ليس هناك حساب للشعب السوري

سعد الحريري

رأى رئيس الحكومة السابق سعد الحريري ان “الشعب السوري غير موجود في معادلات ” اسياد” المجتمع الدولي، والموجود بالنسبة اليهم هو السلاح الكيميائي، وفي اي اتجاه يمكن لهذا السلاح ان يتحرك”.
الحريري، وفي مقال نشره في صحيفة “المستقبل”، لفت الى ان الشعب السوري المظلوم “لا يجد بين “اسياد” المجتمع الدولي من يعترف بوجوده وحريته وكرامته، بل انهم يتركونه لوحوش هذا الزمن الاسود ينهشون به منذ سنتين ويطاردونه بكل أسلحة الموت والدمار”، معتبرا ان “ليس هناك حساب للشعب السوري في قاموس الكبار، حتى لو سقط منه مليون قتيل، ولو جرى تدمير دمشق وحلب وحمص وحماه وكل سوريا عن بكرة أبيها، فالحسابات الدولية في مكان اخر، هو المكان الذي يدور فيه الجدل العالمي حاليا حول استخدام السلاح الكيميائي”.
واعتبر الحريري ان “الموضوع هو السلاح وليس من يقتل بهذا السلاح، كما لو ان هناك من يريد ان يقول إن مئات القتلى والضحايا الذين سقطوا في الغوطة، والآلاف الذين اجتاحتهم قبل ذلك آلة القتل التابعة لبشار الاسد، وهياكل المدن والقرى والمعالم التاريخية والدينية المدمرة في كل جهة من سوريا، هم مجرد ” صفر” في عيون الدول الكبرى، ماداموا لم يسقطوا بالسلاح الكيميائي”.
وسأل الحريري “ماذا لو تم اطلاق هذا السلاح الكيميائي على اسرائيل، فهل كانت الولايات المتحدة الاميركية ومعها كل اوروبا، تجرؤ على القبول بالاقتراح الروسي؟ وماذا لو اطلق هذا السلاح على تركيا، هل كانت دول الحلف الاطلسي تجرؤ أيضاً على السير بالاقتراح الروسي؟”.
واضاف متسائلا “ماذا لو اطلقوا السلاح الكيميائي على الأردن، فهل كانت الادارة الاميركية والدول الاوروبية الصديقة ستمضي قدما بالاقتراح الروسي؟ وماذا لو تم توجيه هذا السلاح الى لبنان. ماذا ستفعل دول العالم ازاء ذلك؟”.
ورأى ان “هذه الأسئلة تحتاج الى أجوبة في ظل التهافت العالمي على السير بالاقتراح الروسي، وهي أجوبة لن نحصل عليها من كبار المجتمع الدولي”، “مستنبطاً” الأجوبة على النحو الآتي:
الجواب عن السؤال الاول ان كل الدول الكبرى، بما فيها روسيا والصين، ستتضامن على شن الحرب ضد النظام السوري، دون الرجوع الى مجالس الشيوخ والبرلمانات الديمقراطية وغير الديمقراطية.
الجواب عن السؤال الثاني: سترفض الولايات المتحدة الاميركية ومعها اوروبا العرض الروسي وستوجه ضربة عسكرية قوية او قاضية للنظام السوري.
الجواب عن السؤال الثالث: تتقدم روسيا والصين بالاقتراح ذاته، فتطلب بعض الدول الاوروبية العودة الى البرلمانات، وتطرح الادارة الاميركية الموضوع على الكونغرس، وتحصل الموافقة على توجيه ضربة للنظام السوري.
الجواب عن السؤال الرابع: تتقدم روسيا بالاقتراح اياه، فتوافق الولايات المتحدة وأوروبا على نزع السلاح الكيميائي من النظام السوري، ويأتي الرفض من قوى الثامن من آذار، وتنظم حملة جديدة ترمي كرة استخدام الكيميائي على التكفيريين.
وختم الحريري بالقول ان “اسياد المجتمع الدولي يقيمون حسابا لكل المصالح وفي كل الاتجاهات، لكنهم مع الاسف لا يقيمون اي حساب للضحايا التي تتساقط كل يوم في أرجاء سوريا”.

السابق
أزعور: قبول النظام السوري بمبادرة روسيا اعتراف بالمجزرة
التالي
روحاني يعلن تأييده للمبادرة الروسية