كيف يتعامل حلفاء النظام السوري مع الضربة العسكرية

رد حليف سوريا

يحبس العالم أنفاسه في انتظار الساعة الصفر الاثنين، موعد تصويت الكونغرس الأميركي على توجيه ضربة عسكرية لسوريا. دول الشرق الأوسط متأهبة، والخوف من اندلاع حرب إقليمية إذا قرّر حلفاء النظام في المنطقة، أكان “حزب الله” أو إيران الرد على الضربة بفتح جبهات القتال مع إسرائيل.

الجميع بات شبه متأكد من حدوث الضربة، ويترقب رد الفعل، وقد أكدت الإدارة الأميركية على لسان وزير الخارجية جون كيري، أمام مجلس الشيوخ، تحييد إيران و”حزب الله”، فهل هي رسالة طمأنة للطرفين، أم تهديد؟ وهل يردّان على ضرب سوريا؟

أوباما لا يريد الحرب

السفير السابق عبد الله بو حبيب يعيد سبب اعلان تحييد إيران و”حزب الله” عن الضربة العسكرية إلى ثلاثة أسباب: الأول أن الرئيس الأميركي باراك أوباما لا يريد الحرب، لأنه في الأصل، تسلّم الرئاسة من أجل انتشال الولايات المتحدة من الحروب الخاصة بنظيره السابق جورج بوش. أما الثاني فلاحظه بو حبيب عبر الصحف الأميركية، التي أضاءت على تحركات النواب والشيوخ الأميركيين قبل أيام من اجتماع الكونغرس. ويرى أن “الأكثرية الساحقة من الشعب الأميركي تقول بما معناه: “لا ناقة لنا فيها ولا جمل”، ويعتبرون أنها حرب أهلية لا شأن لهم فيها”. ويضيف: “حتى اليوم، وبحسب الصحف الأميركية، فإن الأكثرية الشعبية وليس في أميركا فحسب بل في اوروبا أيضا، لا تريد الحرب، وهذا يؤثر على أوباما”.

والسبب الثالث للإعلان الأميركي، يتعلق بنتائج الرد على الضربة، ويقول: “إذا اقدمت أميركا على استهداف حزب الله أو إيران الموضوع سيكبر. ويذكّر بما جرى بين أميركا والعراق في التسعينات، وبعدما حاول الرئيس العراقي السابق صدام حسين اغتيال جورج بوش، خلال وجوده في الكويت، فأمر الرئيس الأميركي السابق بيل كلنتون بضرب مركز المخابرات العراقية بـ 40 صاروخ توماهوك، سقطت كلها في ولاية واحدة، قاضية على المبنى من دون ان تقضي على الهيكلية. وإذا أراد أوباما ضرب مراكز حزب الله وإيران أو المراكز الأساسية للنظام، فهذا يعني أنه أعلن الحرب على الحزب وإيران، فهل يصمتان على ذلك؟”.

ويضيف: “لأن أوباما أطال مدة التفويض، اجبر حزب الله وإيران على اتخاذ القرار بأنهما سيردان على الضربة اذا كانت قوية وغيّرت معالم المعركة، وقد يكون الرد على إسرائيل، مما يعني حربا لا يريدها أوباما والشعب الأميركي، لهذا جاء إعلان تحييد إيران و”حزب الله”. ويرى أن الأخير “إذا قرر الرد، فعلى الأرجح أنه سيرد من سوريا وليس من لبنان”.

حزب الله” سيردّ من لبنان

واضح أن العملية العسكرية موجهة ضد الرئيس السوري بشار الأسد فقط، وبحسب النائب السابق مصطفى علوش فإن الإعلان الأميركي يوضح أن الضربة غير موجهة إلى “إيران” و”حزب الله”، إلا أنه وصف هذا الإعلان بـ”النفاق” لأن ضرب النظام السوري يعني ضرب إيران والحزب.

ويقول: “حزب الله أوضح انه لن يتحرك الا إذا وصلت الأمور إلى مرحلة الخطر على معسكر الممانعة الذي هو عمليا الخطر على طريق امدادات حزب الله من إيران، وما تحاول فعله الادارة الأميركية أنها تقول بما معناه: إذا تدخل حزب الله وإيران سنعتبره تعدياً، وبطبيعة الحال سيكون هناك رد”.

“حزب الله” وإيران سينتظران نوعية الضربة ومستوى تأثيرها على المدى الحيوي للحزب وتحالف الممانعة، ويعتقد علوش “أن إيران لن تتدخل لأن هناك تنافساً بين إيران الدولة وإيران الحرس الثوري، لكن في سوريا التحرك الإيراني قائم من خلال أدوات طهران، كالحرس الثوري ولواء القدس وقوات المتطوعين العراقيين وحزب الله”.

