من المجلس الشيعي الأعلى: هنا أميركا

هيل مع الشيخ عبد الأمير قبلان
من المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، حيث نائب رئيس هذا المجلس تعارف مع الحاج دايفيد هيل: هنا أميركا. فهل هي نتائج انحسار أفق الضربة والتقارب الروسي الأميركي؟ أم أنّها غيمة أميركية عابرة في سماء الضاحية.

في مشهد سريالي غالباً ما تحفل به الساحة السياسية اللبنانية، التي تعوّدت جمع التناقضات، وصل السفير الأميركي الجديد دايفيد هيل إلى مدخل حارة حريك الشمالي في ضاحية بيروت الجنوبية، عبر طريق المطار، ليحطّ داخل المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى.

في هذه اللحظة المتوترة دوليا وإقليميا ومحليا، بين روسيا والولايات المتحدة من جهة، وبين إيران و”الشيطان الأكبر” من جهة، وبين “حزب الله” و”محور الشرّ الأميركي” من جهة، يدخل سفير “الشيطان الأكبر” إلى قلب الضاحية.

كان مشهد اختلاط موكب أمن السفارة بأمن حزب الله مؤثراً في هذه اللحظة السياسية الدقيقة، على مشارف ضربة أميركية محتملة ضدّ سوريا، في وقت يقاتل رجال الحزب، زملاء الواقفين على بعد أمتار من موكب السفير، إلى جانب نظام الأسد، المرشّح لتلقّي ضربة صاروخية من دولة هذا السفير.

فهل تواجد حزب الله على مدخل المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى هو إشارة لمن يهمه الأمر إلى أنّ سفير الدولة الكبيرة لا يستطيع أن يمرّ دون إذن الحزب وإشرافه؟ أم أنّ “الشباب” سيفتّشون سيارة هذا السفير كما فعلوا مع سيارة السفارة السعودية قبل أيام؟ وهل سيسألون “الحاج” دايفيد هيل عن بطاقة هويّته ليتأكدوا من أنّه شيعيّ لن يفجّر إخوانه في الضاحية؟ كما اعتادوا مع “شباب” المنطقة؟

 قبل موعد الزيارة بساعة بدأت تتوالى وفود الصحافيين والمصورين من مختلف الصحف والتلفزيونات اللبنانية والعربية والعالمية، وبدأ وصول المواكب الأمنية التمويهية للسفير، تمهيدا لوصوله: فتحت البوابة الرئيسية للمجلس ودخلت ساحته السيارات الرباعية الدفع الداكنة النوافذ مصحوبة بأمنيي السفارة. أما في الخارج فتقدم عنصران من شبّان حزب الله باتجاه هذه السيارات ووقفا منتظرين الموكب، كما غيرهم. والعنصران من عناصر انضباط أمن الحزب، الذين يشرفون على حاجز لتفتيش السيارات عند مدخل الضاحية على طريق المطار.

من المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، حيث نائب رئيس هذا المجلس تعارف مع الحاج دايفيد هيل: هنا أميركا. فهل هي نتائج انحسار أفق الضربة والتقارب الروسي الأميركي؟ أم أنّها غيمة أميركية عابرة في سماء الضاحية، التي دكّتها ذات تموز – آب 2006 صواريخ أميركية الصنع إسرائيلية الحقد والقصف؟ أم أنّها واحدة من عناوين المحليات اللبنانية التي تتفوّق على سلفادور دالي في سرياليتها؟

السابق
الإئتلاف السوري يرفض مقترحا روسيا حول وضع الكيميائي تحت الرقابة الدولية
التالي
لحود: للتصدي لمحاولات افشال للمبادرة الروسية