بان كي مون: لتعزيز سلطة الشعوب في اختيار طريقة حكمها

وجه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون رسالة بمناسبة اليوم الدولي للديموقراطية الذي يصادف في 15 أيلول، اعتبر فيها ان هذا اليوم “يأتي هذا العام في خضم تحولات سياسية عارمة في العديد من البلدان، وأزمة اقتصادية طال أمدها، وتغييرات ديموغرافية واجتماعية هائلة، مشيرا الى ان “كل هذه الأحداث تؤكد الحاجة إلى تعزيز سلطة الشعوب في اختيار طريقة حكمها – وهذا شرط لا بد منه لإقامة ديموقراطية حقة”.

ورأى انه “رغم التقدم المحرز في مشاركة المواطنين، أصبحت اللامبالاة أخبث عدو للديموقراطية في عدد متزايد من المجتمعات. لذا، فالمشاركة الشاملة هي الحل. وهي ليست هدفا في حد ذاته فحسب، بل تعد الجماعات والمجتمعات وبلدان بأكملها للتصدي لما يتعارض معها من وجهات النظر، وصوغ التنازلات والحلول، والمشاركة في النقد البناء والمداولات. وتساعد المشاركة الشاملة المجتمعات على استحداث أشكال ناجعة من الديموقراطية من أجل الحكومة والشركات والمجتمع المدني”.

ولفت الى “اننا نعيش في عصر جديد تزداد فيه الإمكانات أكثر من أي وقت مضى تمكِّن الأفراد من الحصول على المعلومات والتأثير في عمليات صنع القرار، ويتيسَّر لهم ذلك بفضل التكنولوجيات المتطورة. ويمكن لهذه التكنولوجيات أن تساعد الناس على الاضطلاع بدور مباشر أكثر في المجالات التي أعتبرها أكثر الأولويات العالمية إلحاحا في عصرنا هذا، ألا وهي الحد من أوجه التفاوت، ومنع نشوب النزاعات المسلحة وبناء عالم أكثر أمنا وأمانا، ودعم البلدان التي تمر في مرحلة انتقالية، وتمكين النساء والشباب، والدفع بعجلة التنمية المستدامة”.

وأعلن “اننا إذ نسعى جاهدين لتسريع وتيرة التقدم في سبيل تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية بحلول الأجل المستهدف في عام 2015، نحدِّد معالم رؤية للتنمية تتجاوز ذلك العام. وقد أكدت مجددا المشاورات العالمية بشأن خطة التنمية لما بعد عام 2015 – وهذه في حد ذاتها محاولة لم يسبق لها مثيل لإيصال أصوات الشعوب إلى هيئات صنع السياسة على الصعيد الدولي – أكدت أهمية جعل الناس محور التنمية. وقد دعت ملايين الأصوات، الممثَّلة في الدراسة الاستقصائية العالمية التي أجرتها الأمم المتحدة تحت عنوان “عالمي”، دعت بأغلبية ساحقة إلى إقامة حكم منفتح ومستجيب لاحتياجات الناس، ووضع ذلك ضمن الأهداف الثلاثة الأولى التي تلتمس إدراجها في خطة التنمية المقبلة”.

ودعا بان كي مون، “بمناسبة هذا اليوم الدولي للديمقراطية، القادة إلى الإنصات لأصوات الناس واحترامها والاستجابة لها كما يجب، سواء بصورة مباشرة أو عن طريق الممثِّلين المنتخبين. وأهيب بالمواطنين في العالم إلى التفكير في الكيفية التي يمكن أن يسخروا بها أصواتهم لا للتحكم في مصيرهم فحسب، بل أيضا لترجمة رغباتهم ورغبات الآخرين إلى مستقبل أفضل للجميع”.

وتابع: “اجهروا بأصواتكم، وشاركوا، ومدوا أيديكم لفهم وسماع أولئك الذين قد يكونوا أضعف منكم أو أقل منعة. إن لنا جميعا مصلحة في مستقبلنا المشترك. واليوم، علينا جميعا الالتزام بالعمل على أن يمكن لكل واحد منا أن يقوم بدوره، بل ويقوم به فعلا على الوجه الأكمل”.

السابق
الإفراج عن الصحافي حسين شمص
التالي
ميقاتي: مصلحة لبنان بتسريع الحل السياسي بسوريا وكل رهان غير ذلك مغامرة