قبلان: على أميركا النظر بعينين الى ما يجري في سوريا

استقبل نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الإمام الشيخ عبدالأمير قبلان، السفير الأميركي الجديد ديفيد هيل في زيارة تعارفية، تم في خلالها التشاور في الأوضاع العامة في لبنان والتطورات في المنطقة.

وتمنى قبلان للسفير التوفيق في مهماته والعمل لإحلال السلام في لبنان والمنطقة وإنصاف المظلومين وإحقاق الحق، لا سيما أننا دعاة سلام ندين العنف وننبذ الإرهاب ونسعى لإنصاف الشعوب ورفع الظلم عنها وتوفير الأمن والإستقرار لها”.

وطالب الولايات المتحدة الأميركية بأن “تعمل على إعطاء الشعوب حريتها وتنصفها، فتنظر بعينين الى ما يجري في سوريا، فلا تدعم التكفيريين والمجرمين الذين يقتلون الأبرياء وينتهكون حرمة الإنسان ومقدساته”.

ورأى أن “إسرائيل تمارس الإرهاب بحق الفلسطينيين، إذ تحتل الأرض وتشرد الشعب الفلسطيني لتبني مستعمراتها على حساب أصحاب الأرض، لذلك نرى ان حل القضية الفلسطينية لا يتحقق إلا بعودة اللاجئين الفلسطينيين الى ديارهم وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف”.

وحمل السفير الأميركي رسالة الى الإدارة الأميركية تطالبها بدعم الحل السياسي في سوريا “من خلال دعم الحوار بين السوريين بعيدا عن الحلول العسكرية التي سيكون لها تداعيات كبيرة على المنطقة بأسرها، فأميركا عندما تتحرك من أجل السلام والعدالة والمساواة ستكون أقوى من خوضها للحروب التي تعقد الأمور، وعلى أميركا أن تحفظ دماء السوريين”.

واستنكر “انتهاك المقدسات في معلولا في عمل همجي غريب عن ثقافتنا وقيمنا الإسلامية التي تدعو الى التسامح والانفتاح واحترام الآخر والتعاون معه”.

وأدلى هيل بتصريح أعرب فيه عن سعادته باللقاء، وقال: “كان لي الشرف الكبير بلقاء الإمام الشيخ قبلان، وناقشنا مع سماحته توجه الإدارة والشعب الأميركي لمدى أهمية العلاقة مع مكونات الشعب اللبناني ومع رؤساء الطوائف الروحية، وتحدثنا عن التنوع في هذا البلد والاحترام الذي تكنه الولايات المتحدة لهم. وبالنسبة الينا، فإن الإستقرار في لبنان يمثل أهمية قصوى، ونقدر أهمية التعاون والتواصل بين مكونات هذا الشعب للمحافظة على وحدة لبنان واستقراره”.

واستقبل قبلان النائب عبداللطيف الزين، وجرى البحث في الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة.

من جهة أخرى، أكد قبلان في الدرس اليومي الذي يلقيه في مقر المجلس أن “الصلاة خير الأعمال، فهي خشبة الخلاص، إذ تجمع العباد وتعمر البلاد وتهدي الى الخير بوصفها الركن الأساسي في تنظيم الأمة وتعزيز شأنها، فهي محطة تصلنا برب السماء ونتعلم من خلالها البر والتقوى والسلوك المستقيم والتنظيم، فكل عمل ينطلق من روحية الصلاة يقوي الأمة ويعزز شأنها، لذلك لا يجوز التهاون في الصلاة، مما يستدعي أن نتوافد ونجتمع لإقامة الصلاة التي تعزز مكانة الإنسان لتجعله قريبا من الله بعيدا عن الشيطان، ولقد كان الأئمة المعصومون يسعدون لقدوم الصلاة ويفرحون، فهم عرفوا قيمة الصلاة وشأنها وأهميتها، وعلى المؤمنين أن يعرفوا قيمة الصلاة ويهرعوا لإقامتها، ففيها تعزيز لمكانة الإنسان، وهي تهذبه وتؤدبه وتضعه على الطريق المستقيم، إذ تنهي عن الفحشاء والمنكر وتجد الصلة بين الإنسان وربه، فيثبت المصلي موقعه وقربه من الله تعالى”.

ورأى أن “الصلاة تعلمنا العطاء والكرم والجود وبر الوالدين وصلة الرحم، فهي تنظف الإنسان من العقد والأوهام والحسد والإنحراف والفتن، وعلينا أن نصلي الصلاة الصحيحة الجامعة للشرائط والأجزاء، فنتضرع الى الله تعالى متجهين الى القبلة، مخلصين لله في دعائنا، مبتهلين اليه ليهدينا الى الصراط المستقيم، لنكون في عداد المؤمنين المطالبين بأن يتقوا الله سبحانه ويبتعدوا عن كل شر ويتمسكوا بكل خير، فينطلقوا من الصلاة لجمع الكلمة ورأب الصدع وإصلاح الشأن، وعلى المسؤولين أن يكونوا عونا للناس في قضاء حوائجهم، فيكونوا عند حسن ظننا بهم”.

وأكد قبلان أن “القتل والتعذيب والإرهاب أعمال مدانة لا تمت الى الدين والأخلاق بصلة، فهي من عمل الشيطان، وعلينا أن نكون مع الله لنكون في خيرة خلقه، نتقرب اليه في إصلاح شأن الناس والمحافظة على الإنسان الذي جعله الله خليفته على الأرض، إذ أمرنا بالمحافظة عليه وعدم العدوان عليه والإساءة اليه”.

السابق
أسامة سعد: معركة سوريا أحد استهدافاتها تصفية القضية الفلسطينية
التالي
النازحون السوريون: الاحتياجات كثيرة والتقديمات قليلة