كل الطرق تؤدي الى بعبدا واعلانها . وكل المبادرات تتمحور حول نقطة واحدة : وقف التورط العسكري في الازمة السورية ، والنأي بالنفس عن تداعياتها . صحيح ان النيران السورية وصلت لبنان ، ولكنها تبقى نيران موضعية ، يمكن السيطرة عليها أولا ، واطفاءها تاليا .
مع كثرة المبادرات الرئاسية وغير الرئاسية يتوقف الكلام عند موقف حزب الله الذي يتشدد في ما خص كل ملفات السياسة اللبنانية . ولا أمل بتليين مواقفه الا بحصول تطورات سياسية دراماتكية بما يتعلق بالازمة السورية. وخصوصا اذا ذهب اتجاه الريح الدولي باتجاه اطلاق مسار سياسي ما ، بدأ بمعالجة ازمة الكيميائي ، وقد ينتهي بعقد مؤتمر جنيف ٢، الذي سيعني لو عقد ، انخراطا روسيا ايرانيا في تسوية للازمة السورية لن تبقي بشار الاسد في موقعه . عندها سيتوجب على حزب الله اعادة النظر في سياسته قبل فوات الاوان واتخاذ سلسلة خطوات عملانية تبدأ بالانسحاب من سوريا .
مأزق حزب الله أنه يبني كل حساباته على استمرار الحرب السورية ، وليس لديه تصور لما بعدها . وهي حرب ستتوقف يوما ما ، بحسم عسكري أو بتسوية سياسية ، فبأي وجه سيعود الى لبنان بعد انتهائها .
الرئيس نبيه بري يحاول تحريك مبادرته وجوهرها الاتفاق على شكل الحكومة العتيدة . فهل يرغب حزب الله بتشكيل حكومة حاليا؟ وهل ينسق بري خطواته مع الحزب ؟