قصة اغتيال فرح برج البراجنة: نريد القاتل في 24 ساعة

لم يكن يعلم أبناء مخيم برج البراجنة أن الفرح سيتحول الى حزن والعرس الى عزاء، ولكن للأسف إنه لبنان، ونظرية الأمني الذاتي في ظل نأي المؤسسات بنفسها عن القيام بواجباتها. والفصائل الفلسطينية لن تدفن الشهيد قبل تسليم القاتل، ويسمونه بالإسم: عباس عطوي.

لم يكن يعلم أبناء مخيم برج البراجنة أن الفرح سيتحول الى حزن والعرس الى عزاء، ولكن للأسف إنه لبنان، ونظرية الأمني الذاتي في ظل نأي المؤسسات بنفسها عن القيام بواجباتها.

ليل الاحد الثامن من أيلول 2013 كان المخيم مغمورا بفرحة عرس اثنين من ابنائه. بعد مراسم الإحتفال، أراد أصدقاء العروسين أن يزفوهما في مواكب سيارة. وأثناء “برمة العروس”، يعترض الموكب حاجز باسم الامن الذاتي الذي يحافظ على أمن المنطقة وقاطنيها. يتوقف السير وتخفت أصوات أبواق السيارات المبتهجة.

وكأن الفرح ممنوع في هذا البلد. بعد تفتيش الموكب يطلب عناصر الحاجز، وهم شبان معظمهم غير بالغين سن الرشد، من العريس وعروسه التوجه الى مسجد القائم لتسجيل اسميهما، ما أثار حفيظة المحتفين، فتقدم أحدهم ليسأل عناصر الحاجز: كيف لكم أن تعترضوا موكب عرس؟ وكيف تسمحون لأنفسكم أن تفتشوا سيارة عريس وعروس؟
حصل تلاسن ورفض ذوو العروسين توجههم الى أي مكان.

وسط الهرج والمرج كان محمد السمراوي يجهد للتخفيف من التوتر الذي نجم عن هذا التعدي على فرح الناس. لكن محمد كان على بعد ثوان من تسليم روحه، إذ استقرت رصاصة أطلقت من احد عناصر الحاجز واستقرت في صدره، فقتل فورا وأصيب خمسة أخرون من عداد الموكب.

تدخل الى المخيم فتجد الحزن يلتحفه. والأهالي يعضون على جراحهم منعا للفتنة، وعيونهم تملأها الدموع والحسرة والغضب. أهل الفقيد يؤكدون أن ابنهم لم يكن لديه سلاح وأوكلوا متابعة القضية أمام القضاء إلى الفصائل الفلسطينية التي عقدت اجتماعاً فوريا مع قيادة حزب الله، أصدر بعده المجتمعون بيانا مشتركا أكد
أن ماحدث هو إشكال فردي وألاّ خلفيات أو تبعات سياسية له،
و تقرر فتح تحقيق في الإشكال والعمل على معالجة ذيوله. وعلمت “جنوبية” أن أهل الفقيد اشترطوا عدم دفن الشهيد إلا بعد صدور تقرير الطبيب الشرعي، وبعد تلقيهم وعدا من حزب الله بأن يسلم الى الأجهزة الرسمية مطلق النار المعروفة هويته ويدعى عباس عطوي. وهو أطلق النار من مسدس حربي عيار 7 ملم، يشير تقرير الطبيب الشرعي الى أن إطلاق النار حصل عن مسافة نصف متر فقط.

الفصائل الفلسطينية تؤكد أنها تحت سقف الدولة والقانون وان قيادييها لن يسمحوا بأن تكون المخيمات الفلسطينية ممرا لأي فتنة أو توتر لكنهم متمسكون بتسليم القاتل خلال 24 ساعة.
أمين سر منظمة التحرير في بيروت العميد سمير أبو عفش يؤكد لـ”جنوبية”: “أولا نؤكد أن المخيمات لن تكون ممرا للفتنة، ومستمكون بأخوتنا وشراكتنا مع الشعب اللبناني. وأن ما جرى هو حادث فردي مرجح أن يحصل في أي مكان، ولكن نتمنى على حزب الله الالتزام بما وعد به وتسليم القاتل.”

أمين سر اللجنة الشعبية في المخيم حسني أبو طاقة يقول لـ”جنوبية” إن ا”لمخيم وأبناءه مسالمون، ولكن هناك العديد من الاستفزازت التي تحصل من قبل شبان بذريعة الأمن الذاتي”. وطالب أبو طاقة أجهزة الدولة بـ: “التدخل لتجنب الأسوأ مؤكدا أن المخيمات لن تسمح بأن تكون منطلقا لأي توتر”.

الترقب سيد الموقف حاليا. وتسليم حزب الله القاتل إلى القضاء هو ما ينتظره أبناء لمخيم والفصائل الفلسطينية. ولكن في ظل استمرار الوضع الحالي تشير المعطيات الى وجود نار تحت الرماد قد تشتعل مع أول هبة هواء
خلافية.

السابق
حمامات متصلة بالبنتاغون ومحللون غب الطلب
التالي
رايس: الرد العسكري على نظام الأسد بات امراً ضرورياً