البناء: قمّة العشرين أبرزت انقساماً حادّاً حيال الموقف من سورية

أكّدت وقائع مؤتمر قمة العشرين في سان بطرسبرغ أمس والمواقف التي أُطلقت خلاله في الساعات الماضية وقوع الرئيس الأميركي باراك أوباما وإدارته بمزيد من الحرج والإرباك نتيجة توسّع دائرة الاعتراض على قراره شن حرب ضد سورية.
وقد قالها الرئيس الروسي بعد اختتام أعمال المؤتمرأمس وبصراحة واضحة عندما حدّد الدول التي تدعم العدوان والتي لا يفوق عددها أصابع اليد الواحدة.
وأفادت التقارير والمعلومات أن أوباما الذي حاول تظهير سهولة اتخاذ القرار في الكونغرس الأميركي وتفويضه لشن هذه الحرب أخذ يشعر بمزيد من القلق لصعوبة الحصول على هذا التفويض ووجود معارضة داخل الكونغرس تجاه هذا الأمر ما حدا به إلى إعــلانه التوجّه بخطاب إلى الأميركيين الثلاثاء المقبل لاستجداء التأييد من نسبة المعترضين الكبيرة.
ولفت أمس ارتفاع وتيرة لهجة الرئيس الروسي حيث أكّد أن القيام بعدوان من دون قرار دولي ممنوع وجدّد أيضاً تأكيده على أن روسيا ستدعم سورية وتساعدها إذا ما تعرّضت للعدوان أكان على صعيد الدعم بالسلاح أو بالاقتصاد أو بأي شيء آخر.
إرباك وتجهّم
أما أوباما فقد ظهر في مؤتمره الصحافي مربكاً متجهّماً وكرّر المواقف التي كان أعلنها مركّزاً على عدم تكرار تجربة العراق في محاولة منه لمسايرة الرأي العام الأميركي أولاً والرأي العام العالمي ثانياً مع العلم أن الرئيس بوتين أكد أن شعوب الدول التي تؤيّد أنظمتها أو حكوماتها شن الحرب على سورية تأخذ مواقف معارضة ومعاكسة.

وفي وقت أعلن فيه مدير المكتب الإعلامي لحلف شمال الأطلسي في موسكو روبرت بشيل أن الناتو لا ينوي توسيع دوره في الأزمة السورية وسيقتصر على حماية تركيا اتفق وزراء الدفاع الأوروبيون أمس في العاصمة الليتوانية فيلنوس على مسؤولية السلطات السورية عن الهجوم الكيماوي في ريف دمشق الشهر الماضي .
وأعلن وزير الدفاع الليتواني يوزاس اوليكاس بعد انتهاء الاجتماع أن جميع المشاركين اتفقوا على أنه تم استخدام أسلحة كيماوية في الغوطة الغربية بريف دمشق في 21 آب وأقروا بوجود “مؤشرات كثيرة” إلى مسؤولية حكومة الرئيس السوري بشار الأسد في الهجوم .
وقال أوليكاس الذي تتولى بلاده حاليا الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي إن “جميع وزراء الدفاع في أوروبا نددوا باستخدام السلاح الكيماوي” واتفقوا على “وجوب أن يتحمل الذين استخدموه المسؤولية”. وذكر مصدر أوروبي أن هناك تقارباً لمواقف المشاركين في الاجتماع بشأن الأزمة السورية. وأضاف المصدر أنه حتى الدول الشمالية بما فيها السويد وفنلندا اللتان تتمسكان بالحياد لم تعارض الاستنتاجات التي توصلت إليها استخبارات دول غربية أخرى بشأن مسؤولية دمشق عن الهجوم الكيماوي المزعوم .

السابق
الأخبار: سليمان: لبنان محايد إزاء التدخل العسكري في سوريا
التالي
البلد: لبنان يرفض العدوان و8 آذار تتظاهر في عوكر