لبنان: سرقة سيارات أكثر = تفجيرات أكثر؟

سرقة سيارات

تضاعف سرقة السيارات في لبنان المعضلات الأمنية المرتبطة بكشف السيارات المفخخة قبل وقوعها، كما تشكل عائقا أمام الجهود الأمنية المبذولة للحيلولة دون وقوع تفجيرات إضافية، بعد انفجارات السيارات المفخخة في بئر العبد والرويس في الضاحية الجنوبية لبيروت، وطرابلس في شمال لبنان، والتي تبين أنها مسروقة، بحسب ما أكدته مصادر عسكرية لـ«الشرق الأوسط».

وتزداد المخاوف من استخدام هذه السيارات لتنفيذ عمليات إرهابية داخل لبنان في ظل ارتفاع معدل سرقة السيارات، في وقت يؤكد فيه معنيون أن التهديد الأمني «لا يزال قائما».

في غضون ذلك، تكثف القوى الأمنية اللبنانية من جهودها وتدابيرها الأمنية لمنع وقوع عمليات إرهابية أخرى.

لكن هذا التهديد ليس وليد اللحظة، فقد أعلن المدير العام السابق لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي أنه نبه، خلال اجتماع أمني عقد في القصر الرئاسي قبل سبعة أشهر، إلى تطورات أمنية قد تطرأ على لبنان. وقال ريفي لـ«الشرق الأوسط» إنه حذر من أن تلك التطورات «قد تفتح البلاد على الجحيم، مع توقعات بالجهاد المضاد في لبنان، نتيجة تدخل حزب الله العسكري في سوريا».

وقال ريفي «توقفنا خلال الاجتماع عند تأثيرات الواقع السوري على لبنان فضلا عن النزوح السوري الكثيف، مما أحدث تغييرات على واقع الجريمة في لبنان».

ونتيجة تأثيرات الواقع السوري، أشار إلى «ازدياد عدد سرقات السيارات في لبنان بشكل مطرد، حيث ارتفع المعدل من سيارتين أو ثلاث يوميا، إلى 14 و15، وصولا إلى 17 سيارة يوميا، وهو رقم تخطى المستوى الطبيعي». وكشف أن القوى الأمنية اللبنانية «ألقت القبض على عصابة سرقة سيارات اعترفت بسرقة 80 سيارة رباعية الدفع، جرى تصديرها إلى سوريا دفعة واحدة».

وبصرف النظر عن المخاوف من أن تكون السيارات معدة للاستخدام لأغراض أمنية خارج الحدود، أوضح اللواء ريفي أن «السارقين معروفون، وهم عبارة عن عصابات تهرب السيارات إلى سوريا عبر المعابر غير الشرعية»، لافتا إلى أن معظم أفراد تلك العصابات «يوجدون في البقاع (شرق لبنان)»، وهي مناطق محاذية للحدود الشرقية مع سوريا.

وأكد المدير العام السابق لقوى الأمن الداخلي أن «معدل سرقة السيارات اليومي في لبنان، يتراوح بين سيارتين وثلاث سيارات، ويزداد في أوقات الأزمات وفي ظروف معينة»، من دون تحديد ما إذا كانت تلك الظروف مرتبطة بتهديدات أمنية.

وأثبتت تحقيقات الجيش اللبناني أن السيارات الأربع التي انفجرت في لبنان خلال شهري يوليو (تموز) وأغسطس (آب) المنصرمين، مسروقة، وفق ما أكدته مصادر عسكرية لـ«الشرق الأوسط»، في حين أن السيارة التي انفجرت في بئر العبد كانت قد سرقت قبل 24 ساعة من تفجيرها، بحسب مصدر أمني بارز.

وانفجرت سيارة مفخخة في منطقة بئر العبد في الضاحية الجنوبية لبيروت، في التاسع من يوليو الماضي، أسفرت عن وقوع 53 جريحا، بينما انفجرت سيارة أخرى في 15 أغسطس الماضي في منطقة الرويس في الضاحية، أسفرت عن سقوط أكثر من 30 قتيلا، وجرح المئات. كما انفجرت سيارتان مفخختان أمام مسجدي «السلام» و«التقوى» في طرابلس (شمال لبنان) في 23 أغسطس، بفارق ربع ساعة بين التفجيرين، وأسفرا عن وقوع أكثر من 45 قتيلا وما يزيد على 300 جريح.

وتكشف بيانات قوى الأمن الداخلي اللبناني أن أكثر من 90 سيارة سرقت في الفترة الممتدة من مطلع شهر يوليو المنصرم حتى 21 منه، عثر على 19 منها فقط، بينما جرت سرقة 67 سيارة في الفترة نفسها من العام الماضي، عثر على 22 منها.

ولا يزال لبنان أسير مخاوف من وقوع تفجيرات جديدة، وتكثف الأجهزة الأمنية اللبنانية من مجهوداتها، إلى جانب تدابير احترازية يتخذها حزب الله في الضاحية الجنوبية، وإجراءات احترازية أخرى بالتزامن مع صلاة الجمعة في مساجد بيروت، تخوفا من استهدافها بتفجيرات أخرى.

وتبدو نهاية التفجيرات في لبنان بعيدة عن تقديرات الأمنيين، الذين يعتبرون أن الحد منها «يحتاج إلى معالجة الأسباب وليس النتائج»، في حين يصف ريفي الوضع بأنه «جهاد مضاد»، في إشارة إلى ارتداد مفاعيل مشاركة حزب الله في سوريا على الداخل اللبناني. ويقول ريفي في تصريحاته لـ«الشرق الأوسط» إن «وجود حزب الله في سوريا خلق جوا من التوتر»، مشددا على «ضرورة معالجة الأسباب للحد من التفجيرات وليس النتائج».

وفي هذا السياق، دعا ريفي حزب الله لـ«الانسحاب من سوريا، وليقفل علينا باب الجهاد المضاد لأنه مكلف جدا للبنان».

السابق
اعتراض دورية فنلندية في بنت جبيل
التالي
المالكي يخشى من مغامرة إيرانية تزج به في أتون الحرب السورية