضحاياهم, بل يسعى كثير منهم إلى إلحاق أذى معنوياً بالأبرياء إما عن طريق تشويه سمعتهم أو التقول عليهم أو على الأقل سيحاولون تخريب العلاقات الاجتماعية لضحاياهم عن طريق بث الاشاعات المغرضة ضدهم.
ثمة فرق كبير بين الإنسان الطبيعي الذي يمارس حياته اليومية بشكل إيجابي ومتسامح مع الاخرين, وبين ذلك النفر من الناس الحشريين والنمامين والفهلويين الساديين. فمن يتصف بالسادية ستظهر عدائيته وساديته في زلات لسانه وزلات تصرفاته-إذا أردتم- بل وأحياناً ستظهر سادية هذا النوع من بني البشر في تعاملهم مع من هم أضعف منهم أو من هم مختلفين عنهم. السلوكيات السادية ليست “شاذة” أي يتصف بها بعض المضطربين نفسياً, بل تبدو شائعة بين بعض الناس “الطبيعيين.”
السابق
الوجه الآخر لبطولة الأسد
التالي
الاختلاف نقمة