طرد الخميني والخامنئي من شوارع العراق

مبادرة النائب عن القائمة العراقية حيدر الملا بازالة صور الزعماء الاجانب وتحديدا القيادات الدينية – السياسية الايرانية من شوارع بغداد والمدن العراقية الاخرى قد تبدو عديمة الجدوى والفائدة في ظل الهيمنة الايرانية الواقعية على السلطة العراقية وعلى جزء كبير وفاعل من الشارع العراقي ايضا للاسف, فقد سبق للنائب الملا ان اشتبك برلمانيا مع احد انصار النظام الايراني من البرلمانيين ما حفز التحالف الطائفي من خلال زعيمه ابراهيم الجعفري بالاحتجاج والمطالبة بالاعتذار معتبرا ان صور الخميني وخليفته خامنئي هي رموز مقدسة ومحترمة في الشارع العراقي, ولا ادري ايضا لماذا لم يدع الجعفري الذي عاش متسولا في لندن طيلة 14 عاما لرفع صور ملكة بريطانيا باعتبارها رمزا مقدسا ايضا? لقد ظهرت حقيقة وجوه زعماء الطوائف من ذوي الاتجاهات, والتوجهات الشعوبية, والطائفية المريضة, وتوضحت ابعاد اللعبة البرمكية التي يحاولون تسويقها, وفضحت بالتالي كل رموز وعمالة وكلاء المشروع التخريبي الشعوبي الايراني في العراق الذي تمكن بفعل مداخلات اللعبة الدولية والاستثمار الطائفي الطويل للمشروع السياسي الايراني وغفلة اوساط عراقية عديدة ماخوذة بدوافعها الطائفية من التسلل وحفر المواقع والهيمنة المباشرة, وصور زعماء نظام الملالي الايرانيين المنتشرة في شوارع بغداد ومدن العراق الجنوبية هي في خلاصتها تمثل نكسة حقيقية للمشروع الوطني العراقي الذي انكفأ, بل تقزم في ظل اعتبار النظام الايراني للعراق ساحة مواجهة متقدمة على المستوى الاقليمي, وكخط دفاع اول, ولربما اخير, عن المصالح الايرانية في المنطقة, بل عن وجود واستمرارية النظام الايراني ذاته الذي يعلم علم اليقين ان خطوط مواصلاته الممتدة نحو البحر المتوسط ستقطع وتصاب بانتكاسة لوجستية عظيمة بعد سقوط النظام السوري الذي ستزعزع تداعياته اسوار نظام طهران, وبما سيترك مؤثراته الفاعلة على تحجيم المشروع الايراني تمهيدا لانحساره التام والنهائي, وادامة السيطرة الايرانية على العراق ولو من خلال تقسيمه وتشظيه وتفعيل عناصر واسباب الحرب الطائفية فيه, هو السبيل الاوحد للنظام الايراني لتعزيز مواقعه المتزعزعة اصلا, كما ان اعتماد ملالي طهران على استثمارهم العملياتي ممثلا في مجموعة الاحزاب والعصابات الطائفية ومن خلال سطوة »فيلق القدس«, للحرس الثوري وقائده قاسم سليماني القمي الذي يعتبر عمليا الزعيم الاعلى للتحالف الوطني الطائفي يمثل العصب في جوهر المشروع الايراني, وليس سرا ان ايران تغلي من الداخل لذلك كان التركيز الحرسي على استئصال قوى المعارضة الايرانية من العراق واعتماد عمليات ارهابية تنفذها ميليشيات المالكي وفرقته الذهبية القذرة في قتل المعارضين كما حصل, اخيرا, في جريمة اجتياح معسكر »اشرف« وهي جريمة ضد الانسانية لعناصر لاجئة تبحث عن ملجأ لتعيش فيه بينما يغتنم النظام الايراني فرصة الفوضى الاقليمية لتصفية خصومه في الساحة العراقية مستغلا العصابات الطائفية العراقية والتي لجأت اخيرا للولوج في تنفيذ مخطط طائفي استئصالي قذر يتمثل في افراغ مدن الجنوب العراقي وخصوصا البصرة من المكون السني عبر عمليات الاغتيال بكواتم الصوت لرموز دينية واجتماعية سنية, ويشهد قضاء ابي الخصيب وقرية حمدان البلد عمليات اغتيال مستمرة, وكذلك حال مدينة الزبير! وهو مخطط طائفي بشع تقف خلفه بكل تاكيد اجهزة المخابرات الايرانية الحريصة على توطئة مجالها الحيوي وبتواطؤ واضح من مكتب رئيس الوزراء العراقي, القائد العام للقوات والميليشيات المسلحة الذي لا يهتم اصلا بهذا الملف ولا يلقي له بالا, اما صور القادة الايرانيين المنتشرة في شوارع العراق مثل نجوم هوليوود فهي في النهاية تحصيل حاصل لواقع هيمنة ايرانية متجذرة من الصعب اقتلاعها وتطهير العراق من شرورها طالما كان النظام الايراني يمتلك عناصر القوة في ظل سيطرة الاحزاب والميليشيات الطائفية المرتبطة به… التغلغل الايراني في العراق عملية تحتاج الى جهاد حقيقي للتخلص منه, وذلك ليس بالامر اليسير في عراق يزحف على بطنه نحو التقسيم والتشظي للاسف, ويتسابق بعض ممن يسمون قادته للمشي والسير في المخطط الايراني, بل والدفاع الاهوج عنه كما فعل ابراهيم الجعفري وغيره من احباب وازلام وغلمان الولي الفقيه, فيما يكتفي العالم العربي بالتفرج, وتلك هي المصيبة واي مصيبة!

السابق
مصر تحت المجهر
التالي
الهجمة الجوية ستخدم الحل