أبو فاعور: الوضع في لبنان أصبح مقلقا على المستويات الأمنية والديمغرافية

شارك وزير الشؤون الاجتماعية في حكومة تصريف الاعمال وائل أبو فاعور في الاجتماع الوزاري لدول الجوار السوري المضيفة للاجئين، الذي نظمته المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في جنيف، وترأس وفد لبنان إلى الاجتماع الذي انطلقت أعماله في الحادية عشرة من صباح اليوم وتستمر لغاية الرابعة عصرا.

وشارك في الاجتماع وزراء خارجية تركيا أحمد داود أوغلو والعراق هوشيار زيباري والأردن ناصر جودة، وتم خلاله البحث في أوضاع النازحين السوريين في كل من دول الجوار الأربع. وتناول الوزراء ايضا الترتيبات الجارية لانعقاد الجزء الرفيع المستوى من اجتماع اللجنة التنفيذية للمفوضية المزمع عقده في 30 الحالي والذي سيخصص لبحث مسألة اللاجئين السوريين في دول الجوار.

وقد شكر أبو فاعور للمفوض السامي للاجئين أنطونيو غوتيريز “تنظيم واستضافة هذا الاجتماع الهام”، وقدم عرضا موثقا بالأرقام لأوضاع النازحين السوريين في لبنان، ولانعكاسات مسألة النزوح على مختلف نواحي الحياة في البلد، كما وعلى التحديات الاقتصادية والاجتماعية والأمنية والديمغرافية التي تطرحها. وقد تطرق ايضا إلى الضغط الذي بات يرزح تحته القطاعان الصحي والتربوي جراء التزايد المضطرد في عدد النازحين السوريين.

وشدد على ثوابت الحكومة اللبنانية في ما خص مسألة النازحين السوريين، وقال:”أجدني بحاجة لتكرار اللاءات: لا إقفال للحدود، لا ترحيل قسريا للنازحين، لا تسليم لأي لاجىء أو ناشط سياسي في لبنان إلى النظام في سوريا”.

وأسف لكون التجاوب الدولي مع خطط الاستجابة لمسألة النازحين مخيبة للآمال، وأكد “أن الحكومة اللبنانية لم تتلق أي تمويل ثنائي لإعانتها على تحمل الأعباء الباهظة المترتبة على الأزمة”، مطالبا المجتمع الدولي “بالاضطلاع بمسؤولياته”، معتبرا “أنه من غير الجائز ربط موضوع الدعم المالي بالموقف من الحكومة اللبنانية، كائنا ما كان، لأن العبء هو عبء على لبنان، شعبا وكيانا بالدرجة الأولى”.

وذكر بطرح رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان “ضرورة تقاسم الأعباء والأعداد من قبل المجتمع الدولي في إطار التصدي لمسألة النزوح المستمرة”. وفي ما خص مسألة الأعداد، نوه بمبادرة ألمانيا استضافة خمسة آلاف لاجىء سوري، معتبرا إياها خطوة “ريادية جيدة وإن صغيرة داعيا سائر الدول إلى الاحتذاء بها”.

وصدر عن الاجتماع بيان صحفي مشترك، باسم الوزراء الأربعة والمفوض السامي للاجئين جاء فيه:”نحن نواجه تصعيدا دراميا في النزاع السوري، وتحديدا في استخدام الأسلحة الكيميائية. ندعو المجتمع الدولي بقوة لتجاوز التباينات القائمة والتلاقي بهدف وقف القتال. كل الأعمال التي تسبب تدفقا للاجئين يجب إيقافها. ثمة حاجة ملحة لحل سياسي ينهي حلقة الرعب هذه. ليس ثمة حل إنساني للأزمة السورية، بل بالأحرى ثمة حاجة إلى حل سياسي لإنهاء الأزمة الإنسانية”.

وقد أعقب الاجتماع غداء عمل بدعوة من غوتيريز، ضم الوزراء الأربعة وأعضاء الوفود.

واختتمت أنشطة الاجتماع الوزاري بمؤتمر صحفي شارك فيه الوزراء الأربعة، والمفوض السامي، في مبنى قصر الأمم – مقر الأمم المتحدة في جنيف.

وخلال المؤتمر أكد أبو فاعور “وقوفنا إلى جانب الشعب السوري في سعيه وراء الديمقراطية والحرية والتغيير، ومساندته في مواجهة المجازر المروعة وآخرها تلك التي استخدم فيها السلاح الكيميائي”. ونبه مجددا من “أن الوضع في لبنان أصبح مقلقا على المستويات الأمنية والاجتماعية والاقتصادية والديمغرافية، وأن استجابة المجتمع الدولي حتى الآن مخيبة للآمال”. ورأى “أن ثمة خطا أحمر قد تم تجاوزه، وأنه بات لزاما على المجتمع الدولي التحرك لإيجاد حل سياسي للأزمة السورية”.

وعلى هامش الاجتماع، عقد أبو فاعور سلسلة لقاءات ثنائية مع المفوض السامي للاجئين ونظرائه التركي والعراقي والأردني تناول فيها ملف النازحين السوريين، وضرورة التنسيق المتواصل في سياق مواجهة هذا التحدي المشترك.

السابق
خريس: على سليمان الأخذ بمبادرة بري والدعوة إلى الحوار
التالي
سليمان: لتحييد لبنان عن أي فعل او رد فعل محتمل في موضوع استعمال الكيميائي في سوريا