المستقبل: حزب الله أجهض ولادة الحكومة

بقي الوضع اللبناني، وسيبقى حتى إشعار آخر، أسير التطورات المتعلقة بالأزمة السورية واحتمالاتها التي عادت وانفتحت على آفاق عدة، فيما يظل موضوع تشكيل حكومة جديدة متصدراً المواقف المعلنة والاتصالات الجارية بعيداً عن الأضواء. والجديد في ذلك، ما أعلنته كتلة “المستقبل” النيابية أمس أن “المحاولة الاخيرة التي بذلها كلّ من فخامة الرئيس العماد ميشال سليمان ودولة الرئيس المكلف تمام سلام للخروج من الوضع الراهن عبر تشكيل حكومة مؤلفة وفقاً لقواعد أعلنها الرئيس المكلف، قد جرى اجهاضها من قبل حزب الله، عبر اصراره على بدعة الثلث المعطل والذي مازال يسعى إلى صيغة تضمن له التملّص من اعلان بعبدا الذي تمّ التوافق عليه في هيئة الحوار الوطني”.
في غضون ذلك، أشارت مصادر قصر بعبدا لـ “المستقبل” إلى أن اللقاء بين الرئيس سليمان ورئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النيابية النائب محمد رعد “تناول الوضع في المنطقة بعد التطورات الأخيرة المتعلقة بالأزمة السورية، ووجوب الالتزام بإعلان بعبدا، ووجوب التهدئة في الداخل اللبناني بما تقتضيه المصلحة الوطنية، وأهمية تشكيل حكومة في ظل الوضع السياسي الحساس الذي يمر به لبنان والمنطقة عموماً”.
وعلى صعيد آخر، هاجم رئيس تكتل “الإصلاح والتغيير” النائب ميشال عون اجتماعات المجلس الأعلى للدفاع الذي اعتبر أنه “حتى لو كانت حكومة تصريف اعمال عليها الاجتماع عند الضرورة الملحة، وتحريك الصلاحيات من جهاز الى جهاز غير قانوني”، فيما أرجأ وزير الدفاع الوطني في حكومة تصريف الأعمال فايز غصن، بناء على اقتراح من قائد الجيش العماد جان قهوجي تسريح مدير المخابرات في الجيش العميد الركن أدمون فاضل لمدة ستة أشهر تنتهي في 30 آذار 2014.
“المستقبل”
وكانت كتلة “المستقبل” دعت بعد اجتماعها الدوري في بيت الوسط برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة، المجتمع الدولي إلى “اتخاذ اجراءات جدية وعملية وعاجلة لوقف اعتداءات النظام السوري على شعبه ومعاقبته على الجرائم التي ارتكبها منذ اندلاع الثورة في سوريا”، معتبرة أن النظام السوري “وفي مقدمه رئيسه بشار الأسد، يتحمل مسؤولية استخدام أسلحة الدمار الشامل وارتكاب جرائم ضد الانسانية واستمراره في ارتكاب هذه الجرائم بحق الشعب السوري والتي لا يجوز ان يفلت مرتكبوها ومن أمر بارتكابها من العقاب”.
وأعربت عن “أشد الاستنكار لاي اعتداء على الاماكن التاريخية المسيحية المقدسة في بلدة معلولا السورية من اي جهة اتى، لكونه امراً مرفوضاً ومداناً ولا يمكن القبول به”، مشدّدة على “أهمية توخي الدقة لدى الحديث عن مثل هذه الاعتداءات، التي يروّجها النظام السوري وآخرون، بحيث لا تصبح مادة للتجاذبات والتحريض والاثارة والاستغلال السياسي البعيد عن الحقيقة”.
واستنكرت حالة الامن الذاتي التي يفرضها حزب الله وينفذها في كل من الضاحية الجنوبية ومناطق الجنوب والبقاع وبعض مناطق جبل لبنان”، معتبرة ان “ما جرى في برج البراجنة ومنطقة جبيل هو من الدلائل على خطورة ضرب هيبة الدولة وسلطتها على اراضيها ويهدف إلى الحلول مكانها وسلب دورها”.
وطالبت الرئيسين سليمان وسلام “المسارعة إلى تشكيل الحكومة الجديدة بأسرع وقت، لأن الوضع لم يعد يحتمل التأخير وان شؤون الناس الاقتصادية والمعيشية واوضاع المؤسسات باتت في حالة كارثية لا يمكن الاستمرار فيها في ظل المخاطر المتمادية والتراجع الكبير في المؤشرات الاقتصادية والمالية والمعيشية”.
سليمان
إلى ذلك، أبدى الرئيس سليمان “ثقته بتشكيل حكومة جامعة لمواكبة الظروف الداخلية والخارجية”، وكرّر الدعوة الى التزام “اعلان بعبدا”، مشدداً على “أهمية وحدة الصف، والعناية بوضعنا الداخلي لتمرير هذه المرحلة”.
وأشار خلال استقباله في المقر الرئاسي الصيفي في قصر بيت الدين أمس، وفد رابطة متخرجي كلية الاعلام والتوثيق في الجامعة اللبنانية إلى أنه “لمس أجواء دولية ايجابية لتحييد لبنان في حال تعرضت المنطقة لتطورات”، متمنياً “أن يبنى على العرض الروسي لتسوية الموضوع في سوريا”، لافتاً الى “الثوابت اللبنانية في هذا الشأن والقاضية بإيجاد حل سلمي للنزاع فيها”.

السابق
السفير: بري: حذار الرهانات.. وحزب الله لا يحتاج لمن يتصدق عليه
التالي
الاخبار: الصدام حول سوريا إلى مجلس الأمن: اختبار نيّات وقوى