الضباب يهدد السلامة المرورية

في انتظار تنفيذ مشروع أتوستراد صيدا ـــ النبطية، الذي يمر من قرى شرق صيدا وإقليم التفاح، يعاني المارة على طرق إقليم التفاح من مشكلة حقيــــقية، بسبـــب كثــــافة الضباب، مع غياب الإشارات المرورية اللازمة، والإضاءة المناسبة. لا تستطيع السيارات التـــــقدم، أو التراجـــع في أماكن كثيرة، كما لا يمكنها الوقوف في وســــط الطرق. والمشــــكلة تعم بلـــدات الإقليـــم من جباع، إلى عين بوسوار وجرجوع.
الضباب الذي يحلم به سكان الساحل، فيتركون بيوتهم قاصدين هذه البلدات مصيفا لهم، هو المشكلة التي قد تعرض حياة المارة للخطر. على مدار السنة وفي معظم الأوقات ليلا، تدخل سحابات الغيوم البلدات، وتصبح نسبة الضباب كثيفة جدا إلى حد يعرف بدرجة «الضباب الحرج»، حيث تنعدم معه الرؤية، ويصبح سير الآليات خطراً جدا. أهالي المنطقة يدركون تماما ماذا تعني سحابات الضباب تلك، يسهرون في بيوتهم ويتوقفون عن التجول سيرا على الأقدام أو في سياراتهم. أما المارة على تلك الطرق، فلهم قصص كثيرة حيث لا إشارات فوسفورية، لا علامات صغيرة مضيئة على الأشجار، لا جدران دعم على جانب الطريق، إلا في بعض المناطق المرتفعة العالقة على كتف الوادي، والطريق من جباع إلى عربصاليم غير مخططة بخطوط صفراء تساعد السائق على اتباع الطريق في حالات كهذه.
وليد دُعي إلى عرس في صالة داخل بلدة عربصاليم، سلك الطريق من صيدا باتجاه حارة صيدا مرورا ببلدات عين الدلب، المجيدل، القريّة، وصولا إلى كفرفيلا ـــ جباع ومن هناك إلى عربصاليم. وصل إلى رويسات جرجوع حيث اشتد الضباب، ولم يعد بالإمكان الرؤية بوضوح. يقول: «كنا لا نرى المنعطفات، ولا حدود الطريق ولا الأشجار، وكنت لا أعرف كيف يجب أن أتصرف، حقيقة كنا نسير وأعصابنا تنهار خوفا من السقوط خطأً داخل هذا الوادي السحيق».
حسين كربلا من بلدة عين قانا، ذهب للعشاء في مطعم داخل بلدة جباع، حيث تصطف المطاعم والصالات بأجوائها الطبيعية. يقول: «حتى وصلنا إلى المطعم كنا حلفنا ألا نسلك الطريق مرة أخرى، زوجتي أخرجت رأسها من شباك السيارة لتراقب المسير، بعدما غطى الضباب الزجاج، وكنا نسير على هوى حدسنا، نتوقف ومن ثم ننطلق مجددا».
يشكو المارة في هذه المناطق من شدّة الضباب، فالوضع الذي يفاجئهم صعب جدا وليس هناك من تعليمات واضحة ومعروفة للتعامل مع الظروف الجوية الرديئة، ما قد يعرّضهم لحوادث سير خطيرة النتائج.
خبير السير محمد صبحي جابر يدعو المواطنين في حال تعرضهم لظروف جوية سيئة وأخطرها هو الضباب، إلى اتباع مجموعة من التعليمات، أولاها، «التزام خط اليمين، اتباع الخط الأصفر إن وجد على الطريق، خفض السرعة إلى أدنى مستوياتها، وإضاءة الأضواء الخفيفة في السيارة». ويأسف لعدم توافر إشارات فوسفورية في لبنان موضوعة على جوانب الطرق تساعد السائق من خلال انعكاس النور عليها إلى متابعة سير ملتزما الحدّ المعقول من السلامة.
تزداد وطأة هذه المشكلة مع انقطاع التيار الكهربائي حيث تكون الشوارع مظلمة، محمد كركي من بلدة عين بوسوار يقول: «أهالي البلدة يحفظون طريقها، لكن المارين يجدون صعوبة في التعرف إلى تفاصيل الطريق إذا كانت الشوارع مظلمة، وخصوصا في حالات الطقس السيئة، حالياً ننتظر مشروع أتوستراد صيدا – النبطية الذي يمر من قرى شرق صيدا وإقليم التفاح، فقد يساعد على تحسين وضع هذه الطرق وجعلها مراعية لشروط السلامة العامة، خصوصا أنها تقصد بالصيف كثيرا».

السابق
إنها الحرب
التالي
أوباما إلى قمّة الـ20 للخروج من الورطة؟