ويضيف: “إيران تعرف حجمها، ولا يمكن أن تقارن نفسها بالمستوى العسكري أو التقني أو العلمي بواحد في المئة من القوى الأميركية، وتعلم أن أي حرب ستخوضها على هذا المستوى ستكون خاسرة، وربما ستعيدها 200 أو 300 سنة إلى الوراء، أما المفارقة بين الطرفين فهي أن إيران تتحمل خسارة 100 ألف قتيل فيما أميركا لا تتحمل التضحية بأي فرد لديها”.

ويرجح علوش أن يتدخل حزب الله إذا كانت الضربة قاسية، ويقول: “الحزب لا يستطيع أن يفعل أي شيء من سوريا لأن قوته هناك لا تستطيع مواجهة مثل هذه الانواع من الحروب، التي يبتعد فيها الطرف الآخر نحو ألف أو 800 ميل”، ويرجح أن يكون الرد من لبنان، “عبر عمليات ارهابية على طريقة بورغاس (تفجير بلغاريا) حتى يطالوا المصالح الأميركية من دون أن يعلنوا عن ذلك رسمياً”.

ويشير إلى أن “الحزب لن يتجرأ على فتح الحرب مع إسرائيل، لأن الأخيرة تنتظر هذه اللحظة وستعتبرها اكبر هدية، لكن إذا وصلت الضربة إلى مرحلة تنهي النظام السوري، فحينها سيضطر حزب الله الى أن يقارب الأمور بأسلوب “شمشون… علي وعلى أعدائي”.

حرب إقليمية حتى الخليج

“إنه تمن”. هكذا يرى العميد الركن المتقاعد هشام جابر الإعلان الأميركي، ويقول”: “أميركا تتمنى ان تحيّد حزب الله وإيران، لأنها تدرك جيدا ان الضربة العسكرية، في حال وافق الكونغرس، ستكون محدودة وسريعة وضيقة، لكن لا أحد يضمن الرد العسكري السوري”.

وبحسبه، فإن الرد السوري سيكون في البحر عبر إطلاق صواريخ “يوخونت” (أرض – بحر)، كما لدى سوريا امكان الرد على صواريخ “الكروز” و”التوماهوك” بصاروخ “أس 200″، واستخدام صواريخ “يوخنت” هي المفاجأة التي تحدث عنها وزير الخارجية السوري وليد المعلم، وترتبط بـ72 صاروخا قيل ان سوريا تسلمتها من موسكو.

ويسأل جابر: “هل إذا اصابت هذه الصواريخ البحرية الأميركية وقتلت أميركيين سيكتفي أوباما؟ بالطبع لا، سيقوم بالضربة الثانية التي لن تكون محدودة ولا ضيقة”.

في هذه المرحلة سيشعر النظام السوري بأن المطلوب “ليس كسر يده أو اصابعه بل المطلوب العمود الفقري أو رأسه”، ولا يستبعد ان “تقوم سوريا بفتح الجبهة مع إسرائيل عبر إطلاق صواريخ بالستية، وإذا حصل هذا الأمر فإن حزب الله خلال 48 ساعة سيتدخل ويطلق صواريخه من الجنوب نحو إسرائيل، ولن يتدخل قبل ذلك، لأنه لن يستبق الأمور ويورط سوريا”.

وبعد تدخل حزب الله وإسرائيل ستندلع حرب إقليمية، وحينها قد تطلق سوريا صواريخها على قواعد في تركيا أو على الأردن، وإلى حين وصول الأمر إلى هذه المرحلة تكون إيران لم تتدخل بعد، لكن في حال دخلنا حربا إقليمية في المنطقة فمن يضمن عدم تدخل إيران؟”.

ويعتبر أن “الأخيرة ستضرب مجموعة من الأهداف في الخليج، وبذلك تكون الحرب توسعت، ولأن الأميركيين يعلمون بهذا السيناريو، خصوصاً الجنرال مارتن ديمبسي، تستبق أميركا الأمر وتقول لإيران وحزب الله لا اريد ضربكما، بل ضرب سوريا فقط”.

السابق
كيري يبحث عن تحالف أوروبي لضرب سوريا
التالي
مروان حمادة: نحن عشية أيام مفصلية والضربة العسكرية على سوريا ستكون قصيرة ومحدّدة الاهداف