مطلوب معجزة لرئيس يعيش المشاكل

موجز الوضع في واشنطن، ممن يستيقظون من سبات العيد الثقيل: للرئيس اوباما توجد على ما يبدو اغلبية في مجلس الشيوخ، ولا توجد (على ما يبدو) أغلبية في مجلس النواب. في اقصى الأحوال، كما يقدر الجمهوريون، سينجحون في ايجاد 50 حتى 60 مندوبا من حزبهم، ليصوتوا في صالح عملية عسكرية في سورية. وهذا يعني أن الاغلبية المطلقة من المندوبين الديمقراطيين، حزب الرئيس، سيتعين عليهم أن يصوتوا له. ولكن الديمقراطيين منقسمون بالنسبة للعملية العسكرية، وليس لديهم في هذه اللحظة هذه الاعداد.

نانسي بلوسي، زعيمة الاقلية الديمقراطية، سيتعين عليها احداث معجزة سياسية. وقد فعلت هذا في الماضي، وكل من التقى نظرتها الحادة لن ينساها بسرعة. ايباك، على الاقل، حسب الاستعراضات لوسائل الاعلام الامريكية، سيلقون بثقل وزنهم في صالح الرئيس، ولا تزال المعركة قاسية جدا. قاسية لدرجة أن البيت الابيض يعتزم شن حملة اعلامية كبرى هذا الاسبوع، بما في ذلك خطاب خاص للامة يوم الثلاثاء القادم من الغرفة البيضوية.

الساحة الدولية تعيش في ورطة. الرئيس الروسي يطبق المرة تلو الاخرى ‘عقيدة بوتين’، وهي على النحو التالي: صحيح ان روسيا عصرنا لا تساوي من حيث الوزن الولايات المتحدة في مدى نفوذها، ولكن لديها قدرة هائلة على احباط الاستراتيجيات الامريكية، وافشال المحاولات لتثبيت انظمة عالمية لا تروق لها. في كل ساحة ذات مصلحة امريكية جوهرية، سيختار الروس موقفا يتطلع الى اضعاف موقف واشنطن. وعندما يصل هذا الى الساحات التي لموسكو فيها مصلحة جوهرية (سورية بالطبع)، فان الروس لن يتنازلوا عن اي انش، مهما يكن الثمن، الا اذا ضُمنت لهم مكانتهم كقوة عظمى في الساحة. وبالتوازي ترسم لنفسها صورة هي النقيض التام للولايات المتحدة، وتنبش في الشؤون الدولية وكأنها هي الاتحاد السوفييتي بقيادة ستالين ‘بريطانيا هي مجرد جزيرة صغيرة’، ‘سنودان هو شاب مختلف’، وجملة اخرى من التصريحات عن أفضل التقاليد الروسية.

‘مشاكل اوباما الكبرى ليست الروس. فهم على اي حال ضده. التصريح الاكثر اقلاقا في الايام الاخيرة كان تصريح صديقه الاكبر وعمليا، صديقه الوحيد للهجوم في سورية، فرانسوا هولاند، الذي وصف على مدى السنين في وسائل الاعلام الفرنسية بانه ‘السيد بلمبي’ على اسم حلوى الاطفال الشعبية. وقد اصبح رئيسا، واكتشف الكفاح المقدس من اجل الشعب السوري، وقد قفز في وقت مبكر وبقي وحده، من دون الحلفاء البريطانيين، وبالطبع من دون الجمهور الفرنسي. وقد قال امس: ‘سأنتظر تقرير مراقبي الامم المتحدة بالضبط مثلما سننتظر قرار الكونغرس′.

‘هذه خيبة أمل فظيعة للامريكيين، إذ يحتمل الا يصل تقرير المراقبين قبل نهاية الشهر. وهذا يعني انه حتى لو أقر الكونغرس العملية (او لم يقر ولكن اوباما يرغب في العمل مع ذلك) فان اوباما سيضطر الى العمل وحده او الانتظار للتوقيت الفرنسي (الامر الذي من غير المجدي ابدا الاعتماد عليه).

‘السطر الاخير هو أن رهان اوباما على السير الى الكونغرس كان، كما أسلفنا رهانا. كل الهراء الذي كتب وقيل في البلاد ونسب للرئيس الامريكي خطة عليا سرية ما كان يستند اساسا الى اماني الكاتبين. عمليا، قرر اوباما في اللحظة الاخيرة، خلافا لمشورة مستشاريه ومن دون ان يعرف بيقين اذا كانت له اغلبية (وهذا ايضا ما قاله البيت الابيض بنفسه في استعراضاته). ومنذئذ وهو يضطر الى مواجهة معركة سياسية في الداخل وتطورات سلبية على الساحة الدولية. الاسبوع القريب القادم سيكون حاسما.

السابق
ضربة عسكرية
التالي
الاحتمال والمخاطرة